البرلمانية المثيرة للجدل هيرسي علي تستقيل وتقرر مغادرة هولندا

بعد بدء السلطات خطوات تجريدها من الجنسية بسبب معلومات اللجوء «الكاذبة»

TT

أعلنت البرلمانية الهولندية الصومالية الأصل ايان هيرسي علي امس انها تستقيل من البرلمان وتغادر هولندا بعد الجدل الذي قام حول تقديمها معلومات كاذبة من أجل الحصول على اللجوء السياسي عام 1992. وقالت هيرسي الليبرالية المعروفة بانتقاداتها اللاذعة للإسلام خلال مؤتمر صحافي في لاهاي: «أتخلى اليوم عن تفويضي في البرلمان وأغادر هولندا. سأحزم أمتعتي حزينة إنما مرتاحة». ورفضت الكشف عن وجهتها المقبلة او التعليق على ما ذكرته تقارير اعلامية بشأن اعتزامها الانتقال الى الولايات المتحدة والالتحاق بمعهد «أميركان إنتربرايز» المحافظ .

واتخذت هيرسي علي هذا القرار بعد ان اكدت وزيرة شؤون الاجانب ريتا فيردونك بطلان حصول البرلمانية الصومالية الاصل على الجنسية. واتخذ قرار سحب الجنسية عن هيرسي علي بعد ما ظهر انها قدمت معلومات كاذبة بخصوص اسمها وتاريخ ميلادها عندما قدمت طلب اللجوء السياسي عام 1992 إثر وصولها الى هولندا متذرعة حينها بالخوف انتقاما من عائلتها على خلفية فرارها من زواج مرتب.

وقد حصلت هيرسي علي على الجنسية عام 1997 واعترفت بتقديم المعلومات الكاذبة عام 2002 اثناء ترشحها للبرلمان، ولم يثر الامر أي اعتراض حينها. لكن اعادة بث برنامج تلفزيوني الاسبوع الماضي بشأن تلك القضية، حرك الموضوع، ودفع وزيرة شؤون الهجرة فيردونك لمراجعة حالتها. ووجدت الوزيرة ان حصول البرلمانية الصومالية الاصل على الجنسية تم بطريقة خاطئة، اعتمادا على قرار كانت اصدرته المحكمة العليا الهولندية عام 2005 ويقضي بان كل جوازات السفر التي منحت لاشخاص باسماء خاطئة تصبح لاغية بشكل تلقائي. وكان مفترضاً ان يناقش البرلمان الهولندي امس حالة هيرسي علي بشكل استعجالي، كما كان يتوقع ان تدافع الوزيرة فيردونك عن قرارها. ومن جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الهولندي جيريت زالم، الذي كان زعيما للحزب الليبرالي الذي تنمي اليه هيرسي علي عام 2002، «انه مندهش للسرعة» التي اتخذ بها قرار سحب الجنسية عن هيرسي علي. واضاف قائلاً: «لو تقدمت بطلب الجنسية مجددا، فانني واثق بان طلبها سيبت فيه بنفس السرعة».

وكانت هيرسي علي قد اشتهرت، خصوصاً بعد مقتل المخرج السينمائي ثيو فان غوخ عام 2004 الذي شاركته في اعداد فيلم «الخضوع» الذي ينتقد وضع المرأة في العالم الاسلامي. وكان ذلك الفيلم قد تسبب في جدل دفع اصولياً متطرفاً الى اغتيال فان غوخ في نوفمبر / تشرين الثاني 2004 وترك على جثته رسالة يهدد فيها بقتل هيرسي علي، الامر الذي تطلب اخضاع البرلمانية الى حراسة مشددة من قبل الشرطة.

وحصل صاحب المنزل الذي كانت تقيم فيه هيرسي علي في الآونة الأخيرة على حكم قضائي يطالب البرلمانية بالبحث عن سكن آخر لأن وجودها فيه اصبح يشكل خطرا على الجيران نظرا للتهديدات بالقتل التي تصلها بسبب مواقفها. وقالت مفوضة بالاتحاد الاوروبي تدعى نيلي كروس لصحيفة هولندية، ان من العار على هولندا ان تتصرف مع هيرسي علي بهذه الطريقة. واضافت: «لقد عبرت عن آرائها بطريقة غير هولندية احيانا، لكن ذلك كان جيدا للنقاش».