ملف رئاسة الجمهورية يُسحب عن طاولة الحوار اللبناني وقوى «14 آذار» تؤكد استمرار مطالبتها برحيل لحود

TT

أعلن القادة اللبنانيون المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني فشلهم في التوصل الى اتفاق حول موضوع رئاسة الجمهورية. غير ان زعماء الاكثرية رفضوا الاستسلام لفكرة التعايش مع لحود الذي يعتبرون ان تمديد ولايته تم في صورة «غير شرعية»، واكد عدد من هؤلاء ان الاكثرية ستستمر في معركتها لإطاحة لحود.

وقد اقتصرت الجولة الجديدة من الحوار امس على محورين تم البحث فيهما بعد اعلان سحب موضوع الرئاسة من جدول الاعمال: الاول زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى دمشق، حيث عرض بري للمشاركين في الحوار اجواء الزيارة، مؤكداً انفتاح سورية على زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من اجل بحث العلاقات الرسمية بين البلدين، ومشدداً على ضرورة توفير الاجواء الملائمة لتحسين هذه العلاقات. أما المحور الثاني فكان سلاح المقاومة و«استراتيجية الدفاع عن لبنان» حيث عرض الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله الاخطار الاسرائيلية على لبنان» والمشاكل العالقة مع اسرائيل وتهديداتها المتواصلة وخروقاتها للسيادة اللبنانية. وارفق نصر الله مطالعته التي جاءت في ملف من 240 صفحة حمله معه الى مؤتمر الحوار، بوثائق وتقارير تتعلق بالموضوع.

وبعد انتهاء جولة الحوار الجديدة، تحدث الرئيس بري الى الصحافيين مستهلاً مؤتمره الصحافي بالاشارة الى ان الاجواء الاعلامية والصحافية التي سادت في الفترة ما بين الاجتماعين الحالي والذي سبقه «أوجدت جواً من التشاؤم خصوصاً لجهة التحليلات الصحافية في ما يتعلق بموضوع الحوار»، مشيراً الى ان «معظم التعليقات كانت تسير وكأن الحوار يسير من اجل الحوار» ومشدداً على «ان هذا الكلام ليس دقيقاً... لأن المواضيع التي توصل اليها الحوار كانت من الامور المستعصية التي كان الكلام عنها ممنوعاً في السابق، وكذلك المواضيع التي كانت متبقية حتى اليوم».

واعلن بري ان المتحاورين «لم يتوصلوا الى اتفاق في موضوع رئاسة الجمهورية». وقال: «نحن لا نخجل من ذلك، لأنه في العمل الديمقراطي المهم ليس الوصول الى اتفاق فحسب، انما كيف ندير الاختلاف في شكل يظهر انك متفق حتى على الاختلاف».

واضاف: «لقد اعيد نص ما توصلنا اليه بالنسبة الى مسألة رئاسة الجمهورية فلم يصل المتحاورون الى اتفاق. وبالتالي تم الانتقال الى النقطة الاخيرة على جدول الاعمال. وهي الموضوع المتعلق بالسياسة الدفاعية وسلاح المقاومة»، مشيراً الى ان بحث هذا الموضوع بدأ بـ«شرح مطول لكل ابعاده، من العدو الاسرائيلي والخطر على لبنان ومواضيع احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مروراً ببقاء المعتقلين في السجون الاسرائيلية وموضوع الألغام والأطماع الاسرائيلية وصولاً الى الاستراتيجية الدفاعية التي يجب ان نعتمدها والتي يجب ان نحرص عليها كلبنانيين جميعاً، سواء أكان الجيش أم المقاومة».

وافاد: «بدأنا بعرض شامل ودقيق وشفاف جداً قدمه الأخ الشيخ حسن نصر الله على مدى اكثر من ساعة. وبعد هذا العرض تم الاتفاق على تأجيل الجلسة الى الثامن يونيو / حزيران لمتابعة بحث هذا الموضوع».

وذكر بري ان موضوع زيارته الى دمشق نوقش لاكثر من ساعة في بداية الجلسة. وقال ان جميع المتحاورين، من دون استثناء، كانوا مؤيدين «للانفتاح على الأخوة السوريين. وبالتالي سيستكمل هذا الموضوع» مكرراً القول «ان ابواب دمشق مفتوحة ومشرعة».

وعاد بري الى موضوع سلاح المقاومة، فاعتبر «ان لكل مشارك رأيه. ونحن لنا رأينا». وقال: «أنا شخصياً في هذا الموضوع طرف وطرفان وثلاثة ايضاً. لكن المهم اننا نسعى الآن، ان شاء الله، للوصول في هذا الملف الى موقف موحد لمصلحة لبنان ولمصلحة الدفاع عن لبنان ولمصلحة وحدة لبنان ولمصلحة الجيش اللبناني ولمصلحة المقاومة». مبدياً تفاؤله بالنسبة الى هذا الموضوع.

أما النائب سعد الحريري فقد اشار الى ان قوى «14 آذار» لا تزال على موقفها من قضية الرئاسة. وقال: «الآن تم التأجيل لكي تكون هناك اجواء افضل في المستقبل لهذا الموضوع (الرئاسي) لنتمكن من حله».

وسئل الحريري عن طلب «حزب الله» توضيح موقفه الذي ورد في احدى وسائل الاعلام، فأجاب: «أظن ان هذا كان الرد، فانا جلست مع السيد حسن وتصافحنا وتحدثنا في بعض الامور. وانا افضل ان تكون هذه الامور خارج الاعلام. تحدثنا في بعض الامور التي كان يوجد حولها بعض الخلاف وتفاهمنا». ووصف المطالعة التي قدمها نصر الله حول سلاح المقاومة بانها «مطالعة مهمة جداً. ويجب التفكير بها لاننا نحن فعلاً نعيش تحت خوف الاعتداء علينا من قبل العدو الاسرائيلي». وقال: موضوع الدفاع عن الوطن كل لبناني يريده. ونحن نريد الوصول الى وسيلة نتفاهم حولها وتحظى بالاجماع لخدمة الوطن والمواطن».

ورداً على الانتقادات التي وجهت الى قوى «14 آذار» لتكريمها المندوب الاميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون، قال الحريري: «بالنسبة لي، الموضوع لا يمثل جون بولتون انما يمثل الولايات المتحدة التي صوتت على القرارات 1595 و1636 و1644. وبولتون يمثل الدولة الاميركية. وبالنسبة لي، منذ مرحلة استشهاد رفيق الحريري حتى اليوم وصولاً الى معرفة الحقيقة والمحكمة الدولية، اميركا وقفت معنا، لماذا نقول عكس ذلك؟».

وسئل الحريري اذا كان سيتعايش مع رئيس الجمهورية بعد الجلسة، فأجاب: «لا أعلم اذا كان هناك من يستطيع التعايش مع رئيس الجمهورية. ولكن الله يساعد فؤاد السنيورة». وسئل اذا كانت معركة رئاسة الجمهورية انتهت بالنسبة اليه، فأجاب: «كلا، لا نزال مع حملة فل (ارحل)».

اما رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع فاعتبر ان «المعركة مستمرة في رئاسة الجمهورية». وقال: «سنواصل المعركة سياسياً، وخصوصاً ان الجميع اعترف بوجود ازمة حكم. ويجب ان تحل». في حين اكتفى النائب ميشال عون بالقول تعليقاً على اجواء الجلسة: «انا مرتاح جداً».

وسئل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعد الجلسة: «من ربح ومن خسر؟» فأجاب: «اعتقد ان البلد كله يربح عندما نطيل بالنا على بعضنا البعض. وعندما نتوتر الكل يخسر». وعما اذا كان سيتعايش مع الرئيس لحود للفترة المقبلة، قال: «موقفي ثابت كما هو ولم يتغير. وانا سأتعامل معه (لحود) كما في السابق ووفق ما ينص عليه الدستور».

وكرر السنيورة انه «حاضر دائماً» للذهاب الى دمشق. وقال: «ذهننا مفتوح وكذلك عقلنا وعاطفتنا وقلبنا. ولكن ايضاً نلتزم ما نتفق عليه كلبنانيين. يعني ان نبني علاقات صحيحة وصحية وجيدة بين لبنان وسورية».