الجيش اللبناني يؤكد تعزيز مواقع لـ«فتح ـ الانتفاضة»

وفاة مجند أصيب برصاص مسلحين فلسطينيين

TT

قضى المجند في الجيش اللبناني العريف مصطفى مثلج امس متأثراً بالجروح التي كان اصيب بها الاربعاء الماضي جراء تعرض دورية كان في عدادها لرصاص مسلحين فلسطينيين تابعين لحركة «فتح ـ الانتفاضة» نصبوا مكمناً في منطقة دير العشاير ـ ينطا قرب الحدود اللبنانية ـ السورية عند السفح الغربي لجبل الشيخ في البقاع الغربي. ونعت قيادة الجيش المجند الشهيد، في بيان اصدرته امس تضمن نبذة عن حياته تشير الى انه من مواليد بلدة بقرصونا ـ قضاء الضنية (شمال لبنان). وأصدرت القيادة بياناً آخر ذكرت فيه انه «ليل الاربعاء ـ الخميس جرى تعزيز المراكز الفلسطينية الموجودة في المنطقة (عيتا الفخار ـ ينطا) بالعديد والاسلحة من قبل فتح ـ الانتفاضة. وقد اتخذت قوى الجيش الاجراءات الميدانية المناسبة لمنع استحداث مراكز جديدة». وافادت انه «تم التعرف الى هوية بعض الفلسطينيين مطلقي النار على الجيش. وسيصار الى ملاحقتهم وتوقيفهم لإحالتهم الى القضاء المختص».

وأجرى رئيس الجمهورية العماد اميل لحود اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد ميشال سليمان واطلع منه على الوضع الأمني في منطقة البقاع والاجراءات التي اتخذها الجيش للمحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة. وقدم تعازيه باستشهاد المجند مثلج. وطلب من العماد سليمان نقل تعازيه الى عائلة المجند الشهيد، مجدداً ادانته الشديدة للاعتداء الذي تعرض له الجيش في تلك المنطقة.

كذلك اتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بقائد الجيش معزياً باستشهاد المجند «مثلج الذي استشهد نتيجة الحادث المؤلم والمؤسف والخطير في آن واحد الذي وقع في ينطا» مستغرباً «ان تعاد الى الذاكرة بداية الحرب الفتنة (عام 1975) التي بدأت شرارتها باشكالات بين لبنانيين وفلسطينيين، كأنه لا تكفي المؤامرات التي تحاك على المنطقة وخصوصاً على لبنان وسورية وفلسطين حتى نضيف اليها مؤامرات داخلية وبأيدينا».

واجرى النائب سعد الحريري، الموجود حالياً في روسيا للقاء رئيسها فلاديمير بوتين، اتصالاً هاتفياً بالعماد سليمان معزياً بالمجند مثلج. وكرر ادانته الشديدة للاعتداء على الجيش اللبناني، مشيداً بـ«الدور الذي يقوم به الجيش للحفاظ على أمن المواطنين وسيادة الوطن». هذا، واستمرت امس ردود الفعل المستنكرة للاعتداء على دورية الجيش اللبناني من قبل المسلحين الفلسطينيين. وفي هذا الاطار، قال الرئيس الاسبق للحكومة د. سليم الحص: «ان الاعتداء الذي تعرضت له وحدة من الجيش اللبناني من جانب جماعة مسلحة من تنظيم فتح ـ الانتفاضة كان مثار استنكار اجماعي بين اللبنانيين والفلسطينيين على السواء. ولم يكن للاعتداء اي مبرر بطبيعة الحال. ونحن نعتبر ان اي اعتداء على الجيش اللبناني هو خدمة مجانية للعدو الاسرائيلي. ولا نفهم كيف ان جهة فلسطينية يمكن ان تقدم على مثل هذا العمل المدان. والحادث المؤسف انما يعزز الدعوة الى العمل جدياً على تطبيق ما اتفق عليه في مؤتمر الحوار الوطني في ما يتعلق بإزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات».

وأصدر مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً استنكر فيه الاعتداء على الجيش. وجاء في البيان: «أليس غريباً ان تتنصل رئاسات وأحزاب وتيارات ومقاومات من الاعتداء على الجيش اللبناني الذي ترفض امرته او ربما حتى اي دور له في اطار ما يسمى الاستراتيجية الدفاعية؟ أليس غريباً الا تحرك قوى سياسية ساكناً عند التعرض للجيش اللبناني، بينما هي لا تكف عن الاتهام بالعمالة تحت شعار رفض التدخل بالشؤون الداخلية؟».

وأضاف البيان: «يبدو ان بعض القوى قد انزعجت من زيارة قائد الجيش الى الاردن ومن الدعم الذي وعد به الملك عبد الله الثاني، لأن ذلك يسيء الى ارتباطاتها الاقليمية والى مصالحها مع عواصم وجبهات خارج الحدود، ويعطل امكانية معالجة حالة الأمن بالتراضي ولو بالتراضي».

وعلى صعيد ذي صلة، زار امس امين سر حركة «فتح ـ الانتفاضة» ابو فادي حماد، الوزير السابق وئام وهاب. وتناول البحث الحادث بين الجيش وعناصر من الحركة وقال حماد: «نؤكد حرصنا الشديد على علاقتنا مع الجيش اللبناني الذي قدم التضحيات ويحمل عقيدة وطنية. ونحن نسأل: لمصلحة من هذه الافتراءات والأكاذيب؟ وما هو الهدف منها؟ ونحن قلنا لأكثر من طرف اننا نطالب بتشكيل لجنة تحقيق».