خبراء: الجنود البريطانيون العائدون من العراق يعانون من مشاكل نفسية

دراسة أثبتت أن «أعراض حرب العراق» مثل ما حدث في حرب الخليج 1991 لم تظهر عليهم

TT

لندن ـ رويترز: قال خبراء واساتذة جامعيون امس ان الجنود البريطانيين الذين خدموا في العراق لم تظهر عليهم «اعراض حرب العراق» بشكل كبير مثل التي اشتكى منها جنود في حرب الخليج عام 1991، لكنهم قالوا ان العائدين منهم يعانون من مشاكل نفسية.

وبحث الخبراء عن علامات لاعتلال الصحة لدى الجنود العائدين من العراق وقارنوا بين الحالة الذهنية والنفسية للجنود الذين ارسلوا الى العراق ومن لم يخدموا هناك. وخلصوا الى وجود زيادة طفيفة في الاعراض لكنهم رصدوا ايضا بين قوات الاحتياط مشاكل صحية ذات صلة بالحالة الذهنية تفوق أقرانهم في القوات النظامية. وقال الاستاذ الجامعي سايمون ويسلي، من مركز ابحاث الصحة العسكرية بجامعة كينجز كوليدج بلندن، في مؤتمر صحافي «هل توجد اعراض لحرب العراق.. الرد هو لا، او على الاقل وبالقطع ليس بعد». وشكا الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج عام 1991 من اعراض منها مشاكل في التنفس والهضم وتضرر الاعصاب وارهاق وألم وتنميل ومشاكل في الذاكرة ومشاكل نفسية. وربط الخبراء بين هذه الاعراض وبين مجموعة متنوعة من الاسباب، منها لقاحات المناعة التي أعطيت للجنود، ومبيدات حشرية، وأدخنة متصاعدة من حقول نفطية محترقة، وضغوط، ومادة الفوسفات العضوي التي ثبت انها تؤثر على الجهاز العصبي للانسان.

وشرح ويسلي قائلا «نظرا لاننا لا نعرف حقيقة سبب اعراض حرب الخليج فلن نستطيع ان نقطع بسبب مجيء النتائج مختلفة» هذه المرة في حرب العراق. وطبقا لما افاد به ويسلي الذي نشر نتيجة ابحاثه في نشرة «لانسيت» الطبية كان استخدام اليورانيوم المستنفد والمبيدات الحشرية وارداً في الحربين، ولذلك من غير المرجح ان يكون السبب وراء المشاكل الصحية التي عانى منها جنود شاركوا في حرب الخليج اوائل التسعينات. لكنه اشار الى ان مجموعة اللقاحات التي اعطيت للجنود الذاهبين الى العراق اختلفت كما كانت هناك فسحة من الوقت بين كل لقاح.

وحلل الخبراء الصحة النفسية والذهنية من مجموعة من الاسئلة طرحت على 3642 جنديا ارسلوا الى العراق و4295 جنديا لم يرسلوا الى هناك وقارنوا النتائج مع معلومات قدمها جنود شاركوا في حرب الخليج، ورصدوا زيادة طفيفة في الاعراض المشتركة بين المجموعة التي ارسلت الى العراق لكن الزيادة لا تقارن بالدرجة التي رصدت بعد حرب الخليج.

وفي دراسة اخرى رصدت صحة الجنود الذين ارسلوا الى العراق والذين لم يرسلوا او ارسلوا فيما بعد ظهر ان جنود الاحتياط في العراق عانوا من مشاكل الصحة الذهنية أكثر مقارنة بالجنود النظاميين. وقال الاستاذ الجامعي ماثيو هوتوبف من كينجز كوليدج بلندن «هناك فارق كبير في الصحة فيما اذا كنت من النظاميين او الاحتياط».

وعانى 60 في المائة من جنود الاحتياط الذين بقوا في الوطن من القلق والاكتئاب مقارنة بنسبة 26 في المائة بين من ارسلوا بالفعل. وأرجع الباحثون سوء صحة جنود الاحتياط الى اقتلاعهم من الحياة المدنية وعدم شعورهم بالدعم لدى عودتهم وعدم حصولهم على الخدمات الصحية العسكرية.

وأقر ويسلي بأن الجنود العائدين من العراق يعانون من مشاكل نفسية، لكنه اضاف ان مخاطر الخدمة في العراق لا تختلف كثيرا عن مخاطر الخدمة في مكان اخر. وأضاف «في الوقت الراهن لم تتكرر قصة اعراض حرب الخليج. بالقطع لم تمر ايام كثيرة لكن يجب الا نستهين بالامر».