جماعة مسلحة في العراق تعلن مقتل مطلوبين للأجهزة الأمنية السعودية

الرياض: إعلان مقتل المطلوبين لا يسقط أسماءهم من القوائم

TT

نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، وجود أية أدلة أو معلومات ملموسة لدى وزارة الداخلية السعودية تؤكد مقتل مانور محمد يوسف (تشادي الجنسية) والبالغ من العمر أربعة وعشرين عاما وعثمان محمد حسن كوراني (تشادي الجنسية) ويبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما.

والتشاديان مطلوبان لدى وزارة الداخلية السعودية ضمن قائمة الـ«36» لعلاقتهما بالأحداث الإرهابية التي وقعت في السعودية خلال الفترة الماضية. وورد انهما قتلا خلال هجوم في العراق وجاء اسماهما ضمن الـ21 اسما أفادت وزارة الداخلية السعودية في حينه عن توفر معلومات لديها بوجودهما خارج السعودية. وقال اللواء التركي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن ما بث عبر شبكة الإنترنت عن مقتل المطلوبين لا تأخذه وزارة الداخلية السعودية محمل الجد ما لم يثبت لها بالدليل القاطع والمؤكد صحة مقتلهما، وستبقى الوزارة تعمل على متابعتهما وتتعامل مع الوضع على أنهما ما زالا على قيد الحياة. وأضاف أن الأجهزة الأمنية في السعودية تعمل على التحقق من المعلومات التي عرضت في شريط فيديو مسجل على إحدى المواقع الإلكترونية.

وكان ما يسمى «مجلس شورى المجاهدين في العراق» قد بث الشريط المصور عبر الإنترنت اول من امس وذكر فيه أن الاسمين الحركيين للرجلين هما أبو حسن المكي وأبو ناصر التشادي، وانهما قتلا في إحدى العمليات التي استهدفت القوات الأميركية في العراق.

وفي التسجيل، وهو الأول بنوعه، سعى القائمون من خلال الشريط المصور الذي بثه موقع الحسبة الإلكتروني الى التأكيد على انضمام مطلوبين من القوائم السعودية المعلن عنها سابقا في القتال بالعراق. وظهر التشاديان مع مجموعة من المسلحين الملثمين. وحتى الآن كان يتم التصريح صوتا من قبل قياديين في تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين أو من خلال بيانات مكتوبة عبر شبكة الإنترنت بمقتل عدد من المطلوبين للأجهزة الأمنية السعودية ممن لهم ارتباط بالأحداث الداخلية في السعودية.

وكان اللواء التركي قد اكد في وقت سابق انه لا يتم رفع أسماء المطلوبين من القوائم وكف البحث عنهم إلا بتوفر دليل قاطع معتمد في الإجراء الأمني بالسعودية، وهو مالا يتوفر في حالة الإعلان البياني، سواء كان صوتيا أو مكتوبا، عن مقتل عدد من المطلوبين للأجهزة الأمنية السعودية في العراق، إذ أعلنت إحدى الجماعات العراقية المسلحة في 24 مارس (آذار) 2006 مقتل محمد عبد الرحمن الضيط، 22 عاما، المطلوب الأمني رقم 12 في قائمة 36 في العراق خلال اشتباكات مع الجيش الأميركي أواخر شهر رمضان، علما أنه ممن ارتبطوا بالأحداث الداخلية وتتوفر معلومات عن وجوده في الخارج.

وكان ذلك عقب إعلان أبو مصعب الزرقاوي قائد تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين في بيان له عبر الإنترنت في الثالث والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي مقتل عبد الله الرشود خلال عمليات عسكرية في مدينة القائم العراقية. وأكدت الداخلية آنذاك أن اسم الرشود ما زال ضمن القائمة طالما لم يتوفر أي دليل على مقتله. واستمر الإعلان عن مقتل مطلوبين أمنيا للسلطات في السعودية سواء خلال اشتباكات في العراق أو نتيجة وفاة عرضية وسيلة لتضليل السلطات والأجهزة الأمنية السعودية.

ويعد موقع الحسبة الإلكتروني، والذي بث الشريط المسجل لمجلس شورى المجاهدين أحد المواقع «الأصولية» التي طالما تبنت بيانات «القاعدة» منذ ما يقارب العام، واهتم بنقل الأخبار والأشرطة المسجلة للمجاهدين.

من جهة أخرى، برز تزايد عدد المجندين الأجانب في كثير من القوائم المعلن عنها سابقا، ومن خلال عمليات المداهمات الأمنية بشكل مطرد ضمن تنظيم «القاعدة» في السعودية، وبالأخص في قائمة الـ26 والتي تعد ثاني قائمة تصدر بهذا الصدد، حيث برز اسم اليمني خالد حاج كقائد لفرع تنظيم «القاعدة» في البلاد خلفا للسعودي يوسف العييري الذي يعتبره مراقبون مؤسس التنظيم في الداخل السعودي حيث قتل في الأول من يونيو (حزيران) 2003 ولحق به حاج في الخامس عشر من مارس 2004، حيث تمكنت السلطات الأمنية من قتله في حي النسيم (شرق الرياض) أثناء توقف السيارة التي كان يستقلها عند إشارة ضوئية. واستمر العنصر الأجنبي في الظهور على خريطة الإرهاب في السعودية بوجود المغربي كريم التهامي في قائمة الـ26 حيث تبوأ قيادة التنظيم في البلاد قبل أن يلقى حتفه في الثالث من أبريل (نيسان) الماضي. كما ضمت قائمة الـ36 التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السعودية عام 2005 سبعة أشخاص غير سعوديين؛ بينهم 3 تشاديين وموريتاني ويمني إلى جانب مطلوب كويتي.

ويترأس هؤلاء احد ابرز العناصر الأجنبية خطورة يونس الحياري، مغربي الجنسية، لتمثل نسبة الأجانب المطلوبين أمنيا في القائمة 19 في المائة. وذكر ان مسؤولا في السفارة السعودية بتشاد كشف في 30 يونيو (حزيران) 2005 لـ«الشرق الأوسط» القبض على 5 تشاديين في السعودية مشتبه في علاقتهم بقضايا أمنية.