واشنطن تعمل سرا لتعزيز الأجهزة الأمنية الخاضعة لأبو مازن

تروج لفكرة تسليم المعابر الفلسطينية لشركة خاصة

TT

قالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، في عددها الصادر أمس، إن الإدارة الأميركية تعكف بشكل سري على تعزيز الاجهزة الامنية، التي تخضع لسلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن). واضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر في مكتب ابو مازن، ان الادارة الاميركية تروج لانشاء ادارة فلسطينية جديدة، لتدير المعابر في قطاع غزة. واعتبرت المصادر الخطوات الاميركية، مؤشرا على رغبة الادارة في الحفاظ على وضع ابو مازن في السلطة.

ونقلت «هآرتس» عن مصادر سياسية وأمنية ان الخطوات الاميركية تتم بالتنسيق مع الاجهزة السياسية والامنية في اسرائيل.

ويعتبر الجنرال كيث دايتون المسؤول عن التنسيق الامني في الاراضي الفلسطينية، الشخصية المحورية في هذه الخطوات. وهو يحتفظ بعلاقات وثيقة مع ديوان الرئاسة الفلسطيني ووزارة الدفاع الإسرائيلية. يذكر ان القانون الاميركي يمنع الجنرال دايتون من اجراء أي اتصال مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية او أي مؤسسات تقع بشكل مباشر او غير مباشر تحت مسؤولية الحكومة الفلسطينية. لذلك فان اتصالاته تجري مباشرة مع ابو مازن او مسؤولين مثل رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير النائب صائب عريقات او مؤسسات تخضع مباشرة لسلطة ابو مازن.

وحسب «هآرتس»، فإن جهاز الأمن الفلسطيني الرئيسي الذي يتعامل معه دايتون هو جهاز أمن الرئاسة المسؤول عن الامن الشخصي للرئيس ومكاتبه ومقر اقامته، ويتراوح عدد جهاز حرس الرئاسة، ما بين 1500 و2000، ينتشرون حول المقار الرئاسية في رام الله وغزة.

وكان ابو مازن قد اعلن ان مسؤولية المعابر الى قطاع غزة تقع تحت مسؤوليته الشخصية، الامر الذي اغضب حكومة حركة حماس، لكن ذلك لم يغير من الوضع شيئا، وتأكيدا على ذلك ارسل ابو مازن 150 من افراد حرس الرئاسة الى معبر رفح جنوب قطاع غزة، للاشراف على ادارته وتسييره.

وعبرت الولايات المتحدة عن استحسانها ازاء اداء حرس الرئاسة، لا سيما الكفاءة التي يتحكمون بها في عبور المواطنين والبضائع الى رفح. حيث أنهم يدققون في عمليات التفتيش التي يجرونها على الداخلين لقطاع غزة. وأن الاداء المتميز لأمن الرئاسة، هو الذي جعل المعبر مفتوحاً من دون انقطاع، منذ ان تولت القوة الاشراف عليه ولم يحصل ان اغلق المعبر مرة واحدة كما كان يحصل في السابق نتيجة الفوضى. وفي اطار جهودها لتعزيز مكانة الرئيس الفلسطيني، تأمل الادارة الاميركية في ان تنقل تجربة معبر رفح الذي يصل غزة بمصر، الى المعابر بين غزة واسرائيل. ويروج دايتون ومساعدوه، لفكرة تشكيل سلطة فلسطينية مسؤولة عن المعابر، تخضع مباشرة لسلطة ابو مازن. وتركز جهود كبيرة على جمع المال لتحديث الانظمة الامنية في الجانب الفلسطيني من المعابر. ومن النقاط التي يبحثها الاميركيون مع المسؤولين الامنيين الاسرائيليين، هي نقل ادارة المعابر الى شركات خاصة، تجنبا للتعامل مع حكومة حماس. وبخصوص كيفية التعامل مع ابو مازن، قالت «هآرتس» انها تركت لبحثها في اجتماع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مع الرئيس جورج بوش في واشنطن الاسبوع المقبل. وتبدي واشنطن اهتماما كبيرا في ان تبقي اسرائيل على الاتصال المباشر مع ابو مازن.

ولم يرفض اولمرت فكرة اللقاء مع ابو مازن لكنه يريد اولا حسب «هآرتس» ان ينتهي من جملة من الاجتماعات في واشنطن والاتحاد الاوروبي ومصر والاردن.