سعود الفيصل: إطلاق 16 سعوديا من غوانتانامو.. وعزل حماس سيجعل أكثر العرب تعليما متشددين

لجنة الحوار الاستراتيجي السعودية الأميركية تجتمع في واشنطن

TT

التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مساء الأربعاء بالسفراء العرب المعتمدين في واشنطن، قبيل اجتماعه بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في إطار الحوار الاستراتيجي الأميركي السعودي. وذكر مصدر مقرب من الوفد السعودي المرافق لسعود الفيصل، أن الوزير بحث مع السفراء العرب جملة من القضايا الدولية والإقليمية، بما فيها قضيتا فلسطين والعراق. وحضر اجتماع الوزير السعودي مع السفراء العرب كل من الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، والأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز الوزير المفوض بالسفارة السعودية في واشنطن.

ورأس الأمير سعود الفيصل وفد المملكة العربية السعودية في اجتماعات اللجنة السعودية الاميركية للحوار الاستراتيجي، التي بدأت اجتماعها الثاني أمس الخميس، في مقر وزارة الخارجية الاميركية، حيث رأس الجانب الاميركي وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وبحث الجانبان مجالات التعاون الاستراتيجي في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية والاجتماعية والعلمية، وغيرها من مجالات التعاون بين البلدين. وكانت اللجنة التي تم الاتفاق على تشكيلها خلال اجتماع قمة كرافورد بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الاميركى جورج بوش في أبريل (نيسان) 2005 قد عقدت اجتماعها الاول في مدينة جدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال الأمير تركي الفيصل سفير السعودية لدى الولايات المتحدة، إن اجتماعات اللجنة في واشنطن جاءت كذلك لمناقشة سبل مكافحة الارهاب وتعزيز التعاون العسكري والأمني والاقتصادي والتبادل العلمي والثقافي والتعاون في مجال الطاقة، بالاضافة الى القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

وكان وزير الخارجية السعودي قد التقى يوم وصوله إلى واشنطن بممثلين عن وسائل الإعلام الأميركية في مبنى السفارة السعودية، وتحدث عن قضايا إقليمية ودولية، من بينها المسألة الفلسطينية والجمود في عملية السلام. وقال سعود الفيصل للصحافيين الأميركيين، إن جهود الولايات المتحدة لعزل حكومة حركة حماس، سيجعل أكثر السكان تعليما في العالم العربي متشددين، في حين أن التواصل مع الحركة قد يُعزز السلام مع اسرائيل. وأضاف سعود الفيصل، أن رفض التعامل مع حركة حماس وعرقلة دفع أجور الأطباء والمدرسين والمهندسين الفلسطينيين قد يُنفر «الأنصار الحقيقيين للسلام».

وقال الأمير سعود الفيصل، انه جادل جدالا مُضنيا بشأن هذه السياسة مع الحكومة الاميركية، وخاطب المسؤولين الأميركيين قائلا: «اذا استخدمتم التقريب بدلا من الاستبعاد واذا تحدثتم اليهم فانهم قد يقتنعون بجدوى اتخاذ مسعى من أجل السلام، واذا تأكدوا من المساواة في المعاملة وان أي شروط توضع على جانب لن يُستثنى منها الجانب الآخر». واضاف قوله انه بمنع الاجور عن المهنيين الفلسطينيين «فانكم تزيدون التشدد في صفوف الافراد العاديين لهذا الشعب ولا تضرون الحكومة».

وانتقد الأمير سعود من يرفضون حكومة حماس، لانه لا تعجبهم نتيجة الانتخابات. وقال «حذرنا دوما من أن انتخابات تجلب احيانا نتائج غير مرغوبة، ولهذا فاننا لم نطبق بعد هذا النظام في السعودية».

وقال وزير الخارجية السعودي، انه اعتمادا على مناقشاته مع زعماء حماس، فان سياسة «احتواء» وحوار يمكن أن تؤدي الى تغيير في موقفها تجاه اسرائيل، ولكن العزلة يمكن أن تؤدي الى نتائج غير مرغوب فيها. وأضاف انه «اذا ما استخدمتم الاحتواء بدلا من الاقصاء، واذا ما تحدثتم اليهم، يمكن ان يجري اقناعهم بأهمية مواصلة عملية السلام، اذا ما توثقوا من تعامل مماثل، وليس الانحياز لاسرائيل».

ورفض المزاعم التي تذهب الى انه يجب الا تجرى مفاوضات أبدا مع جماعات تعتبر ارهابية، ولاحظ ان هناك مفاوضات بريطانية واميركية مع الجيش الجمهوري الايرلندي مع ان هذه الجماعة ما زالت تحمل السلاح. واضاف، «وعليه فان المبدأ لا يجري دائما اتباعه».

كما حذر الامير سعود الفيصل من أن «خطة الفصل»، التي تقدم بها رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد يهود أولمرت تحمل بذور مزيد من الاضطراب. ويأتي أولمرت الى واشنطن الأسبوع المقبل ليطلع الرئيس بوش والمسؤولين الأميركيين الآخرين على فكرته بشأن الانسحاب من جانب واحد من الكثير من أراضي الضفة الغربية. وقال انه بدلا من الفصل «افضل تسميتها سياسة صرف الأنظار والابتعاد عن رؤية حل يستند الى قيام دولتين تعيشان مع بعضهما بسلام، والابتعاد عن أساسيات عملية السلام».

وانتقد الأمير سعود الفيصل اسرائيل لمطالبتها «بالأمن الكامل قبل ان تبدأ التفاوض بشأن عملية السلام». وقال «العكس تماما هو الصحيح... يجب ان تحققوا السلام وبعدها تنعمون بالأمن». وقال ان «السعودية لن تعترف بإسرائيل قبل أن يحل السلام».

من جانب آخر أعلن سعود الفيصل ان الولايات المتحدة الأميركية ستطلق سراح 16 معتقلا سعوديا من قاعدة غوانتانامو يتوقع وصولهم الى السعودية. واشار الى ان السعودية ستحقق مع أولئك المعتقلين لدى وصولهم واطلاق سراح من لم تثبت عليه أي تهمة واحالة الاخرين الى القضاء. وفي ما يتعلق بالسجناء السعوديين أشار سعود الفيصل الى أنه كانت هناك مفاوضات طويلة وشاقة أدت الى اطلاق سراح السجناء. وقال «تطلب منا الأمر سنوات لاستعادتهم. ولم يكن ذلك سهلا».

وعلق سعود الفيصل على إعادة العلاقات الأميركية مع ليبيا، ان المملكة العربية السعودية ليس لديها تحفظات على عودة تلك العلاقات. كما طالب بانشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب يعمل على تنسيق الجهود الدولية في هذا الشأن.