أوروبا تعرض مفاعلا نوويا مدنيا مقابل «ضمانات إيرانية»

طهران ترفض الحوافز الأوروبية وتتمسك بنشاطها النووي

TT

في محاولة اوروبية جديدة لحل الأزمة الدائرة حول الملف النووي الايراني، افاد دبلوماسيون اوروبيون أمس ان الاتحاد الاوروبي يدرس تقديم عرض جديد لايران للحصول على مفاعل نووي مدني يعمل بالمياه الخفيفة، شرط ان تعطي طهران ضمانات بأنها لا تسعى لتطوير سلاح نووي. وجاءت التقارير الاخيرة عن مقترح أوروبي جديد في وقت أعلنت طهران عدم جدوى الحوافز التي عرضها الاتحاد الاوروبي أول من أمس مقابل وقفها نشاطات تخصيب اليورانيوم. وأفاد دبلوماسيون في فيينا وبروكسل أمس ان الاتحاد الاوروبي يدرس احتمال تقديم عرض جديد لايران للحصول على مفاعل نووي مدني يعمل بالمياه الخفيفة شرط ان تلبي طهران المطالب الدولية لها بالتخلي عن النشاطات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم. وقال دبلوماسي اوروبي على اطلاع على المفاوضات مع ايران لـ«رويترز»: «الترويكا الاوروبية ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد خافيير سولانا يخططون لعرض مفاعل اوروبي يعمل بالماء الخفيف على ايران في مقابل وقف برنامجها للتخصيب». وأكد الدبلوماسيون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم ان العرض الذي تعمل الدول الاوروبية على صياغته يعتمد على ان تتولى روسيا عمليات تخصيب اليورانيوم الايراني. وكانت روسيا اقترحت منذ اشهر ان تقوم بتخصيب اليورانيوم الايراني على اراضيها، لتزوده لطهران وقوداً في وقت سابق الا ان طهران رفضت العرض وأصرت على تخصيب اليورانيوم على اراضيها. وتهدف نشاطات تخصيب اليورانيوم الى انتاج الوقود لمحطة نووية غير انه يمكن استخدامها للحصول على قنبلة نووية. وتتهم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ايران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية تحت ستار برنامج الطاقة النووية المدني. وهو ادعاء تنفيه طهران، مؤكدة انها ترغب ببرنامج نووي سلمي لتزويدها بالطاقة. وقال ناطق باسم الخارجية البريطانية لـ«الشرق الاوسط» ان «الحديث عن اية برامج مستقبلية طويلة المدى تعتمد على تلبية ايران مطالب مجلس الامن، وهي تخليها عن تخصيب اليورانيوم والتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وشدد على انه «لا يمكننا حتى الحديث عن اية خطط مستقبلية من دون تعاون ايران». ومن المتوقع ان تناقش الترويكا الاوروبية الاقتراح حول المفاعل النووي الايراني مع روسيا المعنية ببناء المفاعل الايراني الحالي يوم الجمعة المقبل عندما يجتمع المديرون السياسيون للدول الدائمة الدائمة العضوية والمانيا في لندن. وكان الاتحاد الاوروبي اعلن اول من أمس عن تقديم عدد من الحوافز لطهران للتخلي عن برنامجها النووي، بما في ذلك مساعدة ايران على تطوير برنامجها النووي السلمي. وتعهدت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أول من أمس عقب اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين بأنه في حال طبق الايرانيون المطالب الدولية بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم سيعمل المجتمع الدولي «جاهداً لمساعدتهم للحصول على ما يحتاجونه حقاً، او ما يقولون انهم يحتاجونه، وهو الحصول على الطاقة النووية المدنية». ورداً على الوعود الاوروبية بالفوائد لها في حال تخلت عن تخصيب اليورانيوم، اكدت ايران أمس انها غير مهتمة بالحوافز المعروضة. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا اصفي انه «مندهش» من ان الاتحاد الاوروبي يواصل تقديم مثل هذه العروض على الرغم من تأكيد ايران الدائم رفضها وقف انشطتها لتخصيب اليورانيوم. وجاء في بيان اصفي انه «اذا كانت اوروبا تسعى الى حلول دبلوماسية وسلمية، فيجب عليها ان لا تتجاوز المعاهدات الدولية».  وصرح اصفي بأنه: «لا توجد حوافز افضل من تطبيق معاهدة الحد من الانتشار النووي وقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون تمييز»، في اشارة الى سماح المعاهدة للدول الموقعة عليها بتطوير برامج نووية سلمية. واضاف: «لقد ابلغت ايران الاوروبيين في بداية المفاوضات ان الهدف هو انتاج وقود لاغراض سلمية، وايران لا تسعى الى اي شيء يتجاوز حقوقها ولن تقبل اي التزام يتجاوز ذلك». وبينما رفضت ايران العرض الاوروبي لها، تصدر ملفها النووي لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره الصيني لي تشاو شينغ في بكين أمس، حيث طالبت الصين ايران بالاستجابة للحوافز الاوروبية. وأعلنت الصين أمس تأييدها للخطة الاوروبية وحثت طهران على ابداء رد ايجابي. وقال ليو غيانتشاو الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية انه يجب أن يكون الرد الايراني على الاقتراح الاوروبي ايجابياً، وأضاف أن على جميع الاطراف بذل «جهود نشطة» لاستئناف المفاوضات. وحث المسؤول الصيني الاتحاد الاوروبي على ان «يحسن (الاقتراح) ويقدم خطة تضم عدداً من البنود وتعزز هدف منع الانتشار وتضع في الاعتبار مخاوف ايران المنطقية».

ومن جانبه، صرح لافروف اثناء اجتماع مع نظيره الصيني ان «روسيا والصين ستمتنعان بكل تأكيد عن التصويت على استخدام القوة لحل هذه المسألة». واضاف «نعتقد اننا يجب الا نعزل ايران او نزيد الضغوط عليها، لان ذلك سيزيد من احتمال انتشار الاسلحة النووية».