جد هجين مشترك للإنسان والشمبانزي.. ونوع من القرود يستطيع تركيب جملة مفيدة

TT

في كشفين علميين جديدين، توصل فريق من العلماء، الى أن أقدم أجداد الانسان المعاصر لم يكن سوى.. مخلوق هجين بين الشمبانزي والانسان، بينما توصل فريق بريطاني الى دليل على نجاح بعض انواع القرود في تركيب جملة لغوية مفيدة بخلاف الحيوانات الأخرى. وحتى الآن كان من المعتقد أن الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يمكنه تشكيل الجمل اللغوية.

وقال باحثون في علوم الجينات والاحصاءات البيولوجية في معهد برود في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا وفي جامعة هارفارد، ان الافتراق التاريخي بين هذين النوعين الحيين قبل 6.3 مليون عام، أدى فيما بعد الى قطيعة طويلة جدا بحيث انجب كل منهما سلالات مختلفة تماما. وتوصل العلماء الى هذا الاستنتاج بعد دراسة مقارنة للجينات البشرية وأقرب المخلوقات له بهدف وضع صورة عن أصل الانسان، اكثر دقة من اللوحة التي رسمها العلماء له الذين درسوا بقايا الهياكل العظمية المتحجرة.

ووفقا للنظرية الجديدة التي طرحها العلماء، فإن الشمبانزي والانسان كان لهما جد مشترك من القرود العليا عاش في وقت اقرب مما يعتقد، وان القطيعة لم تكن كاملة في البداية، لأن بعضا من النوعين، تناسلوا فيما بينهم على مدى 1.2 مليون عام بعد انفصالهما، ثم توجه كل نوع حي الى سبيله. وقال العلماء ان اصل الانسان يظل مشوشا، لأنه لم يتم بشكل «نقي» تماما. واستفاد العلماء من أحدث ما توصل اليه العلم في وضع الاطلس الوراثي (الجينوم) للانسان والقرود، وقالوا انهم عثروا على دلائل التناسل بين النوعين بعد مقارنة لجينوم كل منهما مع الآخر. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن اريك لاندر الباحث في معهد ماساشوسيتس، ان الافتراق بين النوعين «أحدث أثرا ملموسا في الجينوم البشري، الأمر الذي يسمح لنا بقراءته وتفسيره». وتفترض النظرية الجديدة ايضا أن أقدم العظام التي اكتشفت لـ«الانسان البدائي»، ومن ضمنها جمجمة تاومي التي يعود تاريخها الى 7 ملايين عام، وعثر عليها في تشاد عام 2001، ربما تعود الى سلالة من الجنس غير الهجين، الذي انقرض فيما بعد، كما تفترض انه لم يكن ابدا واحدا من اجداد الانسان.

على صعيد آخر تمكن باحثون بريطانيون من دحض نظرية تفرد الانسان وتمايزه عن الحيوانات الاخرى، بصنعه اللغة البشرية، بعد عثورهم على دليل على وجود اللغة لدى الحيوانات لدى دراستهم لنوع من القرود، التي تبدو وكأنها تستطيع تكوين.. جملة مفيدة.

وقال باحثون في جامعة سانت اندريوز في اسكتلندا، ان نوعا من القرود التي تمتاز باختلاف شكل أنفها وتعيش في حديقة غاشاكا غومتي الوطنية في نيجيريا، وتسمى «القرود ذات الأنف المعجون»، يمكنها تشكيل جملة بسيطة. وتركب هذه القرود جملة من عدد من الاصوات بشكل متتابع، للحصول على معان جديدة والتواصل بين افرادها.

ورغم ان الكثير من الحيوانات تصدر اصواتا مختلفة للاتصال في ما بينها، للتحذير من وجود حيوان مفترس مثلا، الا انه لم تكتشف حتى الآن دلائل على انها تتمكن من اضافة هذه الأصوات في سلسلة متتابعة، لتكوين جملة كما هو الحال لدى الانسان. ويفترض الاكتشاف الجديد، الذي نشر في مجلة «نيتشر» العلمية، ان بدايات بناء الجملة اللغوية، وهي العنصر الاساسي للغة البشرية، موجودة بشكل شائع، اكثر مما كان يعتقد حتى الآن لدى فصيلة الرئيسيات التي تضم القرود. وظهر ان هذه القرود ذات الأنف المعجون تصدر صوتين تحذيريين، الاول لتحذير الحيوانات الاخرى من اقتراب نمر، وصوت يشابه صوت السعال عندما يحلق نسر في السماء.

وقالت كيت ارنولد وكلاوس زوبربولر الباحثان في الجامعة، انهما درسا تشكيل سلسلة هذه الأصوات بطريقة جديدة وتوصلا الى ان سلسلة متتابعة من كلا الصوتين، أدت وظيفة جددة مختلفة تماما.

وتعيش هذه القرود في مجموعات تتألف الواحدة من قرد ذكر، وعدد من القرود الإناث، اضافة الى الاطفال. وعندما يلفظ القرد الذكر «جملته» اللغوية التي تتألف من ثلاثة مقاطع من الصوت الاول (نمر)، ويتبعها بأربعة مقاطع من الصوت الثاني (نسر)، فإنها تبدو وكأنها أمر موجه للآخرين كي يهبوا للحركة والبحث عمن ملجأ آمن لهم.

وتشير الدراسات العلمية الى ان الكثير من الحيوانات تتواصل مع بعضها بأصوات تعبر عن «كلمات» وليس بجمل لغوية، ويستطيع بعض الطيور مثل الببغاء محاكاة اللغة البشرية، بينما تتعامل القرود بينها بالأصوات التي تعبر عن «كلمات» خاصة بالوحوش. أما الدلافين والحيتان فإنها تنادي بعضها بـ«أغان» معقدة تعبر كل أغنية منها عن هوية الحيوان الشخصية. الا ان القرود ذات الأنف المعجون، تبدو وكأنها تمكنت من اكتساب سمات بدايات بناء الجملة اللغوية.