«نساء لوركا» مسرحية تدعو للدفاع عن الحريات والتصدي للعنف في العراق

مخرجة المسرحية: نقدم العروض نهارا وبدون إعلان وليوم واحد خشية تعرض الجمهور للعنف

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: استقطبت مسرحية «نساء لوركا» للمخرجة العراقية عواطف نعيم والتي تدعو للدفاع عن الحريات والوقوف بوجه موجة العنف السائد في البلاد، جمهورا حاشدا، وشكلت احد ابرز العروض منذ سقوط النظام العراقي قبل ثلاث سنوات.

والمسرحية التي عرضت الاحد الماضي على قاعة المسرح الوطني وسط بغداد، مأخوذة من اربعة نصوص للشاعر الاسباني فريدريكو غارثيا لوركا، وأدى أدوارها أربع فنانات عراقيات هن فاطمة الربيعي وسمر محمد وإقبال نعيم وشعاع ضياء. وقالت نعيم بعد الانتهاء من عرض وحيد للمسرحية «حاولت ان أوظف دعوة المرأة ورغبتها في الحرية للدفاع عن هذه الحرية والحض على مواجهة موجة العنف والتصدي لها، لأن خطاب المرأة عادة ما يكون بليغا ومؤثرا».

وأضافت ان «المسرحية تؤكد حقيقة ان العنف والاستبداد لا يولدان إلا عنفا واستبدادا جديدين، وهذا المحور الرئيسي للعمل، وأردنا ان نوصل مضامينه الى الآخرين في وقت تمر فيه البلاد بمراحل حرجة وصعبة».

و«محترف بغداد للمسرح» الذي قدم هذه المسرحية، هو تجمع فني أسس عام 1996 عبر جهود مشتركة لمجموعة من الفنانين العراقيين المسرحيين في مقدمتهم عزيز خيون الى جانب عواطف نعيم ورائد محسن وعزيز عبد الصاحب وآخرين. وكانت اول اعمال هذا المحترف مسرحية «مسافر زاده الخيال» التي تركت علامات استفهام عديدة لدى النظام السابق نتيجة طرحها الجريء الذي اعتبره مسؤولو النظام متعارضا مع الايديولوجيات السائدة آنذاك، مما أدى الى إغلاق «المحترف».

وأعيد افتتاح «محترف بغداد» عام 2005 وحظي بدعم من وزارة الثقافة العراقية ودائرة السينما والمسرح التابعة لها، كما قدم صندوق التنمية الثقافية التابع لمؤسسة «المدى» للثقافة والفنون برئاسة فخري كريم، دعما لهذا المحترف.

وتعد عواطف نعيم من أبرز الفنانات في العراق على الساحة المسرحية، واقترن اسمها بأعمال مهمة قدمتها على المسرح العراقي منها «نساء بيت الأحزان» و«كنز الملح» و«يا طيور». وحازت أكثر من جائزة كأفضل ممثلة في دورات عدة لمهرجان قرطاج المسرحي في تونس آخرها دورة 2005، وحصلت على جائزة الابداع عام 2002 واختيرت عام 1985 كأفضل ممثلة من المركز العراقي للمسرح.

وتهتم نعيم بقضايا المرأة وتتصدى لما تتعرض له من انتهاك لحقوقها. وتقول ان «اختياري لأعمال لوركا ينطلق من اهتمامه بحرية المرأة وتكريسه لدورها الحيوي في الدفاع عن الحرية، لذلك أسعى الى رفع صوت المرأة وإبراز وجودها المهم». ويتمحور الخط العام للمسرحية حول صراع درامي تجسده امرأة متسلطة تتصدى لأربع نساء يحلمن بالحرية والخلاص.

والستينات والسبعينات تعدان من الفترات الذهبية في تاريخ المسرح العراقي قبل توظيفه لمصلحة ايديولوجيات النظام السابق وسياساته. ويأمل المسرحيون في العراق بإعادة الحياة الى المسرح رغم الصعوبات والظروف الأمنية الصعبة. ولم تخف المخرجة تلك المصاعب وقالت «لم نتمكن من تقديم هذا العمل سوى في يوم واحد، ولا نستطيع أن نروج له خشية تعرض الجمهور لأعمال عنف وانفجارات، مما دفعنا الى تقديمه أثناء النهار وبصورة سريعة». وتساءلت نعيم «كيف سيكون شكل المسرح الذي يعد احتفالية مسائية عندما يتحول النشاط نهاريا؟».