الجزائر تستعين بدعاة إسلاميين مشرقيين لمواجهة التبشير في منطقة القبائل

TT

تسعى السلطات الجزائرية لتطويق ظاهرة التبشير التي استفحلت في بعض مناطق البلاد، خاصة في القبائل شرق العاصمة، عن طريق الاستعانة بدعاة اسلاميين ومفكرين من المشرق العربي، مثل العلامة السوري الشيخ سعيد رمضان البوطي والمفكر المصري عبد الحليم عويس اللذين يزوران الجزائر حالياً.وجندت السلطات مؤسسات تابعة لها وجمعيات ومنظمات دينية وخيرية للاتصال بكل الدعاة والأئمة والمفكرين ممن يمكن أن يتركوا أثرا في العديد من أبناء القبائل الذين كشفت تقارير وزارة الشؤون الدينية أن لديهم ميلا للتجاوب مع المبشرين، أكثر من غيرهم بباقي المناطق. فبدعوة من الجامعة الإسلامية بقسنطينة (شرق)، حضر البوطي ليلقي عدة محاضرات حول الفكر الإسلامي ونشاط التنصير. وقبله حل الدكتور يوسف القرضاوي بدعوة من المجلس الإسلامي الأعلى؛ وآخرون يُنتظَرُ قدومهم مثل الداعية عمرو خالد الذي اتصلت به جمعية «الإرشاد والإصلاح» التابعة لحزب «حركة مجتمع السلم»، كما تقوم «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين» بنفس الدور. وعرفت الجمعية بقوتها في محاربة حملات التنصير بقيادة مؤسسها العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس في فترة الاستعمار الفرنسي (1830-1962).

وقال عبد الله طمين، مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله لـ«الشرق الأوسط»، ان بعض العلماء المشارقة أعربوا عن رغبتهم في زيارة منطقة القبائل بدافع الفضول بعد أن سمعوا وسائل إعلام محلية وأجنبية تتداول انتشار المسيحية بشكل لافت في المنطقة. وأضاف: «لقد حاضر الشيخ القرضاوي من قبل، وهناك حديث عن مجيء عمرو خالد والعملية ستتواصل في المستقبل. وترحب وزارة الشؤون الدينية بكل مبادرة تهدف إلى تعزيز علاقة الجزائريين بدينهم، لكننا نريد أيضا أن تتوسع هذه الزيارات لتشمل شخصيات علمية ومثقفين ومفكرين من مشارب ليست دينية بالضرورة». وأوضح أن قطاع الشؤون الدينية «عرف نقلة نوعية منذ وصول بوتفليقة إلى الرئاسة (ربيع 1999)، حيث درج على تشجيع كل مبادرة تخدم الدين؛ الأمر الذي حفز الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بالنشاط الديني فأصبحت تبادر بتنظيم تظاهرات دينية، وتوجه الدعوة لدعاة ومفكرين إسلاميين معروفين للمشاركة فيها. وتندرج سلسلة زيارات العلماء والدعاة المشارقة حاليا في هذا السياق، حيث جاءوا بدعوة من هذه الجمعيات وبرعاية من أعلى السلطات».وقال طمين ان الدولة «كانت في فترة التسعينات مهتمة بمحاربة تيار يمارس الإرهاب تحت غطاء الدين، ولما طوت هذا الملف ظهر تيار فكري آخر يسعى لنشر المسيحية تحت غطاء حرية الأديان، ومن هنا جاء إصدار قانون يضبط ممارسة الشعائر الدينية غير الإسلامية»، في اشارة الى مجموعة نصوص صدرت في مارس (آذار) الماضي تؤطر نشاط أماكن عبادة.