الأمم المتحدة تحدد موعد الحل النهائي لقضية كوسوفو

مهندس «دايتون» يخير بلغراد بين الاحتفاظ بالإقليم أو الانضمام إلى أوروبا

TT

أكدت الامم المتحدة أنه سيتم التوصل الى الحل النهائي لقضية اقليم كوسوفو قبل حلول العام المقبل، وفق مراحل وبشكل متواز مع المحادثات المباشرة بين بلغراد وبريشتينا، وبرعاية ممثلين عن الامم المتحدة ومجموعة الاتصال، المكونة من الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا وبريطانيا فرنسا وايطاليا.

وقالت هوا جيونغ، الناطقة باسم المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة، ان «الحل النهائي في كوسوفو سيتم الاعلان عنه قبل حلول العام المقبل (..) ومن المقرر أن تعقد جولة جديدة من المباحثات المباشرة بين بلغراد وبريشتينا في 23 مايو (ايار) الجاري بفيينا، لاستكمال جوانب مشروع الحل النهائي». وأشارت إلى أن «الجولة الجديدة ستكون ذات طابع ثقافي، حيث سيتم التطرق للحقوق الثقافية ووضع المعالم الدينية في كوسوفو المستقبل». ولم تشأ الناطقة باسم المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة مارتي اهتساري، استباق الاحداث والتخمين بشأن نتائج المحادثات.

وكانت الجولات السابقة قد بحثت موضوع المركزية وعدد البلديات التي سيحصل عليها الصرب، حيث يرفض الالبان بشكل قاطع منح الصرب بلديات أكثر مما يجب، بعد مطالبة هؤلاء بـ 14 بلدية مقابل 7 بلديات قبل بها الالبان، ويرفضون التنازل أكثر من ذلك. كما وافق الالبان على تمويل تلك البلديات من قبل بلغراد، على أن يكون ذلك عبر الحكومة المركزية في بريشتينا وليس بشكل مباشر. واعترفت جيونغ بصعوبة المباحثات، لكنها أكدت أن الامم المتحدة ومجموعة الاتصال الدولية عاقدة العزم على تذليل العقبات والتوصل إلى حل نهائي خلال الشهور القادمة.

ويشترط المشروع على الحكومة المحلية في بريشتينا «توفير الضمانات الكافية للأمن وحرية الحركة والتنقل لكافة الأقليات العرقية في كوسوفو وأن الحكم المركزي وعودة النازحين الصرب عن كوسوفو مهم لمستقبل المنطقة». ويؤكد المشروع أن «الحقوق الثقافية للصرب وبقية الاقليات البوشناقية والتركية وغيرها يجب ضمانها بنص دستوري».

من جهته قال مهندس اتفاقية دايتون للسلام في البوسنة والسفير الاميركي السابق لدى الامم المتحدة ريتشارد هولبروك، في حديث لاذاعة «بي 92» الصربية، إن «على صربيا الاختيار بين عضوية الاتحاد الاوروبي او (الاحتفاظ) بكوسوفو». وتابع: «على المسؤولين في بلغراد أن يتخذوا قرارا بهذا الخصوص قبل نهاية هذا العام، وما إذا كانوا يريدون كوسوفو أو الانضمام للاتحاد الاوروبي». وأعرب عن اعتقاده بأن كوسوفو ستحصل على الاستقلال، لكن في حدود الضمانات الأمنية واحترام الخصوصيات الثقافية للاثنيات والمجموعات السياسية والفكرية الاخرى. وتوقع هولبروك بقاء قوات حلف شمال الاطلسي في كوسوفو بعد الاستقلال، على غرار ما تم في البوسنة بعد توقيع اتفاقية دايتون. وقال: «ان القوات الدولية بقيت بعد اتفاقية دايتون 10 سنوات في البوسنة، ولم تقلق أحدا وهذا ما سيتم في كوسوفو، لأن الحكومة هناك غير قادرة بمفردها على ضبط الأمن».

ونفى هولبروك الاشاعات التي تحدثت عن إمكانية سحب الولايات المتحدة قواتها من كوسوفو بسبب الاضطرابات التي تعصف بالعالم. وقال: «الرئيس جورج بوش أكد للاوروبيين، أننا دخلنا جميعا إلى كوسوفو وسنخرج منه جميعا إذا اقتضى الوضع ذلك». وكان وزير خارجية صربيا والجبل الاسود فوك دراشكوفيتش قد طالب بابقاء قوات حلف شمال الاطلسي في كوسوفو، ولم يبد الألبان اعتراضا على ذلك.