يفتتح الرئيس المصري حسني مبارك ظهر اليوم «السبت» أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي (المعروف باسم دافوس) في شرم الشيخ والذي يناقش على مدار ثلاثة أيام كافة القضايا المتعلقة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والملفات الساخنة بالمنطقة. وكشف رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة المصري، المنسق العام للمنتدى الاقتصادي العالمي عن ندوة ستعقد في إطار المنتدى لمناقشة سباق التسلح النووي والطاقة، يشارك فيها خبير إيراني وسوف يطرح الوجود الإيراني، مسألة الحلول السلمية المطروحة لمعالجة الأزمة النووية لإيران، فيما علمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس حسني مبارك سوف يؤكد في كلمته على ضرورة التوصل لصيغة تؤدي لإيجاد فرص للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن المقرر أن يعقد اجتماع بين الجانبين تحت رعاية مصرية حيث سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفنه ضمن الوفد الإسرائيلي الذي يضم شيمعون بيريس نائب رئيس الوزراء وإيزاك هيرتزوك وزير الإسكان، ووزير الخارجية السابق سلفان شالوم، عضو الكنيست الحالي. وحسب مصدر مطلع تحدث لـ«الشرق الأوسط» فإن بعض نقاط الخلاف في جدول أعمال اللقاء الفلسطيني الإسرائيلي ما زالت محل نقاش، حيث يصر الإسرائيليون على قصر المباحثات على بند واحد فقط هو قضية التمويل، في حين يرى الفلسطينيون ضرورة بحث الفرص المتاحة لاستئناف مفاوضات التسوية، ويحاول الجانب المصري التوفيق بينهما. وقال مصدر أميركي واسع الإطلاع، إن واشنطن طلبت من إسرائيل ضرورة البحث عن حلول لتوصيل الأموال الخاصة بالمساعدات الإنسانية للفلسطينيين وهو ما وافق عليه الجانب الإسرائيلي شريطة ان تكون الأموال بعيدة عن متناول حكومة حماس.
وأشارت المصادر إلي أن الجانب الأميركي سيحاول التركيز أيضا على إيجاد حلول للملف السوري اللبناني في ظل مشاركة وفد لبناني رفيع المستوى يضم إميل لحود رئيس الجمهورية وفؤاد السنيورة رئيس الوزراء وفواد صلوخ وزير الخارجية. وأشارت المصادر إلى أن الرئيس مبارك سيركز في كلمته الافتتاحية علي الأسس المطلوب الاتفاق عليها بين دول العالم حول سبل مكافحة الإرهاب مثل الوصول لعقد اتفاقية دولية شاملة تلتزم بها جميع الدول، والترتيب لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب يتم التنسيق له مع الأمم المتحدة حاليا ويدور النقاش حول تعريف الإرهاب وأسبابه على اعتبار أن هذين البندين هما العقبة الوحيدة أمام عقد المؤتمر مند سنوات طويلة. وأوضحت المصادر أن الرئيس مبارك سوف يستعرض خطوات الإصلاح التي اتخدتها مصر على المستوى السياسي والاقتصادي حيث سيؤكد مجددا على أن التطوير حاجه داخلية مصرية. ويحظى الملف العراقي باهتمام كبير، حيث يدور حديث في أروقة المؤتمر حول ترتيب لقاء بين عدد من الدول المجاورة للعراق لبحث كيفية الخروج من المأزق الأمني هناك حيث يشارك وفد عراقي رفيع يضم هوشيار زيباري وزير الخارجية وبرهم صالح وزير التخطيط وموفق الربيعي مستشار الأمن القومي وهمام حمودي رئيس لجنة صياغة الدستور والذي سيشارك في ندوة أيضا عن الحوار بين الأديان السماوية الثلاثة والتي اعتذر عن حضورها رئيس وزراء الدنمارك، وذلك حسب ما أكده مسؤول باللجنة المنظمة للمنتدى.
ويعقب كلمة الرئيس مبارك بيان يلقيه رئيس المنتدى كلاوس شواب يتضمن حاجة العالم الجديد ومنطقة الشرق الأوسط إلى الحوار ودعم ثقافة السلام من اجل مستقبل افضل للأجيال القادمة. ومن القضايا المطروحة بقوة في المنتدى عملية الإصلاح في الشرق الوسط ومنطقة الخليج، حيث سيعقد الجانب الأميركي لقاء حول الإصلاح في المنطقة ومن المنتظر ان يتحدث فيها روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية وجون سنو وزير الخزانة.
ومن جانبه قال احمد نظيف رئيس الوزراء المصري انه سوف يعلن عن مبادرات لجذب الاستثمارات العالمية ودعم التعليم لوضع الأساس لمستقبل الأجيال القادمة والتركيز على سبل حماية الطبقات محدودة الدخل وإعلان تأسيس مجموعة عمل مقرها القاهرة لمتابعة تنفيذ التوصيات التي سيتم التوصل إليها. كما ينظم علي هامش المؤتمر اجتماع لمجموعة دول الثمانية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويرأسه وزير المالية المصري يوسف بطرس غالي والذي سيطرح عددا من المبادرات تتعلق بتبادل الخبرات والتعاون في مجال الإصلاح المالي والاقتصادي.