بوش يبحث مع سعود الفيصل علاقات البلدين وقضايا الشرق الأوسط والنفط

وزير الخارجية التقى تشيني ورايس تؤكد أهمية قدوم الطلبة السعوديين لأميركا

TT

أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس مباحثات في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي جورج بوش في إطار الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي السعودي الأميركي. وحضر اللقاء الأمير تركي الفيصل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة, والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو إن الرئيس بوش والأمير سعود الفيصل تبادلا حديثا استراتيجيا حول العلاقات بين البلدين والصراع في الشرق الأوسط، وأسعار النفط وموضوعات أخرى متفرقة.

وأضاف المتحدث أن الجانبين تطرقا كذلك إلى «مكافحة الارهاب والقضايا العسكرية والمشاكل القنصلية والسياسة الاقليمية». وكان سعود الفيصل اجرى اول من امس محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس‏، وعقدا مؤتمرا صحافيا في ختام المباحثات أكدا خلاله أن تأشيرات دخول الطلبة السعوديين إلى الولايات المتحدة كانت من ضمن ملفات الحوار المهمة. وأشارت رايس أن بلادها يهمها أن يأتي الطلبة السعوديون للدراسة في الولايات المتحدة بدون صعوبات حيث أن من يعرف أميركا ويتعامل مع شعبها يصبح أكثر تفهما للولايات المتحدة.

وعلمت «الشرق الأوسط» كذلك أن الوزير سعود الفيصل التقى خلال زيارته لواشنطن بنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني وعقيلته ومسؤولين بارزين في الكونغرس الأميركي وذلك أثناء حفل عشاء تكريمي أقامه على شرفه السفير السعودي في واشنطن الأمير تركي الفيصل. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن هناك علاقة خاصة عميقة وحميمية بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأميركي جورج بوش، وأن كلاهما يرغب في لقاء الآخر. وأضاف الفيصل ردا على سؤال لقناة الإخبارية السعودية عما إذا كان هناك زيارة مرتقبة للملك عبد الله إلى الولايات المتحدة الأميركية، أن الزيارة سيعلن عنها عندما يحدد موعدها.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مساء الخميس في مقر وزارة الخارجية الأميركية مع الوزيرة كوندوليزا رايس عقب ترأسهما لجلسات الحوار الاستراتيجي السعودي الأميركي في دورته الثانية. ووصف الأمير سعود الفيصل العلاقات الأميركية السعودية بأنها «ناضجة» مؤكدا أن كلا من البلدين ينظر إلى مصلحة الآخر بعين الاعتبار. وأشار إلى أن الجانبين بحثا ملفات عديدة ولا يوجد إلا القليل جدا مما لم يتم بحثه في الحوار المكثف.

وأعرب الفيصل عن رغبة واشنطن والرياض في احلال السلام بالمنطقة لمصلحة المجتمع الدولي ودول الشرق الأوسط مشيرا الى ان عملية الاصلاح في المملكة تتم من خلال الحوار بين السعوديين انفسهم استنادا الى رغبة الشعب السعودي نفسه في الاصلاح. وقال إن النظام التعليمي في المملكة يتم اصلاحه مشيرا الى ان هذا الاصلاح يصب في صالح المملكة ويؤهل الاطفال السعوديين للمنافسة مستقبلا ولا يقتصر الإصلاح على مناهج التعليم فقط.

وفي الشأن الاقتصادي أعرب سعود الفيصل عن استغرابه من ارتفاع اسعار النفط الى هذا الحد رغم وجود فائض من النفط الخام في الاسواق.

واوضح وزير الخارجية السعودي ان شركة «ارامكو» السعودية للنفط اعلنت عن خطط «لتحقيق توازن بين العرض والطلب» في اسواق النفط. وقال «ان هناك نقصا في قطاع المصافي في العالم ومعوقات مرتبطة ببعض جوانب الاستهلاك».

ومن جانبها عبرت وزيرة الخارجية الأميركية عن شكر الولايات المتحدة لقيام السعودية بزيادة انتاجها من النفط وضخ المزيد من الاستثمارات في مجال البنية الاساسية النفطية في المملكة التي تعد أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم. وقالت رايس ان أكبر دولة منتجة للنفط في العالم وأكبر بلد مستهلك لهذه المادة اتفقا على ان اسعارا مرتفعة للطاقة امر سيىء للاقتصاد الدولي. واضافت ان علينا «أن نحاول تأمين امدادات مستقرة على مر الايام»، معبرة عن «ترحيبها بالجهود التي تبذلها السعودية لزيادة انتاجها في الامد المتوسط وللاستثمار في بناها التحتية للطاقة».

وقالت رايس إن محادثاتها الثنائية مع ضيفها السعودي ركزت كذلك على عملية السلام في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الايراني ودعم الحكومة العراقية الجديدة والحاجة الى تفعيل قرارات الأمم المتحدة بشأن سيادة لبنان فضلا عن قضايا مكافحة الارهاب وبرامج التبادل الاقتصادية بين البلدين وعملية الاصلاح في المملكة لاسيما ما يتعلق منها بحقوق المرأة وسبل زيادة الاستثمارات الأميركية في المملكة ودعم التجارة الثنائية. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية إن التناحر بين القوى الأمنية في الأراضي الفلسطينية يخلق وضعا خطيرا، مؤكدة ضرورة وضعها تحت إشراف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وفيما يتعلق بالأزمة مع إيران قالت رايس إن الولايات المتحدة تواصل مساندة الجهود التي تبذلها الترويكا الاوروبية لايجاد حل تفاوضي مع ايران. وقالت ان هناك خططا لتبني قرارات بفرض عقوبات على طهران سواء فردية او جماعية بمنأى عن مجلس الأمن الدولي اذا ظهرت الحاجة الى ذلك.

وكان الحوار الاستراتيجي بين البلدين قد بدأ في شهر ابريل (نيسان) من العام الماضي بمبادرة من الرئيس الأميركي جورج بوش وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد وقد استضافت مدينة جدة السعودية الجلسة الاولى للحوار نصف السنوي في شهر نوفمبر الماضي وترأسها حينذاك الفيصل ورايس أيضا.