مخاوف الطاقة وصعود اليسار تلقي بظلالها على القمة الأوروبية اللاتينية

رئيس بوليفيا يدعو قادة بلدان جارة لوقف المفاوضات مع واشنطن

TT

انطلقت في فيينا أمس، أعمال القمة الأوروبية اللاتينية، فيما القى القلق بخصوص الطاقة وصعود اليسار في بعض الدول اميركا اللاتينية بظلاله على هذا اللقاء، الذي جمع نحو 60 رئيس دولة وحكومة. وتأتي هذه القمة بعد الخطوة المثيرة التي أقدم عليها رئيس بوليفيا إيفو موراليس مطلع الشهر الحالي، بتأميم قطاع النفط والغاز في بلاده.

وتناقش القمة امكانية تحقيق مزيد من التعاون التجاري خصوصا في مجال الطاقة، في ظل رياح التغيير السياسي الذي يعتري بعض الدول اللاتينية، اضافة الى اجندة حوار سياسي يتطرق الى الديمقراطية وحقوق الانسان ومحاربة الارهاب ومكافحة الجريمة المنظمة وانتشار المخدرات.

ويشارك في القمة، من الجانب الأوروبي، قادة دول كبرى مثل الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني تونى بلير والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل. ومن الدول اللاتينية يشارك رؤساء 33 دولة ابرزهم الرئيس الفنزويلي هيغو تشافيز والمكسيكي فيسنتي فوكس والبرازيلي لولا ديسيلفا والبوليفى ايفو موراليس.

اما الزعيم الكوبي فيدل كاسترو فقد اعتذر عن الحضور. كما يشارك في القمة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان. ويشارك بصورة غير رسمية اليدا جيفارا ابنة تشي غيفارا، التي سيصطحبها الرئيس الفنزويلي في جولة ثقافية بفيينا.وبشكل مواز، تعقد مجموعات غير حكومية مناهضة للعولمة قمة شعبية في فيينا ايضا، تعبيراً عن رفضها لما تعتبره هيمنة من الشركات الأوروبية الضخمة على سوق العمالة بأميركا اللاتينية والدول الكاربيي الرازحة تحت الفقر. ويفترض ان يتحدث تشافيز اليوم امام المشاركين في هذه القمة الموازية في استاد ضخم. وتعقد القمة الرسمية وسط اجراءات امنية مشددة يشارك فيها نحو 1500 عنصر أمني، ما يعكس تخوف السلطات من حدوث اعمال شغب.وبعد خطوته المثيرة بتأميم قطاع الطاقة في بلده مطلع الشهر الحالي، حث الرئيس البوليفي اليساري موراليس أمس في فيينا دولا جارة لبلاده، هي كولومبيا والبيرو والاكوادوار، على عدم المصادقة على اتفاقيات تجارة مع الولايات المتحدة، والتركيز بدلا من ذلك على «مجموعة الانديز» الاقليمية، حسبما اوضح لصحافيين. واتهم موارليس الدول الثلاثة بـ«التخلي عن المبادئ الاساسية»، التي أنشئ بموجبها تكتل «الانديز»، واكد انه طلب ايضا من نظيره الفنزويلي عدم الانسحاب من التجمع التجاري الاقليمي. لكن موراليس لم يكشف ما اذا كان يفضل التوصل الى اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الاوروبي.

وكان الرئيس البيروفي اليخاندرو توليدو قد ذكر الاسبوع الماضي، ان مجموعة الانديز ستسعى لاطلاق مفاوضات التجارة خلال قمة فيينا، سواء كان ذلك بمشاركة بولفيا وفنزويلا او بدونهما.

وكان كل من تشافيز وموراليس قد حذرا من انهما سيسحبان بلديهما من التجمع الذي يضم 5 بلدان، اذا ابرمت الدول الاعضاء الأخرى اتفاقات تجارة مع واشنطن. وقد توصلت كولومبيا والبيرو الى هذه الاتفاقيات مع واشنطن ولا يحتاج الأمر سوى لمصادقة المشرعين، في حين لا تزال الاكوادور في مرحلة المفاوضات.

واوضح موراليس، من ناحية أخرى، ان الشركات المتضررة من قرار بلاده تأميم قطاع الطاقة لا يحق لها الحصول على تعويضات، اذا كانت قد استردت استثماراتها. ورفض مقترحات بأنه كان يتعين عليه مشاورة المستثمرين أو حكومات البلدان المجاورة قبل اعلان تأميم قطاعي النفط والغاز. وقال موارليس للصحافيين قبل انطلاق القمة امس: «لا يوجد ما يستوجب مني طلب المشورة بشأن سياسات سيادية للدولة».