الداخلية السعودية: تكرار الزيارة ممكن لذوي المفرج عنهم من غوانتانامو

أم مسنة: الاشتباه باسم ابني ضمن المفرج عنهم جعلني أعيش وهما

TT

لم تكف «أم عثمان»، والدة عثمان أحمد الغامدي، والتي تقطن في مدينة الباحة ـ جنوب السعودية ـ عن ذرف الدموع عقب إخطارها خلال اتصال هاتفي من قبل وزارة الداخلية، بأن من تم تسلمه ضمن الخمسة عشر كان عبد الرحمن عثمان الغامدي وليس ابنها الذي حلمت برؤيته، وأن ورود اسم نجلها كان مجرد اشتباه بالاسم، لتعود أدراجها خالية الوفاض.

وفي حديثها مع «الشرق الأوسط»، ذكرت «أم عثمان»: «إن حالي لا يختلف عن باقي أمهات المعتقلين ومشاعري لا تقل ألما عنهن». ورغم غبطتها ومشاركتها لفرحة أمهات المفرج عنهم إلا أنها تمنت لو أنها كانت من بين اللواتي سررن بالنظر إلى أبنائهن. موضحة أن ابنها عثمان حرمت من رؤيته منذ ما يقارب الخمسة أعوام، عندما كان لا يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره، والذي غاب عن ناظريها بحجة السفر إلى المنطقة الشرقية، إلا أنها وكما أوضحت انتقل «عثمان» إلى باكستان وكما أخطرهم في اتصال هاتفي، حيث التحق بجماعة «التبليغ» للعمل في مجال الدعوة.

وعبرت «أم عثمان» عن أملها في أن يدرج اسم ابنها والذي يبلغ حاليا من العمر 29 عاما ضمن دفعة المفرج عنهم لاحقا، فيما لم تنفك خلال حديثها مع «الشرق الأوسط» عن السؤال: «هل لديكم أي معلومات متوفرة بشأني ابني؟».

وكان آخر عهد «أم عثمان» بأحوال ابنها وأخباره منذ عامين بعد قراءة الرسالة الأخيرة والوحيدة التي وصلت إليها ضمن خمس رسائل ارسلها لها.

ورغم خيبة أمل «أم عثمان» السيدة المسنة وعودتها إلى لائحة المنتظرين بقيت أنظار ذوي المفرج عنهم في بهو أحد فنادق العاصمة السعودية «الرياض» متسمرة أمام بوابات الفندق انتظارا لوصول حافلات النقل الثلاث والتي ستتكفل بنقل الدفعة الجديدة إلى مقر أبنائها.

ولأول مرة كان اشتداد حرارة الأجواء رغم أجهزة التكييف مبررا لذوي المعتقلين المفرج عنهم من سجون غوانتانامو، فمنهم من خارت قواه جراء قسوة لحظات الانتظار، وآخرون استعانوا بتبادل أطراف الحديث لقتل الوقت الذي كان لا يقل مرارة عن سنوات الانتظار.

مدن سكاكا، وخميس مشيط، والمنطقة الشرقية، ومدينة الباحة التي أتت منها «أم عثمان» وغيرها كانت نقاط انطلاق الأهالي، وكان ما يقارب الأربع عشرة امرأة تحلقن في حلقات مختلفة مع أطفالهن، لرسم مشهد اللقاء، فهل سيكون الاحتضان كافيا أو ارتفاع أصوات «الزغاريد»، وهل ستتمكن من تفسير ملامح ابنها أو زوجها أم أنها ستجهله وتستغربه. إلا أن أحمد المري، شقيق المعتقل المفرج عنه خالد راشد المري، بقي طوال ساعات الانتظار عاجزا عن نظم المفردات والعبارات التي ستسعفه لتبرير غياب والده، الذي توفي قبل شهر واحد من إطلاق سراحه جراء وعكة صحية ألمت به.

من جهته، أوضح اللواء منصور التركي المتحدث الأمني الرسمي لوزارة الداخلية أن زيارات المفرج عنهم مستمرة، مبينا أن اختلاف الأوقات يعود إلى اختلاف أماكن إقامة ذويهم وأسرهم ومواعيد وصولهم إلى مدينة الرياض بالإضافة إلى عدد الزوار. ونوه التركي إلى أن الجهات المختصة التابعة لوزارة الداخلية تعمل على تذليل كافة أنواع العقبات التي قد تعترض الأسر بما في ذلك تذاكر السفر والحجوزات والإقامة في الفنادق بالإضافة إلى المواصلات.

وكشف أن تكرار الزيارة ممكن لذوي المفرج عنهم، وإنما وفق ترتيبات محددة أو للظروف الأسرية الخاصة.