مسؤول المحتجزين في البنتاغون: «القاعدة» استخدمت أطفالا ومعتقلوها تعلموا الكذب من «موسوعة الجهاد»

أكد رغبة واشنطن في إغلاق غوانتانامو ونفى وجود تعذيب في المعسكر

TT

قال براين ديلمونتي نائب مدير تطوير السياسات لشؤون المحتجزين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ان بلاده تفكر في اغلاق معسكر غونتانامو في كوبا، الذي يحتجز فيه المئات من «الإرهابيين»، الا ان ذلك لن يحدث بشكل سريع. موضحا «ليس علينا إغلاق غوانتانامو الان، لدينا المئات من الإرهابيين، والأشرار سيسعون حال عودتهم إلى الميدان إلى قتل الأميركيين». ورفض ان يحدد موعدا للاغلاق النهائي للمعسكر، وقال «المعتقلون اناس خطرون»، ووصفهم بأنهم «مقاتلون اعداء وقد يعودون الى العنف واعمال الارهاب مرة اخرى». لكنه اشار الى ان الرئيس الاميركي جورج بوش ونائبه ديك تشيني، وكذلك اكثر من سياسي اميركي اعربوا عن نيتهم اغلاق المعسكر. وقال في لقاء حضره عدد من ممثلي الصحافة العربية في لندن امس، لا نريد ان نكون «سجاني العالم». وكشف عن مفاوضات مستمرة مع الدول التي ينتمي اليها سجناء «القاعدة» وطالبان، من بينها السعودية واليمن وعدد من الدول العربية، لتأمين عودة هؤلاء المعتقلين الى بلادهم الاصلية. واوضح «من المهم ان تكون دول العالم، التي ينتمي اليها المعتقلون مسؤولة عنهم، وفي الوقت ذاته نؤمن ايضا عدم تعرضهم للتعذيب عند عودتهم الى بلادهم الاصلية». وكشف ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن وجود احداث (صبية) داخل المعسكر في كوبا (غونتانامو)، وقال انه من المؤسف ان «القاعدة» استخدمت الاطفال، فهناك ثلاثة صبية اعتقلوا في أرض المعركة، في اشارة منهم الى الليبي عمر الدغيس، وهو من المقيمين في بريطانيا، وعمر خضر الكندي نجل ممول القاعدة، وهو من اصول مصرية، والتشادي محمد القرني، وهو من مواليد المدينة المنورة. واوضح أن مسؤولو معسكر الاعتقال في غوانتانامو يوفرون للصبية الثلاثة دروسا صباحية يومية في الرياضيات واللغة الانجليزية والعلوم، ودروسا اخرى تلبي حاجاتهم العقلية والنفسية، بالاضافة الى حصص للياقة البدنية والالعاب الرياضية، مشيرا الى ان الاحداث الثلاثة موجودون في معسكر متوسط الاجراءات الأمنية، ومنفصلون عن بقية سجناء المعسكر. واوضح ديلمونتي، الذي تشمل مسؤولياته تطوير سياسة الاحتجاز في المعسكرات التابعة للبنتاغون، انه جاء من جنيف حيث اجاب على أسئلة لجنة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب، الا انه يستطيع ان يؤكد انه لا يوجد تعذيب للسجناء، ولا يوجد انتهاك. ويتم التعامل معهم باحترام وهم يعاقبون بموجب قانون القضاء العسكري، مشيرا الى ان المعتقلين، الذين تم احتجازهم في معسكر غونتانامو، تم اعتقالهم في ارض المعركة. وقال ديلمونتي: تتحفظ الولايات المتحدة على 584 معتقلا يمثلون 44 جنسية، في السجن العسكري بخليج كوبا، اعتقل غالبيتهم أثناء الحملة العسكرية الأميركية على أفغانستان عام 2001.

وكان تقرير أصدرته الأمم المتحدة في مطلع الأسبوع قد أشار الى أن معاملة بعض المعتقلين تصل إلى حد التعذيب. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان قد ساند الخميس الماضي تقريرا للأمم المتحدة يدعو إلى إغلاق معتقل غوانتانامو الأميركي في كوبا، وقال إنه يأمل في اتخاذ هذه الخطوة بأسرع وقت ممكن. وطالب تقرير للأمم المتحدة حكومة الولايات المتحدة، بأن تحاكم جميع الأشخاص الذين تحتجزهم في معسكر غوانتانامو، أو أن تطلق سراحهم مرة واحدة. كما طالب واشنطن بإغلاق المعسكر من دون أيّ إبطاء، وذلك في التقرير الذي تألف من 54 صفحة، وتميّز بحدة انتقاده لبرنامج الاعتقال الذي تطبقه الحكومة الأميركية في المعسكر. وتواجه الولايات المتحدة استجوابا رسميا من قبل الأمم المتحدة بشأن مدى التزامها بالحظر الدولي للتعذيب، وذلك للمرة الأولى منذ إعلانها الحرب على «الإرهاب». الا ان ديلمونتي نائب مدير تطوير السياسات لشؤون المحتجزين بالبنتاغون اكد ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط»، انه لا يوجد تعذيب او انتهاك في معسكر غونتانامو. وقال هناك تدريب للحراس والمسؤولين في معسكر غونتانامو، وحرم على المسؤولين الأميركيين الانخراط في عمليات تعذيب تحت أي ظرف من الظروف. وكشف ديلمونتي عن عدم وجود اي داعية مسلم من المؤسسة العسكرية الاميركية في غونتانامو، وقال ان المحتجزين من سجناء القاعدة وطالبان اعلم بأمور دينهم، اكثر من أي امام وافد عليهم. واشار الى ان المعتقلين اختاروا من بينهم اماما في معسكر «دلتا» لمهمة الارشاد الروحي، وكذلك في المعسكر «الرابع»، وفي معسكر «لاغونا» بكوبا. وضرب مثالا على مقدار ما يتمتع به السجناء من حرية في امور العبادة الدينية، بتحديد موعد ابتداء شهر رمضان ونهايته، وفق رؤيتهم الدينية الخاصة، من دون التدخل من ادارة المعسكر، التي وفرت لهم وجبات للسحور والافطار، ونسخا من القرآن الكريم وسجاجيد للصلاة وتحديد اتجاه القبلة. وقال انه ضمن مهمات القيادة العسكرية في غوانتانامو، تسهيل حقوق العبادة لسجناء «القاعدة» وطالبان. ويسمع المحتجزون الآذان خمس مرات في اليوم من شريط مسجل يتم بثه من ميكروفونات عالية معلقة فوق ابراج المعسكر. وكشف عن وجود درجات أمنية مختلفة في معسكر غوانتانامو، حسب خطورة المعتقلين، فمثلا المعسكر الرابع يتسم بالاجراءات الأمنية المتوسطة، ويستطيع المعتقلون في هذا المعسكر ان يأكلوا مع بعضهم البعض، وان يتسامروا ويسهروا الليل داخل جدرانه، بل توفر لهم ادارة المعسكر احذية رياضية للعب كرة السلة، حيث اقيم ملعب لكرة السلة والقدم داخل جدران المعسكر الرابع، اما بالنسبة لمعسكر دلتا، فيتميز بشدة الاجراءات الأمنية، لوجود عدد من «المقاتلين الاعداء» من القاعدة وطالبان فيه. ورفض ان يكشف عن مكان وجود ابرز سجناء القاعدة، الذين اعتقلوا في باكستان، بسبب طبيعة الاجراءات الأمنية، ومنهم ابو زبيدة مسؤول عمليات القاعدة، وخالد شيخ محمد الرجل الثالث في تنظيم بن لادن، ورمزي بن الشيبة، منسق هجمات سبتمبر وابو الفرج الليبي. وحول ما تردد عن وجود تعذيب وانتهاكات جاءت على السنة الذين افرج عنهم من معسكر غونتانامو، قال ديلمونتي ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط»: لم نعذب احدا في كوبا، والحقيقة ان سجناء القاعدة يبدو انهم يحفظون فصولا من موسوعة الجهاد الكبرى، التي تطالبهم بالكذب وتبرر لهم ذلك عند الضرورة او اثناء التحقيقات. مشيرا الى ان الذين افرج عنهم ما ان يروا ممثلي الصحافة والكاميرات والفلاشات الضوئية، حتى يختلقوا الروايات عن الانتهاكات واساءة معاملتهم، وهو امر غير صحيح على الاطلاق. يذكر ان موسوعة الجهاد الكبرى، التي تعرف عند المحققين الاميركيين باسم «وثائق مانشستر»، وبين الاصوليين باسم «دراسات عسكرية في الجهاد ضد الطواغيت»، وهي مكونة من18 فصلا، وعثرت عليها شرطة مكافحة الارهاب البريطانية في منزل ابو انس الليبي بمانشستر، المتهم بتفجير السفارتين عام 1998، وتضم الموسوعة تفاصيل للمقاتلين حول استخدام المتفجرات وتصنيع السموم واستخدامها، كما تشمل عددا من النصائح، من بينها الكذب على المحققين وادعاء التعرض للتعذيب خلال التحقيق. ويتعلق الفصل الاخير من الموسوعة بكيفية تعامل سجناء «القاعدة» مع المحققين عند أسرهم.

ونفى ديلمونتي ان يكون البنتاغون ارسل محتجزين من غونتانامو الى الاردن ومصر، للحصول على معلومات، وذلك ردا على سؤال حول مزاعم ارسال ممدوح حبيب الاسترالي، المصري الاصل، الى سجن طرة بمصر، لانتزاع معلومات منه تفيد جهات التحقيق.