واشنطن تطلب من حكومة أولمرت التفاوض مع أبو مازن لإقناع أوروبا بتأييد خطة «الانطواء»

أولمرت يرفض اقتراح بيريتس تقديم دعم «إنساني» للسلطة الفلسطينية

TT

فيما اعتبره المقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت تأكيدا منه على أنه صاحب الكلمة الفصل في الحكومة، رفض مجلس الوزراء الإسرائيلي في جلسته الاسبوعية صباح امس، بحث خطة وزير الدفاع زعيم حزب العمل عمير بيريتس ترمي لتقديم مساعدات «انسانية» للسلطة الفلسطينية. ورفض اولمرت السماح لمنسق عمليات جيش الاحتلال في الاراضي المحتلة اللواء الدرزي يوسف مشلب طرح الخطة.

وتنص الخطة على تقديم دعم مالي بقيمة 50 مليون دولار لمكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) كـ«بادرة حسن نية» من اسرائيل تجاهه. ونقلت وسائل الاعلام الإسرائيلية عن مساعدي اولمرت قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي اراد أن يبين لوزير دفاعه بيريتس أنه هو «السيد» في الحكومة، وأن الاقتراحات التي تبحثها الحكومة هي تلك التي يوافق هو على بحثها. واشار المقربون الى أن الاهانة التي تعرض لها بيريتس صباح امس كانت امتداداً للاهانة التي تعرض لها يوم الجمعة الماضي خلال لقاء جمع الاثنين، اذ رفض أولمرت اقتراحاً تقدم به بيريتس يدعو الى قيام رئيس الوزراء بلقاء ابو مازن فور عودته من زيارة واشنطن، وعلا الصراخ بين الاثنين بشكل لافت في الاجتماع.

الى ذلك ذكرت مصادر إسرائيلية أن الإدارة الأميركية طالبت اولمرت باجراء اتصالات مع ابو مازن حول خطة «خريطة الطريق»، قبل الشروع في تطبيق خطة «الانطواء» الهادفة الى ترسيم حدود اسرائيل. واضافت المصادر أن كبار مسؤولي الادارة الأميركية أبلغوا مكتب أولمرت أنهم يعتقدون ان مثل هذه الاتصالات مع ابو مازن لن تؤدي الى أي نتيجة، لكنها مهمة جداً لكي تنجح واشنطن في اقناع دول الاتحاد الاوروبي بتأييد الخطة على اعتبار أن الدولة العبرية محقة في زعمها أنه لا يوجد ثمة شريك فلسطيني لها في التسوية. وأعرب أولمرت عن مخاوفه من أن يؤدي أي اتصال بين الحكومة الإسرائيلية ابو مازن الى تهاوي الحصار الدولي المفروض على حكومة حركة حماس. واشارت صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر امس أن اولمرت ينطلق من فرضية مفادها أن الإدارة الأميركية تدعم «خطة الانطواء» وتعتبرها الخطة الوحيدة التي يتوجب التعامل معها بشكل جدي.

من المقرر أن يتوجه أولمرت الى واشنطن نهاية الاسبوع الجاري للقاء الرئيس جورج بوش، ونائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، وزعماء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين، الى جانب القائه خطاباً في الكونغرس. وقالت المصادر الإسرائيلية إن أولمرت لا ينوي حمل خرائط للانسحاب في هذه المرحلة، وسيتكلم عن الانسحاب في خطوطه العريضة. وأكد مراقبون اسرائيليون أن واشنطن ستبذل جهوداً كبيرة لإضفاء روح ايجابية على زيارة أولمرت وإظهاره ضيفاً مرغوباً فيه مثل سلفه ارييل شارون. وسيقيم اولمرت في بيت الضيافة الذي يخصص لكبار الضيوف في البيت الأبيض وسيلتقيه الرئيس بوش في جناحه الخاص في البيت الأبيض وليس في مكتبه. وتمهيداً للزيارة توجه وفد اسرائيلي رفيع ضم دوف فايسغلاس كبير مستشاري اولمرت ومدير ديوانه يورام توربوفيتش إلى واشنطن للإعداد لها. وذكرت مصادر اسرائيلية أن القضيتين الاساسيتين اللتين سيبحثهما اولمرت في واشنطن تنصبان على الجدول الزمني لخطة الانطواء، وشكل الدعم الأميركي المالي لها. ويتوقع كبار موظفي مكتب اولمرت أن تشرع كل من تل ابيب وواشنطن في اجراء اتصالات اكثر عمقاً حول شكل تنفيذ الخطة وحجم الدعم الأميركي لها. واشارت مصادر مطلعة في اسرائيل الى أنه في الوقت الذي تبدي فيه الخارجية الأميركية تحفظاً ازاء تطبيق خطة «الانطواء»، فإن البيت الأبيض يميل لدعم الخطة. وأشارت المصادر الى أن الجدول الزمني المطلوب لتنفيذ الخطة الى جانب الدعم المالي المخصص لها سيتم تقديرهما من قبل اللجنة الاسرائيلية التي شكلها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق العليل ارييل شارون للاشراف على تنفيذ خطة «فك الارتباط»، مع العلم أن هذه اللجنة هي نفسها التي ستشرف على تنفيذ خطة «الانطواء».