دبلوماسيون: رايس قد تزور ليبيا لافتتاح السفارة ودعوة للقذافي لزيارة البيت الأبيض

واشنطن «مهتمة» بإطلاق سراح البلغاريات وتكشف أن قضيتهن كانت ضمن بنود التفاوض

TT

أفادت مصادر دبلوماسية عربية وثيقة الصلة بليبيا ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قد تزور طرابلس الشهر المقبل، وتلتقي الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيس وزرائه البغدادي المحمودي ووزير خارجيته عبد الرحمن شلقم. وقد تدشن في هذه الزيارة الاولى في نوعها من 30 عاماً في حال تمت، المقر الجديد للسفارة الأميركية. ولفتت المصادر إلى أن ليبيا تتوقع توجيه رايس دعوة رسمية إلى القذافي للقيام بأول زيارة للولايات المتحدة منذ توليه السلطة عام 1969.

ويأتي هذا بعد اعلان واشنطن اول من امس اعتزامها اقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع ليبيا وشطب اسمها من لائحة الدول الداعمة للإرهاب. وأبرمت بعثة أميركية خاصة أخيرا عقدا لشراء قطعة أرض ضخمة في العاصمة الليبية لإنشاء مقر السفارة الأميركية الذي يعتقد أنه سيكون الأضخم من بين مقرات البعثات الأميركية في شمال أفريقيا والعواصم العربية الأخرى، علما أن غريغوري بيري، رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية يتخذ حاليا من فندق باب أفريقيا في سوق الثلاثاء القديم في طرابلس مقرا له.

وأشارت المصادر إلى أنه ستتم أيضا زيادة عدد الدبلوماسيين الليبيين في واشنطن، فيما سترشح الإدارة الأميركية مسؤولا في الخارجية الاميركية لشغل منصب اول سفير أميركي لدى ليبيا منذ أكثر من ربع قرن.

يشار الى أن آخر سفير اميركي عمل في طرابلس غادر طرابلس عام 1972 وظلت السفارة على مستوى قائم بالأعمال الى أن تعرضت لهجوم في ديسمبر (كانون الأول) 1979 ثم أغلقت نهائياً وقطعت العلاقات بين البلدين منذ عام 1980. وكانت وفود من وزارتي الخارجية والخزانة الاميركيتين والكونغرس قد زارت طرابلس عدة مرات، وسمحت الإدارة الاميركية من جانبها، العام الماضي، للشركات الاميركية باستئناف أعمالها في ليبيا وشراء النفط الليبي.

وسعت ليبيا أمس إلى التأكيد أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن وشطبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، أملته المصالح المشتركة للطرفين. وقال حسونة الشاوش، الناطق الرسمي باسم الخارجية الليبية انه لا وجود لما يسمى التنازلات في العلاقات الدولية، مشيرا إلى أن الخطوة الاخيرة جاءت بعد سلسلة اجتماعات واتصالات بين البلدين. وقال الشاوش في تصريحات للصحافيين: «نحن لم نقدم أي تنازلات وليس مطروحاً تقديم تنازلات»، موضحا أن علاقات ليبيا مع الولايات المتحدة مرت بفترات مد وجزر معروفة، قبل أن يتم التفاهم بين البلدين على تعزيز العلاقات بينهما على أساس الحوار وبناء الثقة وخدمة المصالح.

وبعد اعلانها اقامة علاقات مع ليبيا، عبرت واشنطن عن اهتمامها باطلاق سراح الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الذين أمضوا سبع سنوات في سجن بطرابلس بشبهة نقلهم فيروس الايدز الى اطفال ليبيين. وقال مسؤول أميركي إن واشنطن «مهتمة جدا» بالموضوع، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الولايات المتحدة «تتعاطف مع اولئك الاطفال والجهود التي تبذل لمساعدتهم».