استمرار الاشتباكات بين الميليشيات المتنازعة في مقديشو والقتلى والجرحى 300

TT

لليوم الرابع على التوالي، استمر أمس الموقف الأمني في العاصمة الصومالية مقديشيو في تدهور وتصعيد لافت للانتباه على الرغم من إعلان قيادة المحاكم الإسلامية التي تخوض ميليشياتها معركة على حسم المنافسة على السيطرة على العاصمة مع ميليشيات أخرى مناوئة لها، أنها أوقفت القتال من جانب واحد استجابة لدعوات المجتمع المدني والحكومة الانتقالية في الصومال.

وقالت مصادر صومالية في مقديشيو لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف إن عدد ضحايا هذه الاشتباكات الدامية ارتفع إلى نحو 300 شخص بينهم مائة قتيل في الأقل ومعظمهم من المدنيين العزل.

وانتقل القتال إلى قرية وادي واهر بضاحية هوارة شمال مقديشيو حيث استخدم المتصارعون الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية المضادة للطائرات بينما استمر القتال في ضاحية أخرى قريبة هي سوسى وسط مخاوف من انتشار العنف في مختلف ضواحي العاصمة التي بات سكانها على موعد دائم مع أصوات الانفجارات العنيفة المتقطعة.

واستمر القتال بين الميليشيات الموالية للمحاكم الشرعية، وتلك الموالية لما يسمى التحالف من اجل مكافحة الإرهاب الذي يدعم عددا من أمراء الحرب والوزراء المنشقين على الحكومة الانتقالية، ويعتقد أنهم يتلقون تمويلا ماليا ومساعدات أمنية من الولايات المتحدة.

ولم يصدر أي رد فعل رسمي من الرئيس الصومالي عبد الله يوسف الذي يقوم منذ أول من أمس بزيارة عمل مفاجئة إلي ليبيا، علما بأن يوسف قد ناشد الزعيم الليبي، العقيد معمر القذافي، خلال اجتماعهما أمس التدخل شخصيا واستخدام نفوذه لوقف الانهيار الذي تتعرض له عملية السلام الصومالية.

وعقد يوسف سلسلة من الاجتماعات مع الدكتور البغدادي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) وعبد الرحمن شلقم أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزير الخارجية) والدكتور علي عبد السلام التريكي مسؤول الملف الأفريقي فيها.

وقالت مصادر صومالية في العاصمة الليبية طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن يوسف طلب من القذافي إرسال قوات عسكرية ليبية للانضمام إلي قوات حفظ السلام العربية والأفريقية التي يرغب في الاستعانة بها لتمكين حكومته من بسط هيمنتها على كافة أنحاء الصومال.وقال علي محمد جيدي رئيس الحكومة الصومالية الانتقالية لـ«الشرق الأوسط» إن ما يحدث في العاصمة التي رفض الانتقال إليها بسبب تردي الأوضاع الأمنية فيها وانتشار الميليشيات المسلحة في ضواحيها هو نوع من الجنون والانتحار الجماعي.

وأعرب جيدي في تصريحات من مقره في مدينة بيداوة الجنوبية عن أسفه لاستمرار أعمال العنف المسلحة بين الأطراف المتناحرة في العاصمة، داعيا إلي الوقف الفوري لهذه الاشتباكات التي تعيد إلى الأذهان الحرب الأهلية الطاحنة التي شهدتها البلاد عقب سقوط نظام حكم الرئيس المخلوع محمد سياد برى عام 1991.وفيما أعلن رئيس المحاكم الشرعية الإسلامية، الشيخ شريف احمد، وقفا لإطلاق النار من جانب واحد، فان الفصيل المنافس أعلن رفضه لهذه الهدنة واشترط انسحاب عناصر المحاكم الإسلامية من المناطق التي احتلتها خلال الأيام الثلاثة الماضية.