تشومسكي يدعو الضعفاء إلى التكتل لنيل حقوقهم

أهدى محاضرته في بيروت إلى روح إدوارد سعيد

TT

لليوم الثاني على التوالي، حاضر المفكر واللغوي البارز نعوم تشومسكي في الجامعة الأميركية في بيروت، أمس، من دون أن يخفت عدد الجموع الغفيرة التي تتوافد قبل أكثر من ساعة على وصوله لاحتلال كرسي، أو زاوية. فيوم أول من أمس، وقبل أن يصل تشومسكي إلى قاعة «الأسمبلي هول» في الجامعة الأميركية، لإلقاء محاضرته الأولى، كانت القاعة قد غصت بمن فيها، وأغلقت الأبواب، رغم وجود طابور طويل من الحالمين والمنتظرين للاستماع إلى واحد من أشهر الأميركيين في العالم، واضطر كثر لمتابعة المحاضرة عبر شاشة نصبت لهم في الباحة. لكن الأمر لم يرض الطامحين لرؤية تشومسكي بأم العين.

«وأخيراً جاء تشومسكي إلى بيروت»، هكذا قال باتريك ماك غريفي، وهو يقدم ضيف لبنان، شارحاً، كيف ان الجامعة حاولت تكراراً جمع إدوارد سعيد ونعوم تشومسكي، في لقاء واحد، لكن ظروف الشخصين حالت دائماً من دون ذلك. لهذا فقد جاء إدوارد سعيد بمفرده، ولم يتسن لتشومسكي أن يأتي إلا بعد رحيل صديقه. لذلك أهديت محاضرته لروح إدوارد سعيد. كل ذاك التصفيق الذي حظي به تشومسكي، لا يناله سوى النجوم الكبار، والرجل يصل إلى بيروت يسبقه صيته كيهودي أميركي، مناهض للسياسة الأميركية والإسرائيلية. تشومسكي لم يخيب أحداً، وهو يتحدث عن «روح القوة وعظمتها»، مشرحاً بهدوء الأكاديمي الرصينة، جبروت الهيمنة من القرن التاسع عشر، وحتى الحصار المضروب على الحكومة الفلسطينية اليوم، مروراً بالهند والصين وفيتنام وكوبا وكمبوديا وكوسوفو والعراق وافغانستان.

حاول تشومسكي قراءة مسار الجبروت خلال القرن الأخير الذي اختتم بتفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) المروعة، من دون كبير تمييز بين استعمار قديم قادته بريطانيا وفرنسا أو استعمار حديث تكاد تستفرد به الولايات المتحدة. يريد تشومسكي ان يقول بان المسار واحد، والحجج الديمقراطية هي ذاتها، والأهداف الاستغلالية للأضعف من قبل الأقوى تتكرر، وعلينا أن لا ننتظر توبة القوي عن غيه بقدر ما على الضعفاء ان يتكتلوا وينتفضوا ضد الظلم، سيما ان ثمة ضعفاء استطاعوا ان ينالوا حقوقهم بالمثابرة.