هنية يتحدى عباس: «القوة التنفيذية» ستبقى.. وسنزيد عددها إذا تطلب الأمر

أبو مازن يتوقع سقوط حكومة «حماس» وعودة «فتح» للحكم

TT

تعهد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية امس بعدم حل القوة الامنية التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وقال انه مستعد لزيادة حجمها في تحد للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال هنية للمصلين في مسجد بمدينة غزة «أؤكد، لا يوجد في نيتنا ان نتراجع خطوة الى الوراء. القوة ستبقى وستدخل الى داخل الشرطة وستمارس عملها ضمن جهاز الشرطة واولوياتها حفظ الامن الداخلي، واذا تطلب الامر زيادة عدد هذه القوات سنفعل». وقال هنية ان عباس وافق على تشكيل القوة التي تقودها «حماس» وهو تأكيد نفاه مساعدون لعباس.

كما تعهد هنية بألا تخفف «حماس» التي يدعو ميثاقها الى تدمير اسرائيل موقفها كما تطالب الدولة اليهودية والقوى الغربية. واضاف «لن نخطو خطوة باتجاه الاعتراف بشرعية المحتل على الارض الفلسطينية».

وشهد قطاع غزة في اليومين الماضيين توترا شديدا في اعقاب بدء القوة التنفيذية عملها، سيما بعد قرار ابو مازن نشر الاجهزة الأمنية الفلسطينية في أرجاء قطاع غزة رداً على خطوة الحكومة. الى ذلك نفت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطينية الأنباء التي ترددت حول وقوع اشتباكات بين القوة التنفيذية المساندة، وبين الشرطة الفلسطينية في مدينة غزة. وقال خالد أبو هلال، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن «مجموعة من المشبوهين أطلقوا النار على قوات الشرطة والقوة المساندة في محاولة لإحداث وقيعة بينهم».

وعقب الحادث شهدت مدينة غزة انتشارا مكثفا لقوى الأمن الفلسطيني والقوة المساندة في محاولة لضبط الامن ومنع حدوث أي اشتباكات. يذكر أن مصادر فلسطينية أعلنت عن إصابة أربعة فلسطينيين بينهم عنصران من الشرطة الفلسطينية في تبادل لإطلاق النار بين قوة للشرطة الفلسطينية ومسلحين مجهولين أطلقوا النار على دورية للشرطة الفلسطينية قرب مقر «الجوازات» وسط مدينة غزة في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية.

من جهتها حذرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من ان التناحر بين القوى الامنية يخلق وضعا خطيرا في الاراضي الفلسطينية، مؤكدة ضرورة وضعها تحت اشراف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقالت رايس ان نشر وحدات مسلحة تابعة للسلطة التي تهيمن عليها «فتح» واخرى للحكومة التي شكلتها حركة «حماس» ادى الى جو من «التوتر الشديد» في الاراضي الفلسطينية. واضافت «نعتقد ان الرئيس عباس الذي نرى انه يتمتع بثقة الشعب الفلسطيني يجب ان يكون قادرا على ممارسة مسؤولياته كرئيس للبلاد».

الى ذلك قالت صحيفة «يديعوت احرونوت» كبرى الصحف الاسرائيلية في عددها الصادر أمس إن ابو مازن قال في اجتماعات مغلقة جرت أخيرا إن الحكومة الفلسطينية بزعامة هنية ستنهار قريباً وستجرى انتخابات تشريعية في غضون ثلاثة أشهر. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين اوروبيين التقوا ابو مازن أخيرا عنهم قولهم إن ابو مازن اشتكى من أن حكومة «حماس» لا تحرك ساكناً من اجل وقف «عمليات الارهاب» ضد اسرائيل، ولا تساهم في زرع الأمل في نفوس الفلسطينيين والمجتمع الدولي عبر القيام ببعض الخطوات، منها الاعتراف بإسرائيل، واعلان الالتزام بالاتفاقيات الموقعة معها.

وحسب الصحيفة فقد طمأن ابو مازن الدبلوماسيين الأوروبيين بأن أي انتخابات ستجرى ستؤدي الى فوز حركة «فتح» وعودتها للحكم مجدداً. واشار الى أنه قام أخيرا بجهود كبيرة من أجل توحيد حركة «فتح»، وأن هذا السبب وراء قراره التوجه قريباً لعقد لقاء «صلح» مع امين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية. واشارت الصحيفة الى أن ابو مازن يحاول اقناع المجتمع الدولي بأن الانقلاب السياسي في السلطة الفلسطينية اصبح وشيكاً، وأن على العالم تقديم الدعم له وللأجهزة الأمنية التي تحت إمرته.