بن لادن أفلت بأعجوبة من معارك «تورا بورا» وضابط مخابرات «توسل» لواشنطن إغلاق الممر الأخير

«كاسر الفك» الكتاب الذي لا تريدك «سي آي إيه» أن تطلع عليه

TT

قال ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، إن الوكالة يتعذر عليها تماماً تنفيذ عمليات في العراق بسبب تعقيد الوضع هناك الذي وصفه بأنه أسوأ وضع أمني في العالم على الإطلاق منذ عقود.

وشكك غاري بيرنتسن في إمكانية تحقيق تعاون فعال بين الوكالة التي عين لها مدير جديد يوم الاثنين الماضي، وقوات التحالف بسبب تصاعد اعمال العنف والوضع الطائفي المعقد في العراق، وقال بيرنتسن الذي قاد عمليات الوكالة الميدانية في افغانستان، وكان مكلفاً بالقاء القبض على اسامة بن لادن، إن الاوضاع في العراق تختلف كلياً عن الوضع الافغاني حيث كان من الممكن لوكالة «سي آي إيه» تنفيذ عدة عمليات بسهولة بسبب الوضع الجغرافي والحدود المفتوحة.

وكان بيرنتسن يتحدث اول من امس في «معهد الشرق الاوسط» في واشنطن بمناسبة توقيع كتابه الذي يحمل عنوان «كاسر الفك»، وهو اسم العملية التي نفذتها وكالة الاستخبارات الاميركية في افغانستان للقبض على اسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة».

وتصادف صدور هذا الكتاب مع ترشيح الجنرال في سلاح الجو الأميركي مايكل هايدن، من طرف الرئيس الاميركي جورج بوش لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وسط موجة اعتراض في الكونغرس ضد هذا التعيين.

ويعتقد كثيرون في واشنطن أن إدارة وكالة «سي آي إيه» التي أصبحت واحدة من 14 وكالة استخبارية، من طرف جنرال لا يجوز بسبب اختلاف وجهات النظر بين الجيش والاستخبارات في تحليل الأوضاع.

ويصف بيرنتسن في كتابه كيف أفلت بن لادن من معارك جبال تورا بورا.

والمفارقة أن بيرنتسن يتهم بعض القادة العسكريين الاميركيين بأنهم ضيعوا فرصة القاء القبض على اسامة بن لادن في جبال تورا بورا، عندما لم يهتموا بطلبه اغلاق آخر منفذ كان يمكن ان يفلت منه بن لادن من طرف القوات الخاصة الاميركية، لكنه بالفعل أفلت بعد معارك طاحنة دارت قرب تلك الجبال الوعرة بين الاميركيين ومقاتلين من حركة طالبان و«القاعدة».

ويقول الناشر إن بيرنتسن يمثل الوجه الجديد للضباط الذين يعملون ضد الارهاب، إذ أنه عمل كضابط مخابرات لأكثر من عقدين وأيضاً كضابط عسكري، مشيراً الى انه عمل في سنوات خدمته الاخيرة كرئيس محطة لوكالة «سي آي إيه» في منطقة كابل وكذلك في تورا بورا، حيث كان قائداً ميدانياً لرجال «سي آي إيه» وكذلك لحوالي 2000 رجل من الافغان كانت مهمتهم مطاردة اسامة بن لادن.

والنقطة الجوهرية في الكتاب تشير الى أن بيرنتسن بلغ به الامر، كما يقول الناشر، حد التوسل الى واشنطن لاغلاق آخر ممر يمكن أن يفر منه بن لادن من منطقة تورا بورا، لكنها لم تفعل، مما أتاح له الفرار بالفعل.

وفي تقديمه للكتاب اول من امس بدت «الحسرة» على بيرنتسن وهو يتحدث عن عثور رجاله على بعض المتعلقات الشخصية التي تركها خلفه بن لادن قبل فراره من جبال تورا بورا. والمثير أن الكتاب الذي اضطر بيرنتسن ان يحصل على أمر قضائي لنشره بعد أن بقي ثلاثة أشهر محجوزاً في لجنة مراجعة المنشورات التابعة لجهاز «سي آي إيه»، ظلل بالاسود في معظم صفحاته، تماماً كما تفعل بعض أجهزة الرقابة في دول العالم الثالث، وظللت عبارات أو معلومات وجدت الوكالة أن اعتبارات أمنية تحتم حذفها. ويحمل الكتاب في غلافه وفي دائرة حمراء عبارة «الكتاب الذي لا تريدك سي آي إيه أن تقرأه».