الشنبري أحد العائدين من حركة سعد الفقيه: أقول للشباب ألا يستغلوا ويوجهوا لدمار البلاد وتؤثر عليهم الملابسات الخارجية

خادم الحرمين معقبا: الأخ غلط ولكن أصله الطيب رده للحق

TT

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس بالديوان الملكي في قصر اليمامة الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين وجمعاً من المواطنين، كما استقبل وفداً من الأشراف من مختلف مناطق المملكة.

وخلال اللقاء ألقى عبد العزيز بن شرف الشنبري أحد أعضاء ما يعرف بـ«حركة الإصلاح» التي يقودها سعد الفقيه، والذي عاد إلى بلاده في الخامس والعشرين من ديسمبر (كانون الاول) من العام الماضي، كلمة أمام خادم الحرمين الشريفين، فيما يلي نصها:

«الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمد الشاكرين الذاكرين والصلاة والسلام على خير من اصطفى الحبيب محمد بن عبدالله وآله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم يبعثون.

خادم الحرمين الشريفين: من عقيدة أهل السنة والجماعة التحقق من صحة الأخبار والأحداث، والخبر أنني كنت شاتماً معيناًً للحاقدين والحاسدين يوم أمس والحدث أن اقف اليوم في مجلسكم وبين يديكم ليشهد العالم أجمع مدى حلمكم وحرصكم على أبناء هذا الوطن الغالي. ذهبت إساءتي يتغنى بها كل حقير وبقى فضل حلمك يشهده العالم كله.

أيها الملك الحليم: اختلفت النيات الحقيقية لكثير ممن نصبوا أنفسهم مصلحين فتجدهم يخلطون الحق بالباطل والمصلحة العامة بالخاصة متربصين بالبسطاء من العامة ليثيروا الفتن والقلاقل حتى انهم اصبحوا حجر عثرة أمام أي إصلاح أو تطوير بل تعدى الأمر أن تأمروا على البلاد والعباد، سبحان الله يا هذا المصلح كيف يقسو على نفسه ويتحرر من كل قيمه وأعرافه وعواطفه فقد تغطرس وتكبر وتجبر بل وصل حالة حتى كاد أن يقول (أنا ربكم الأعلى).

ما أكثر ما تهكم وكذب ونافق وضلل وشتت فهو بذلك يمرغ وجهه بالوحل وذلك لأنه ظالم لنفسه ضعيف فقير أقل حيلة على إدراك معنى لحمة قوية بين الأمة وولاة أمرها أعزها الله بالراجي عفو ربه عبد الله بن عبد العزيز الملك المصلح ملك القلوب، يشد من عضده أخوه سلطان بن عبد العزيز وما أكثر ما قيل في سلطان.. سلطان الخير وكل كريم جواد لا يخلو له من حاسد.

أيها الملك الحليم: لعلني هنا أجدها فرصة عظيمة أن أسجل كلمة للشباب في بلادنا العزيزة بين يديك وأقول لهم أن يتمسكوا بالرجولة، والمعنى الذي أقصده بالرجولة هنا أن تكون شجاعتهم وجرأتهم وغيرتهم من نفوسهم بأن لا يستغلوا ويوجهوا لدمار البلاد وتشتيت العباد وأن لا تؤثر عليهم الملابسات الخارجية بالسماع هنا وهناك سواء كان عن بلادنا وحكامنا وعلمائنا أو ثوابتنا الدينية وهذا من تجربة قاسية كنت فيها أدرك أبعادها.

فالشائعة وإثارة الفوضى ظلم وتمرد على النعمة وهذا دلالة ضعف النفس الذي يضيع البصيرة وهذا ما يريده العدو، فيجب أن نكون رجالاًً في قوة ذاتنا معينين لولاة أمرنا.

خادم الحرمين: الورد لا يثمر بتنباك قالها ساعي خير، وأنا اليوم أقول جعل من ينشغل عن طيبكم بالحرايق، فصدقكم ووفاؤكم وحلمكم يفتح للأحرار كل الأبواب والذي ينسى ماضيه ينسى ماضي الشرف والأمانة. أيها الملك الحليم: لعلني قبل أن اختم لا أجد حرجاً في قول إن هذا زرع الأباء والأجداد ولو قدر لي أن أعود بالزمن لأخترت السجن من غير تهمة في بلادي خير من ما مر بي من هذه التجربة ولكن لن يعود الزمن وسيبقى حلمكم وبعد نظركم عرفه من عرفه وجاهلا من جهله.

في الختام، اللهم إنك أعلم بحالنا فألهمنا رشدنا، أعزك الله يا خادم الحرمين الشريفين». من جهته ألقى الدكتور عبد الله بن حسين الشنبري كلمة عبر فيها عن شكر وتقدير الجميع لخادم الحرمين الشريفين على إتاحته الفرصة للوقوف بين يديه معبرين عن ما تكنه نفوسهم من حب وولاء. وقال الدكتور الشنبري «أيها الملك والأب العطوف أحببت شعبك فأحبوك وبادلوك حباً بحب تقول فيسمعون وتأمر فيطيعون». واستمع الملك عبد الله إلى قصيدتين ألقاهما الشاعران علي بن يوسف الحسني وعمر بن فيصل آل زيد.

وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره، مؤكدا ثقته بالجميع، وقال «انتم ولله الحمد من آبائكم وأجدادكم أوفياء لدينكم ووطنكم ودولتكم»، وأضاف «أما الأخ فقد غلط، ولكن أصله الطيب ولله الحمد رده إلى الحق والعدل والإنصاف وخدمة الدين وهذا الوطن، والحمد لله رب العالمين استعاذ من الشيطان ودحره، وهو ولله الحمد شاب نتأمل فيه إن شاء الله الخير وفيكم جميعاً وفي أبنائكم أشكركم وأتمنى لكم التوفيق».

وحضر الاستقبال الأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن مساعد بن عبد الرحمن، والأمير خالد بن مساعد بن عبد الرحمن، والأمير متعب بن ثنيان بن محمد آل سعود، والأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، وعبد المحسن التويجري مستشار خادم الحرمين الشريفين.