طهران تضع شرطها الأخير للأوروبيين.. لا لاتفاق يمنع التخصيب

قطاع طرق يقتلون 12 شخصا في طريق بجنوب إيران

TT

أكدت ايران انها سترفض اي مطلب يلزمها بوقف انشطتها النووية «السلمية»، وذلك قبل يوم واحد من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، المقرر ان يبحث عرض يشمل حوافز وعقوبات بهدف إقناع طهران بالتعاون مع المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي. ويأتي ذلك فيما قالت وسائل اعلام ايرانية امس ان قطاع طرق كانوا متنكرين في زي رجال الشرطة قتلوا 12 رجلا قرب طريق بجنوب ايران وأوثقوا صبيا مصابا عمره 12 عاما في عامود كهرباء، وهذه هي المرة الثانية خلال نحو الشهر الذي تقوم فيه جماعة مسلحة بقتل مدنيين. وحول الملف النووي، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في كلمة بثها التلفزيون الرسمي امس بعد عودته من جاكرتا «أي اقتراح يلزمنا بوقف الانشطة السلمية النووية لن تكون له قيمة ولن يكون صالحا». واتهم احمدي نجاد الاوروبيين بأنهم يعيشون في «عالم استعماري»، وقال ان طهران لن تقبل قرارات تم التوصل اليها في بروكسل. وأضاف «اذا كانوا يريدون اتخاذ قرارات بشأن أمور تعنينا في مكان لا وجود لنا فيه، فان هذه الهيئة لا تتمتع بأي شرعية أو مصداقية في اتخاذ القرار». وتابع قائلا «لا نفهم ما الذي يدور في أذهانهم ومن يظنون أنهم يتعاملون معه. الأمة الايرانية.. تستطيع أن تتخذ قراراتها بنفسها». وتابع الرئيس الايراني «أعتقد أن أفضل حافز هو أن يطبقوا القواعد المنظمة الواردة في معاهدة منع الانتشار النووي... خاصة البندين الثاني والرابع». وينص البند الثاني على عدم تطوير الدول الموقعة المعاهدة أسلحة نووية، فيما ينص البند الرابع على أن للدول الحق في اجراء الابحاث وتطوير وانتاج الطاقة النووية. وقال دبلوماسيون غربيون انه لا يحق لايران انتاج وقود نووي إلا اذا استطاعت اثبات أن أغراضها سلمية بحتة. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة انها لا تستطيع تبرئة ساحة ايران بعد. وتسعى واشنطن وحلفاؤها الاوروبيون الى استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يلزم ايران بوقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وإلا تواجه عقوبات محتملة. لكن روسيا والصين اللتين تملكان مصالح في مجال الطاقة بايران ترفضان هذه الخطوة. ووافقت واشنطن على أن تصوغ بريطانيا وفرنسا والمانيا مجموعة من المزايا التي تعود على ايران في مقابل تعاونها مما يرجئ الفصل في استصدار قرار محتمل من مجلس الامن. وتركزت تصريحات العديد من المسؤولين الإيرانيين في الاونة الاخيرة على انه ينبغي السماح لايران بالاحتفظ ببرنامج لإجراء ابحاث بشأن تخصيب اليوارنيوم في الاقل، مشيرين الى ان طهران قد تكون مستعدة للتخلي عن خططها لانتاج الوقود النووي على مستوى صناعي في اطار صفقة. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية، حميد رضا آصفي، خلال مؤتمر صحافي اسبوعي امس «ينبغي علينا اولا ان نعرف ما هي طبيعة المقترح الاوروبي. وفي جميع الاحوال لن نتخلى عن حقنا. البحث والتطوير النووي سيظلان على جدول اعمال ايران». لكن واشنطن قالت انه يتعين وقف جميع هذه الانشطة، وان مسودة المقترحات الأوروبية تستبعد حتى اتاحة المجال لايران لإجراء ابحاث بخصوص ايران. ويرى دبلوماسيون غربيون انه اذا احتفظت ايران حتى ببرنامج تخصيب على نطاق محدود، فان هذا سيمكنها من اتقان تكنولوجيا قد تطور سريعا لاغراض عسكرية في المستقبل اذا اختارت طهران ذلك. وتدفع ايران بأن حقها في التخصيب مكفول في معاهدة حظر الانتشار النووي التي تتيح للدول الموقعة الحق في اجراء البحث وتطوير وانتاج الطاقة النووية. وأشار دبلوماسيون الى ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي اخبر قادة الغرب بشكل خاص بأنه قد يضطر لقبول برنامج ايراني للتخصيب على نطاق محدود تحت اشراف الوكالة لأنها مسألة كرامة وطنية والإصرار على الغائها قد يؤدي فقط الى تعزيز موقف المحافظين الايرانيين الذين يعارضون التوصل لأي حل وسط.

الى ذلك، قالت وسائل اعلام ايرانية ان قطاع طرق كانوا متنكرين في زي رجال الشرطة قتلوا 12 رجلا وأوثقوا صبيا مصابا عمره 12 عاما في عامود كهرباء. ووقعت هذه الجريمة في طريق صحراوي بين مدينتي كرمان وبام بجنوب البلاد. وكان من النادر حتى الآن وقوع مثل هذه الهجمات الوحشية لقطاع الطرق انطلاقا من الحدود الايرانية التي تشيع فيها الفوضى ولكنها شائعة بامتداد الحدود الافغانية ـ الباكستانية. ولم يتضح الدافع وراء القتل ولكن تلك الجرائم أثارت مخاوف بشأن مدى سلامة الطريق الذي عادة ما يرتاده السائحون الذين يزورون المواقع التاريخية في اقليم كرمان. ونقل التلفزيون الحكومي عن عبد المحمد رؤوفي نجاد حاكم اقليم كرمان قوله انه تم اعتراض طريق أربع سيارات عثر عليها فيما بعد محترقة تحت تهديد السلاح الساعة التاسعة ليل امس السبت على بعد 35 كيلومترا الى الغرب من بام. وقال التلفزيون أن ثمانية مهاجمين أوثقوا وعصبوا عيون الضحايا قبل اطلاق الرصاص على رؤوسهم. وتم القاء 11 جثة في خندق، وتوفي رجل فيما بعد متأثرا بجراحه داخل مستشفى. وأضاف ان اثنين أصيبا بجروح في الهجوم ولكن لم يتضح على الفور ما اذا كان الصبي الذي أوثقوه بعامود الكهرباء قد نجا. وذكر رؤوفي نجاد ان المسلحين كانوا يرتدون زي الشرطة. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في اقليم كرمان للتعليق على دافع الهجوم. ولم يتسن أيضا الاتصال بشرطة المنطقة للتعليق. وترتبط أغلب هجمات قطاع الطرق في ايران بمهربي المخدرات. والطريق الرئيسي لنقل الأفيون المزروع بأفغانستان الى أوروبا يمر عبر بام. ولكن أغلب العنف المرتبط بتجارة المخدرات يقع في اقليم سيستان وبلوخستان الحدودي بجنوب شرقي البلاد والمتاخم لاقليم كرمان.