معركة بمجلس النواب المغربي بين الاستقلاليين والحركيين بسبب انتقادات وُجِّهت لوزير السياحة

TT

شهد مجلس النواب المغربي (الغرفة الاولى في البرلمان)، مساء أول من أمس، معركة شرسة بين نواب من الغالبية الحكومية يمثلون حزبي «الاستقلال» و«الحركة الشعبية»، استعمل فيها نواب الأمة ألفاظا بذيئة لا تخطر على بال أي مواطن.

ووصل الأمر بين النواب الى حد نزع المعاطف، والتهيؤ لتبادل اللكم والضرب، لولا تدخل باقي الحاضرين لنزع فتيل العراك. وكان من نتائج ذلك خروج عادل الدويري، وزير السياحة (حزب الاستقلال)، الذي فضل ألا يعود الى قاعة اجتماع المجلس بعد رفع الجلسة، رغم أنه كان مطالبا بالجواب عن أسئلة أخرى تهم القطاع الذي يشرف عليه.

وتعود اسباب المعركة بين النواب الى تدخل النائب عبد العزيز اللبار، من الفريق الحركي، الذي اتهم وزير السياحة بتضليل المواطنين، حول ارتفاع عدد السياح في المغرب، مشيرا الى أن القطاع السياحي في عهده شهد افلاسا محققا، نتيجة غياب رؤية واضحة.

وقال اللبار «إن سيادة الوزير يكذب حينما يقول إن عدد السياح ارتفع الى نحو ستة ملايين، وان العدد ظل ثابتا في حدود مليوني سائح»، مشيرا الى ان الوزير يدخل في حساباته المهاجرين المغاربة، الذين يبيتون في الفنادق 24 ساعة، وهذه الطريقة في تعداد عدد السياح لا تتناسب والمعايير الدولية.

واعتبر اللبار أن الوزير الدويري لم يحسن التصرف في القطاع، بالموازاة مع ارتفاع اعتمادات المكتب الوطني للسياحة من ملياري درهم الى ستة مليارات درهم، والتي تصرف اعتباطيا، على حد قوله، في الترويج للمنتوج المغربي في أميركا وبعض الدول الأوروبية من دون نتيجة تذكر على حساب المهنيين المغاربة، وضمنهم اللبار نفسه، الذي يدير عددا من الفنادق بمدينة فاس (وسط المغرب).

وأضاف اللبار «وزارة السياحة تمرر صفقات عمومية لشركة «س اف ج»، التي تحتكر سوق منظمي الاسفار، ومديرها السابق أصبح اليوم مسؤولا حكوميا»، في اشارة واضحة للوزير الدويري.

وأمام إصرار اللبار على مواصلة الكلام، حاول النائب علي الرحيمي، رئيس الجلسة ثنيه عن ذلك نظرا لانتهاء الوقت القانوني. بيد ان النائب اللبار أصرَّ على مواصلة تدخله، فكان ذلك النقطة التي أفاضت الكأس، وهو ما جعل النائب أحمد خليل بوستة، من فريق حزب الاستقلال، يصف سلوك النائب اللبار بانه «غير جدي»، وأنه لا يساوي سوى «صفر على صفر»، لكن اللبار استمر في انتقاد أعضاء حزب الاستقلال، ضمنهم حميد شباط عمدة فاس، المنتمي لنفس حزب الوزير، متهما اياه بأنه لا يحق له التحدث باللغة العربية أمام الأجانب في مناظرة السياحة التي أقيمت اخيرا بمدينة طنجة، مشيرا الى أن الوزير الدويري هو الذي مكنه من التحدث رغم رفض مهنيي القطاع. وأمام ارتفاع حدة ضغط الدم، انتفض النائب نور الدين مضيان، من فريق حزب الاستقلال، وقال: «إن حزب الاستقلال لن يدافع عن فنادق العهارة والدعارة التي تديرونها»، في اشارة الى فندق «زلاغ بلاس»، الذي يمتلكه اللبار، فتحولت القاعة الى مرتع لتبادل الشتائم من كل حدب وصوب، من نواب الفريقين، واصفين بعضهم بعضا بأقدح الاوصاف. فاضطر الرحيمي، رئيس الجلسة الى رفعها لتهدئة الأجواء. وأمام هذا الوضع، اشتكى النواب الى عبد الواحد الراضي، الذي أنب النواب على فعلتهم، حسب مصدر مطلع حضر اجتماعا مصغرا في مكتب الرئيس. وحين هدأت النفوس والخواطر، استمرت الجلسة، لكن في غياب الوزير الدويري.

وعند انتهاء الجلسة، قال النائب الرحيمي: «ننهي هذه الجلسة التي تميزت بحيوية ونشاط قل نظيرهما».