الرئيس الإيراني: مستعدون للتفاوض.. ولدينا قدرات للدفاع عن أنفسنا

واشنطن: دعم بكين لقرار ضد طهران يعتمد على إقناع موسكو

TT

أعرب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، عن استعداده للتفاوض مع الولايات المتحدة ودول أخرى، حول برنامج بلاده النووي في خطاب في العاصمة الاندونيسية، الا انه لفت الى استطاعة بلاده الدفاع عن نفسها. وجاءت تصريحات الرئيس الايراني في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية الأميركية ان الصين لن «تكون عقبة» في حد النشاط النووي الايراني، ولكنه يجب اقناع موسكو بالضغط على طهران.

وفي اشارة الى الرسالة التي بعث بها الى الرئيس الاميركي جورج بوش، قال أحمدي نجاد، ان ايران «مستعدة للدخول في حوار مع أي انسان». لكنه جدد تصريحاته بشأن اسرائيل قائلا إنها «مؤسسة على الشر، ولا يمكن ان تستمر، وستختفي يوماً ما». واشار إلى أن ايران لديها «قدرات» للدفاع عن مصالحها.

وقال الرئيس الايراني، ان برنامج بلاده النووي سلمي و«ليس له أية علاقة بالأسلحة أو الأغراض العسكرية». وأضاف انه «من المثير للسخرية» أن تمارس الدول التي لديها ترسانات نووية، ضغوطاً على ايران لكبح مسعاها لتطوير الطاقة النووية.

وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، الى استصدار قرار من الأمم المتحدة يلزم إيران بوقف جميع انشطة تخصيب اليورانيوم، او مواجهة عقوبات محتملة. وتقول طهران انها تريد فقط انتاج يورانيوم مخصب بدرجة منخفضة للاستخدام في مفاعلاتها للطاقة الذرية، وليس اليورانيوم العالي التخصيب اللازم لصنع قنابل. وبينما تدفع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الى إقرار قرار ملزم في مجلس الأمن لمحاسبة ايران في حال لم تجمد نشاطها النووي، تطالب روسيا والصين باعتماد الحلول الدبلوماسية في حل الازمة. وعن دور بكين في معارضة قرارات شديدة ضد طهران، قال نائب وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك، ان الصين «لن تكون عقبة» في طريق المساعي للحد من طموحات ايران النووية، اذا استطاعت الولايات المتحدة اقناع روسيا بتشديد موقفها من طهران. وقال المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الذي يقود حواراً استراتيجياً جديداً مع الصين خلال جلسة للكونغرس، ان الصين تريد مثل الولايات المتحدة ان تمنع ايران من التحول الى قوة نووية، لكنها تخشى فقدان الامدادات الإيرانية من النفط، كما ان لها استثمارات ضخمة في قطاع النفط الايراني. وأخبر زوليك لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس النواب، أن الصين اتخذت موقفها الراهن من القضية الايرانية، بسبب روسيا. واعتبر انه اذا استطاعت واشنطن تغيير الموقف الروسي «الصين لن تكون عائقا في هذه العملية»، في اشارة الى ميل الصين لتحاشي عزلها على صعيد القضايا الدولية المهمة.

وذكر زوليك أن التحدي بالنسبة للولايات المتحدة، يتمثل في اقناع بكين بأن مخاوفها بشأن الحصول على الوقود لدعم اقتصادها الذي ينمو بمعدلات سريعة لن تهدأ في ظل وجود ايران «التي تزعزع الاستقرار في المنطقة من خلال الانتشار النووي ودعم الارهاب، وتوجيه التهديدات لاسرائيل». وأضاف ان الصينيين يريدون «أن ينظر اليهم على انهم يشتركون في مصالح استراتيجية مع الولايات المتحدة. وعلينا ان نحول ذلك لمصالح مشتركة مع سياسات مكملة». وتابع ان تعامل بيكن مع النزاع المتفاقم حول الانشطة النووية الايرانية سيلعب دوراً «حاسما» في العلاقات الاميركية ـ الصينية.

ولم يرد الناطق باسم الخارجية الصينية ليو جيانشتاو مباشرة على تصريحات زوليك، مكتفياً بالدعوة مجدداً الى تكثيف الجهود الدبلوماسية. وقال ليو في بيان صحافي ان النزاع الايراني يمر «بلحظة حرجة»، مكرراً امل بلاده في «استمرار الجهود الدبلوماسية» للتوص الى حل سلمي. وفي موسكو، جرت امس مباحثات روسية ـ ايرانية، قالت مصادر ايرانية انها تناولت آخر تطورات الموقف الايراني تجاه اقتراح روسيا حول انشاء مؤسسة مشتركة لتخصيب اليورانيوم داخل الاراضي الروسية. ولم تفصح مصادر اي من الجانبين عما جرى وراء الابواب المغلقة، وإن اشارت مصادر الوكالة الروسية الفيدرالية للطاقة الذرية الى ان مباحثات موسكو تركزت حول المسائل المتعلقة بتصدير الوقود النووي الخاص بمفاعل بوشهر والموعد العملي النهائي لتشغيل المحطة. وقال فلاديمير بافلوف رئيس ادارة بناء المحطات في شركة ـ«اتوم ستروي اكسبورت» التي تتولى بناء محطة بوشهر ان الاعمال في بناء المفاعل الاول، انتهت تقريباً بنسبة 90 في المائة في الوقت الذي يتوقع فيه آخرون الانتهاء من هذه العملية نهاية هذا العام. وقد شارك في مباحثات موسكو من الجانب الايراني محمد سعيدي نائب رئيس لجنة الطاقة النووية الايرانية، ومن موسكو سيرغي كيريينكو رئيس الوكالة الفيدرالية للطاقة. وكان ايغور ايفانوف سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي قد اعلن أول امس، عن رفض بلاده لاستخدام القوة ضد ايران مؤكدا: «ان اية عملية عسكرية في ايران يمكن ان تسفر عن عواقب وخيمة، قد تنجم عنها انفجار الموقف برمته في المنطقة وما وراء حدودها». وقال ان روسيا كانت ولا تزال مع السبل السياسية والدبلوماسية لتبديد التوتر حول المشكلة النووية الإيرانية. واكد على ضرورة الحوار والحلول الوسط، مشيراً الى ان الحل الاكثر فعالية يرتبط بالحلول الوسط في مجلس الأمن والى ان موسكو تواصل المباحثات الاكثر صعوبة من اجل التوصل الى التفاهم المتبادل بين اعضاء المجلس.

ومن امستردام، رحب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بإرجاء قرار مجلس الأمن بشأن فرض عقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي. ودعا البرادعي الى قبول الجانبين للحلول الوسط لحل النزاع. وقال :«الحل الوحيد للموقف الايراني هو تسوية شاملة من خلال الحوار والتفاوض. كلما عدنا لطاولة المفاوضات، زادت قدرتنا على مناقشة مطالب الجانبين». وأردف قائلاً: «شيء طيب للغاية أن يكبح مجلس الأمن جماح نفسه، أنا متفائل للغاية وأتمنى أن يبتعد الجانبان عن التراشق بالالفاظ». واضاف: «أتمنى أن تهدأ حدة التوتر، ونحن في حاجة الى تنازلات من الجانبين». من جانبه، حث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ايران على التخلي عن رفضها للمقترحات الغربية بشأن تجميد نشاطها المتعلق بتخصيب اليورانيوم، قائلاً: «من المهم ان يتراجع الايرانيون.. عن هذا الوضع العدواني، وان يكونوا مستعدين للنقاش». وأضاف للصحافيين بعد مأدبة الغداء الشهرية التي تجمعه مع اعضاء مجلس الأمن: «المهم هنا هو أنه يبدو أن الجميع يدركون اننا بحاجة الى تكثيف الجهود الدبلوماسية وإيجاد حل»، معرباً عن امله بأن «يخفض الجميع حدة لهجته في هذه المسألة». وتابع بأن على ايران «طمأنة العالم بأن نواياها سلمية».

وعلى صعيد آخر، نبه الناطق باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك، الى أن حيازة ايران على اسلحة نووية سيتسبب في عدم استقرار منطقة الخليج. وأضاف مساء اول أمس ان «الأعضاء الستة في مجلس التعاون الخليجي لديهم مصلحة حقيقية في الا تحصل ايران على سلاح نووي». واضاف ان تلك الدول، كغيرها من الدول حول العالم، تريد من ايران «العودة عن الطريق الذي تسلكه حالياً». وفي طهران، طالب سياسي ايراني بارز معارض النظام الايراني التخلي عن تخصيب اليورانيوم لتجنب التورط أكثر في أزمة نووية، ويجب ألا تعتمد على استخدام الصين أو روسيا لحق النقض (الفيتو) ضد أي قرار قد يتخذ ضدها في الامم المتحدة.