تشاؤم في أميركا حول نهاية العنف في دارفور واتهام حكومة السودان بالعنصرية

أعضاء في الكونغرس ينتقدون زيارة وزير سوداني لواشنطن

TT

أعرب أعضاء في الكونغرس الأميركي عن تشاؤمهم لاحتمالات نهاية «العنف والإبادة في دارفور»، وانتقدوا زيارة وزير سوداني لواشنطن، واعتبروها تنازلا من إدارة الرئيس بوش عن تحقيق هدفها المعلن بوقف «الإبادة» هناك.

وقلل دونالد بين، عضو الكونغرس الديمقراطي من ولاية نيوجيرسي، خلال جلسة استماع عن السودان أمس، من احتمالات نهاية العنف والإبادة في دارفور، وقال «نحن فشلنا. أعلنا الإبادة، وأعطينا أهل دارفور الأمل، لكننا نستمر في استضافة مهندسي الإبادة».

وأعرب بين عن خوفه من أن اتفاقية السلام في أبوجا، في نيجريا، ستجعل حكومة السودان تتلكأ في القضاء على الإبادة، وتعتقد أن الولايات المتحدة ستقلل ضغوطها عليها. وقال «تشتهر حكومة السودان بالتنصل من تنفيذ الاتفاقيات التي توقع عليها. ومعنى هذا أنها لن تتعاون معنا بعد أن وقعت على اتفاقية أبوجا».

واتهم بين، وهو أسود، حكومة السودان بأنها «لا تهتم بالسود»، وأن المسؤولين فيها يتصرفون «بعقلية السيد والعبد». وقالت ديانا واتسون، عضو الكونغرس الديمقراطية من ولاية كليفورنيا «يجب ألا نكرر أخطاء الماضي عندما حولنا مهندسي الإبادة الى مدافعين عن السلام. لقد سمحنا للإبادة بأن تتكرر أمام أعيننا. لم نفعل كل ما يجب أن نفعل». وقالت إنها تخشى من أن «اتفاقية السلام في دارفور شيدت على الرمال.. وليست نتاج مقاتلين قلقين تواقين الى السلام وإنما نتاج دبلوماسيين قلقين تواقين لقطعة من الورق».

وانتقد الاثنان زيارة علي أحمد كرتي، وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية، لواشنطن، واعتبروها إشارة تساهل من جانب إدارة الرئيس بوش في حملتها ضد حكومة السودان لوقف الإبادة في دارفور. وقالوا إنها ستغري حكومة السودان بأن الحكومة الأميركية ستقلل الضغوط عليها بعد أن وقعت على اتفاقية أبوجا. لكن جنداي فريزر، مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الأفريقية التي حضرت جلسة الاستماع، دافعت عن الإدارة، وقالت إنها تنسق مع المجموعة الدولية للقيام بجهود مشتركة لإنهاء الإبادة وأعمال العنف. وقالت «نحن نعمل على تأسيس تحالف دولي لتحقيق هذا الهدف». ووصفت فريزر اتفاقية أبوجا بشأن دارفور بأنها «فرصة تاريخية لبناء مستقبل هادئ وديمقراطي وآمن لشعب دارفور» على الرغم من اعترافها بأنه ما زالت توجد عقبات أمام تنفيذها.

وحضر الجلسة عبد الرحيم عرجي ارغا، من حركة تحرير السودان في دارفور، وهاجم حكومة السودان، وقال إن ميلشيا الجنجويد الموالية للحكومة تقتل الأبرياء وتغتصاب النساء. وأشار الى أن حكومة السودان اعتقلته ثلاثة أشهر في سنة 2003 لأنه دافع عن حقوق سكان دارفور.

الى ذلك قال مسؤول أميركي في مجال المساعدات الخارجية إن شحنات الأغذية الطارئة المتجهة الى إقليم دارفور السوداني ستساعد على تلبية 75 في المائة من احتياجات المشردين الذين يعانون من نقص المواد الغذائية وسط استمرار أعمال العنف.

وأضاف لويد بيرسون، مساعد مدير وكالة التنمية الدولية الأميركية، أن «الفجوات المباشرة في المساعدات الغذائية ستبقى» في دارفور على الرغم من شحن الولايات المتحدة بشكل عاجل 47600 طن متري من الأغذية. وأردف قائلا للجنة فرعية للعلاقات الدولية في مجلس النواب الأميركي «مع الشحنات الطارئة والشحنات الإضافية.. سيلبي ذلك نحو ما بين 70 و75 في المائة من المتطلبات الغذائية وغير الغذائية في دارفور» ومساعدة نحو 8. 2 مليون شخص.

ويسعى أعضاء مجلس النواب الى معرفة آخر تطورات الوضع في دارفور بعد أن وقعت الحكومة السودانية على اتفاقية سلام في وقت سابق من الشهر الجاري.