صحافيو ألمانيا يقاضون استخباراتها بتهم التجسس عليهم

TT

قررت مجلة «شتيرن» الألمانية رفع دعوى قضائية ضد جهاز الاستخبارات الألماني «بي. إن. دي» بتهمة التنصت على صحافييها وخرق قانون حرية الصحافة. وقال رئيس تحرير المجلة توماس اوستركورن انه يود في البداية القاء النظر في ملفات جهاز «بي ان دي» الخاصة بالموضوع قبل أن يرفع الدعوى.

من جانبه، اتهم جيدو فيسترفيلله، رئيس «الحزب الديمقراطي الحر» الاستخبارات الألمانية باستخدام أساليب جهاز الأمن السابق في المانيا الشرقية «شتازي».

كما أعلن رئيسا تحرير مجلتي «دير شبيغل« و«فوكوس» اعتزامهما بدء خطوات قضائية ضد الاستخبارات الألمانية بتهمة التنصت على صحافييها. وأيد رئيس تحرير «فوكوس» هيلموت ماركفورت زميله رئيس تحرير «دير شبيغل» شتيفان اوست الذي اعتبر أن «الاعتذار لا يكفي». وفي حين طالب الاثنان بإجراء تحقيق قضائي مع الاستخبارات الألمانية، فان كارل ـ غونتر بارت، نائب رئيس تحرير صحيفة «هامبورغر ابندبلات» اتهم هو الآخر جهاز الاستخبارات الألماني باستخدام أساليب جهاز «شتازي».

وجاء إعلان «شتيرن» عن اعتزامها رفع دعوى ضد جهاز الاستخبارات بعد الكشف عن جهاز تنصت في مسكن أحد محرريها. وتفيد المجلة، في عددها المقرر صدوره غدا، بأن موظفا في شركة الاتصالات الألمانية «تيليكوم» كشف في صيف 2005 عن وجود جهاز صغير في مسكن الصحافي هانز بيتر شوتز المعروف بكتاباته عن صفقات السلاح المشبوهة التي تقف الاستخبارات الألمانية خلفها. وقالت المجلة انها عرضت الجهاز على معهد مختص بالاتصالات السرية واكد خبراء المعهد بأن الجهاز من طراز «ايتون 23» الذي تستخدمه الاستخبارات الألمانية. وزعم شوتز بأن الاستخبارات الالمانية كانت تحاول الانتقام من كتاباته عن طريق كشف خفايا حياته الخاصة.

وتفاقمت أزمة الاستخبارات الألمانية بعد أن كشف محرر سابق في «فوكوس» عن تسليمه معلومات عن أحد زملائه الصحافيين لعملاء جهاز «بي ان دي». وقال ايرفين ديكر لإذاعة «اس. اف. ار. 1» انه قدم مثل هذه التقارير ثلاث أو أربع مرات لمدير جهاز «بي ان دي» فولكر فورتش. وبرر ديكر تعاونه مع الاستخبارات بالقول انه اراد الانتقام من زميله لأنه كشف عن مصادر معلوماته. وكان عضو في لجنة التحقيق في دور جهاز «بي ان دي» في حرب العراق، وهو قاض سابق، قد تحدث عن تجنيد الاستخبارات لبعض الصحافيين بهدف التجسس على زملائهم.

وتفاقمت الانتقادات المؤسسات الصحافية ضد جهاز «بي ان دي» بعد نفي المتحدث الرسمي باسم الجهاز تهم التجسس على الصحافيين. ووصف المتحدث شتيفان بورشرت ما ذكرته صحيفة «برلينر تسايتونغ» عن التنصت على الصحافيين بهدف الكشف عن مصادرهم، بأنه محض «خيال». واعترف بورشرت بوجود حالات تنصت «مؤقتة ومحددة»، نافيا حدوث ذلك بشكل واسع. وشاركه في الدفاع عن الاستخبارات الألمانية بيرند شميدباور وزير الدولة السابق، والمنسق العام للأجهزة الأمنية في دائرة المستشار الأسبق هيلموت كول، الذي قال انه لم يسمع عن مثل هذه النشاطات غير المشروعة. كما نفى اوغوست هيننغ، رئيس الاستخبارات السابق في زمن المستشار الاشتراكي جيرهارد شرودر، قيام دائرته بالتنصت على الصحافيين.

وكانت لجنة التحقيق في دور الاستخبارات الألمانية في الحرب على العراق قد بدأت جلساتها الاسبوع الماضي في وقت كان جهاز الاستخبارات الألماني يحتفل بعيد ميلاده الخمسين. وعبر المتحدث الرسمي باسم الجهاز حينها عن خيبة أمله لهذا التزامن، مؤكدا حياد الجهاز خلال الحرب الأخيرة على العراق. وتتهم أحزاب المعارضة الألمانية جهاز الاستخبارات بانه زود الاستخبارات العسكرية الأميركية بمعلومات لتنفيذ ضربات في العراق. كما اتهمتها بتقديم العون للاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في عمليات اختطاف مشبوهين بالارهاب في اوروبا ونقلهم إلى سجون سرية.

وقال رئيس اللجنة التحقيق زيغفريد كاودر، من الحزب الديمقراطي المسيحي، ان لجنته مستعدة لتوسيع التحقيقات لتشمل قضية التنصت على الصحافيين. وعبر عن اعتقاده بأن مثل هذا التحقيق لا يتطلب أكثر من مقترح تقدمه أحزاب المعارضة ويجري التصويت عليه داخل البرلمان الألماني.