أولمرت عشية سفره إلى واشنطن: أحمد الله على أنه خلق بوش ورايس وأميركا

مخاوف إسرائيلية من انتقال الرفض الأوروبي لخطة الفصل الأحادية الجانب إلى أميركا

TT

مع اقتراب موعد سفر رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، الى واشنطن غدا، ابدت مصادر في الساحة السياسية الاسرائيلية علامات قلق من الموقف الأوروبي الرافض لخطة الفصل الأحادية الجانب التي يحملها، والخوف من أن يكون هذا الرفض قد أثر على مواقف الرئيس الأميركي، جورج بوش، من الخطة.

وحسب مصادر اسرائيلية مطلعة، فإن أولمرت تلقى اشارات من الولايات المتحدة تطلب منه أن يخفف من الحديث في واشنطن عن هذه الخطة. وقالت هذه المصادر ان الرئيس بوش ليس معنيا بالدخول في مواجهة مع الأوروبيين في هذه المرحلة، إذ انه يحتاج اليهم في معركته مع ايران ولا يريد ما يشوش على علاقاته بهم. ولذلك فإنه سيحاول التوصل الى صياغات مع أولمرت تكون مقبولة على حلفائه الأوروبيين وتعطي اجابات على تساؤلاتهم. على سبيل المثال فإن الأوروبيين منزعجون من حديث أولمرت عن تحديد الحدود النهائية لاسرائيل من دون اتفاق مع الفلسطينيين، وهم يرفضون فكرة الخطوات الأحادية الجانب لأنها تدل على تجاهل واستخفاف بالفلسطينيين. وهم يحملون اسرائيل مسؤولية انهيار الخدمات الصحية والنقص في المواد الغذائية في قطاع غزة. وحاول رئيس الوزراء الاسرائيلي توجيه رسائل طمأنة الى واشنطن حول هذه المواضيع تعبيرا عن التقاطه رسالة البيت الأبيض. فقال في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، نشرت أمس، انه سيصل في مرحلة متقدمة من مسار خطته الى تنسيق كامل مع الفلسطينيين في خطة الفصل القادمة. وقال ان هذه الخطة ستبحث مع الرئيس بوش فقط في خطوطها العريضة، وانه يفضل عليها اجراء مفاوضات مع السلطة الفلسطينية ولكنه يريد أولا أن يرى جهودا فلسطينية حقيقية لمحاربة الارهاب وتفكيك تنظيمات الارهاب ووقف العنف. فقط في حالة امتناع الفلسطينيين عن التجاوب مع الرغبة الدولية في هذا الشأن، سيتجه الى الإجراءات الأحادية الجانب، وانه سيفعل ذلك لأنه لا يريد السماح لقوى الارهاب بفرض أجندتها ويريد تحريك المسيرة السلمية بطريقة أخرى. وقال ان أحد أهداف خطته الأساسية هو انهاء السيطرة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني واتاحة الفرصة أمام هذا الشعب لاقامة دولته المستقلة الى جانب اسرائيل.

وأغدق أولمرت بالمدائح، في هذه المقابلة، على الرئيس جورج بوش وادارته وقال: «انني أصحو من النوم كل يوم وأقول لنفسي انني أحمد الله على انه خلق أميركا وأحمده على انه خلق الرئيس بوش وخلق وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. فهؤلاء أناس تستطيع أن تتحدث اليهم براحة، تستطيع أن تستشيرهم وتستطيع ان تفوز بنصائحهم وتأييدهم». وقال انه يرى في بوش شريكا كبيرا له، وانه يتمنى على الرئيس بوش أن يقبل به أيضا شريكا. من جهته قال مسؤول اميركي رفيع ان الرئيس بوش سيحث اولمرت على عدم اتخاذ اي قرارات قد تضر بأي اتفاق سلام مستقبلي في الشرق الاوسط حين يشرح له اولمرت خطته المنفردة بشأن مستقبل الضفة الغربية. ولم يعرب المسؤول عن رأي محدد في خطة اولمرت لكن كوندوليزا رايس تركت الباب مواربا امام امكانية موافقة واشنطن على خطوات اولمرت الاحادية الجانب المقترحة. وقال المسؤول الاميركي ان اي تصديق على الخطة سيتطلب فترة مناقشات طويلة.

ومن المتوقع ان يضع بوش واولمرت في محادثاتهما الثلاثاء المقبل استراتيجية لفرض العزلة على «حماس» وفي الوقت نفسه تفادي حدوث ازمة انسانية في المناطق الفلسطينية. وصرح المسؤول الاميركي بان واشنطن ستشجع اولمرت على عقد محادثات مع الرئيس الفلسطيني المعتدل محمود عباس. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي قد صرح يوم الاربعاء بانه مستعد للقاء عباس لكنه لا يتصور امكانية احراز اي تقدم من المحادثات ما لم تخفف حكومة «حماس» من تشددها.