مدينة جامعة الملك سعود.. من الملز حتى الدرعية

TT

بدأت جامعة الملك سعود بالتعليم أول الأمر في عدة مبان في أحياء متفرقة من العاصمة السعودية، فقد كانت كليتا الآداب والعلوم في حي «الملز»، في حين كلية التربية في حي «الناصرية»، وكلية العلوم الإدارية (التجارة آنذاك) في حي «عليشة».

ونتيجة التوسع في فتح الكليات وازدياد أعداد الطلاب، بدأت الاتصالات بين الجامعة والجهات الرسمية المختصة لتحديد موقع يمكن أن يكون مدينة جامعية متكاملة. ونتيجة لذلك تسلمت الجامعة موقعها الحالي في 1389هـ الواقع على طريق الدرعية على نحو مسافة 9 كيلومترات في الشمال الغربي من وسط مدينة الرياض. وتبلغ مساحته الإجمالية نحو تسعة ملايين متر مربع. ومنذ تسلم الجامعة لهذا الموقع، بدأت الترتيبات لعمل الدراسات الأولية للموقع والمخطط الأكاديمي وتطويره وعمل المخطط العام وتصميم كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي، واستغرق ذلك الفترة من 1392 إلى عام 1394هـ. وفي عام 1395هـ وقع عقد تطوير المخطط العام وإعداد تفاصيل المخطط التعليمي والتصاميم التفصيلية وإعداد وثائق الإنشاء، وبدأت مراحل التنفيذ الفعلي في الأول من شهر ربيع الأول عام 1396هـ عندما تفضل الملك خالد بن عبد العزيز، يرحمه الله، بوضع حجر الأساس لكلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي، ثم تتابعت بعد ذلك مراحل التنفيذ لمباني المدينة الجامعية. وتم استكمال بناء المنطقة الأكاديمية بالمدينة الجامعية ونقلت كافة كليات الجامعة من داخل مدينة الرياض إلى مبانيها الجديدة بالمدينة الجامعية بالقرب من الدرعية صيف عام 1404هـ. وانتظمت الدراسة في المباني الجديدة بالمدينة الجامعية مع بداية العام الجامعي 1404/1405هـ، وتفضل الملك فهد بن عبد العزيز، يرحمه الله، بافتتاح المدينة الجامعية وذلك في 13 ربيع الأول 1405هـ.

وتتكون المدينة الجامعية من عدة أقسام؛ أولها المجمع الطبي، حيث وقع عقد تنفيذ مباني مستشفى الملك خالد الجامعي وكلية الطب عام 1395هـ، ثم تفضل الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود ـ يرحمه الله بوضع حجر أساسه في الأول من غرة ربيع الأول عام 1396هـ، وتم الانتهاء من التنفيذ، وبدأ تشغيله عام 1402هـ، بتفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بافتتاحه ربيع أول عام 1402هـ. ويحتوي المجمع على كلية للطب تتسع لما مجموعه 1200 طالب وطالبة، ومستشفى تعليمي ضخم طاقته 875 سريراً، وتبلغ مسطحات مباني هذا المجمع حوالي 93 ألف متر مربع، وبه ما يزيد على 4 آلاف غرفة، وتبلغ أطوال ممراته حوالي ثمانية كيلومترات، وبه 25 غرفة عمليات، ويتم توفير كامل الخدمات للمستشفى (بما فيها الماء والكهرباء والتكييف والغازات وتنقية المجاري) من مجمع الخدمات المركزية على بعد 2.5 كيلومتر إلى الشمال الغربي من المستشفى. الجدير بالذكر أن توفير الخدمات لمستشفى ضخم بهذا الحجم ليس بالأمر اليسير، حيث يحتاج إلى حوالي 20 طناً من البخار للتدفئة، وحوالي 7 آلاف طن من الماء المبرد في الساعة للتكييف، إلى جانب خمسة أنواع من المياه وغاز الأوكسجين وغاز الوقود ونظام الشفط. وتم إنشاء وحدة محلية للخدمات تعمل آلياً بمجرد انقطاع الخدمة لأي سبب من الأسباب من المجمع، وبهذا تزود المناطق الحساسة بالخدمات مثل غرف العمليات والعناية المركزة. وثاني هذه الأقسام، مجمع الخدمات المركزية، والذي وقع عقد تنفيذه عام 1397هـ ليزود بالخدمات اللازمة جميع وحدات المنطقة الأكاديمية، بالإضافة إلى كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي، ويتكون هذا المجمع من عشر وحدات.

وثالث أقسام المدينة الجامعية، الطريق الدائري والمنشآت الرياضية، حيث وقع عقد تنفيذ الطريق الدائري والمنشآت الرياضية عام 1397هـ وانتهى العمل منه عام 1400هـ، وتشتمل المنشآت الرياضية على مسبح بجميع خدماته بما في ذلك خدمات العلاج الطبيعي، وملاعب مفتوحة لمختلف النشاطات الرياضية إضافة إلى صالة مغلقة.

فيما يأتي الإسكان الجامعي، كرابع أقسام المدينة، ويشمل إسكان أعضاء هيئة التدريس، حيث تم تنفيذ المرحلة الأولى لإسكانهم، والتي تتكون من 672 شقة سكنية بالإضافة إلى مركز ترفيهي ومسجد وسوق تجاري وروضتين للأطفال. وتم تشغيله عام 1398هـ، كما تم تنفيذ المرحلة الثانية لإسكان هيئة التدريس وتتكون من 461 فلة سكنية، بالإضافة إلى مدرستين ابتدائيتين؛ إحداهما للبنين، والأخرى للبنات، وقد تسلم وشغل في شهر رجب 1406هـ، وتختلف أحجام هذه الفلل، إذ تبلغ نسبة الفلل ذات الغرفتي نوم 20 في المائة من المجموع كما تبلغ نسبة الفلل التي بها 4 غرف نوم 30 في المائة، وتلك التي تحتوي على 4 غرف نوم 30 في المائة أيضاً، أما البقية وقدرها 20 في المائة ففي كل منها خمس غرف نوم، وتم إشغال هذه المساكن من قبل أعضاء هيئة التدريس. أما إسكان الطلاب، فقد نفذت المرحلة الأولى لإسكانهم وتتكون من 34 عمارة بها 4000 غرفة بالإضافة إلى مركز ترفيهي ومسجد ومواقف للسيارات. كما تم تنفيذ أول عمارتين من عمائر سكن الطلاب. أما المرحلة الثانية، ففيها تم استيعاب 7000 طالب عازب بالإضافة إلى 1000 طالب متزوج.

وخامس أقسام المدينة الجامعية، المنطقة التعليمية، وهي قلب المدينة، حيث وقع عقد تنفيذ مباني المنطقة الأكاديمية لجامعة الملك سعود في 1401هـ، ومدة التنفيذ 40 شهراً فقط، وقد انتهى التنفيذ أواخر عام 1404هـ. وزعت الكليات إلى ثلاث مجموعات هي: مجموعة الكليات العلمية، ومجموعة كليات العلوم الطبية، ومجموعة كليات العلوم الإنسانية. وكل مجموعة من هذه المجموعات ربطت بممر ضخم مسقوف للمشاة، يتكون من مستويين؛ يحتضن المستوى السفلي (النفق) الخدمات، بينما يمثل المستوى العلوي شارعاً ضخماً لسير المشاة من كلية إلى أخرى، ومن مبنى إلى آخر. وتلتقي هذه الممرات الرئيسة عند بهو مركزي جميل تقع على جهاته الأربع المباني المركزية. وقد بنيت المباني الأكاديمية من ثلاثة أدوار فقط؛ خصص أسفلها للمختبرات، والأوسط لقاعات المحاضرات، بينما خصص المستوى العلوي لمكاتب هيئة التدريس. ويبلغ مجموع مسطحات المباني 618 ألف متر مربع.