إصابة مدير المخابرات الفلسطينية ومقتل أحد مرافقيه و«حماس» تدعو إلى عدم التسرع بالاتهامات

انفجار غامض في مقر المخابرات والعميد شنيورة يهم بدخول المصعد

TT

أصيب مدير المخابرات الفلسطينية العميد أحمد شنيورة المعروف بطارق أبو رجب، وقتل أحد مرافقيه، وجرح اثنا عشر آخرون في انفجار غامض وقع في مقر قيادة المخابرات في منطقة «السودانية»، شمال قطاع غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن الانفجار وقع عندما كان العميد شنيورة يهم بدخول المصعد في مقر الجهاز. واشارت الى أن شنيورة أصيب بجراح خطيرة، حيث نقل الى مستشفى «دار الشفاء» في غزة، وأدخل الى غرفة العمليات، كما علم أن اصابة اثنين من مرافقيه خطيرة. وكان ابو رجب قد تعرض قبل عامين لمحاولة اغتيال اسفرت عن اصابته بجراح.

وقالت المصادر ان مرافق ابو رجب الذي قتل في الحادث هو علي رمضان أبو حصيرة، 43 عاما. من ناحيته، تراجع خالد ابو هلال الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطينية عن روايته السابقة للحادث التي أكد فيها أن الحادث وقع جراء سقوط قنبلة من أحد مرافقي ابو رجب. واضاف أن «الأمر غير دقيق ونحن الآن ننتظر ما ستسفر عنه لجنة التحقيق». ونوه بأن وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام دعا قادة الاجهزة الأمنية الفلسطينية الى اجتماع عاجل في مقر الوزارة في غزة لمناقشة تداعيات موضوع الانفجار، مشدداً على أن وزارة الداخلية شكلت لجنة تحقيق في الحادث. ولم يستبعد توفيق الطيراوي نائب ابو رجب مسؤولية «حماس» عن الهجوم، مشيرا الى ان الحركة كانت مسؤولة عن محاولة الاغتيال السابقة. وقال كل شيء محتمل ولا نستبعد أي شىء الآن.

وأعرب ابو هلال عن أمله في ان يكون الانفجار قد وقع بشكل عرضي وان لا يقف وراءه احد، مشدداً على انه في حال كان بفعل فاعل فانه يعتبر عملا إجراميا موجها ضد احد القيادات الميدانية. واشار ابو هلال الى حقيقة أن مقر المخابرات الفلسطينية هو «قلعة أمنية حصينة فيها كل انواع الاجراءات والاحتياطات الأمنية، بما فيها كاميرات تصوير»، في اشارة الى صعوبة تسلل احد الى داخل المبنى. وحث المسؤولون الفلسطينيون على التروي وعدم اطلاق التصريحات الاعلامية المتسرعة «حتى لا يكونوا أبواقاً تفجر ساحتنا الداخلية». وأضاف أن كل ما حدث «سيكون موثقاً بالصوت والصورة وبمجرد تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ما الذي حدث بالضبط سيكون واضح لكل شعبنا وسنعلن النتائج». ودعا الى انتظار التحقيق في الحادث قائلاً «فلينتظر الجميع نتائج التحقيق، ولا داعي للتحليلات، لا داعي لتوجيه أصابع الاتهام لهذه الجهة أو تلك».

وقال أبو هلال «لا داعي لتوتير الأجواء في الساحة الفلسطينية، خصوصا أن ساحتنا الفلسطينية فيها الكثير من الأيدي الخفية التي تبذل جهدها من أجل إثارة الفتنة في الساحة الفلسطينية وهناك أيد خبيثة أقصد بها جهات عميلة تطلق النار في اتجاه «حماس» مرة،ومرة باتجاه «فتح» ومرة باتجاه الشرطة»، على حد تعبيره. وحذر من مغبة «الانجرار وراء مخططات عملاء الاحتلال الإسرائيلي الذين يحاولون جر الشعب الفلسطيني إلى مستنقع الفتنة». من ناحيته، اصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليماته لتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لكشف ملابسات محاولة اغتيال ابو رجب، وضرورة سرعة التحقيق لمعرفة المسؤولين عن هذه المحاولة ومحاسبتهم. واعربت الحكومة الفلسطينية برئاسة اسماعيل هنية عن اسفها الشديد لحادث الانفجار الذي وقع في مبنى المخابرات العامة في غزة. وقال الدكتور غازي حمد، الناطق باسم الحكومة في بيان صحافي أن هنية تابع تطورات الحادث مع وزير الداخلية سعيد صيام، والجهات المعنية، بهدف التحقيق في الحادث. وقام وزير الداخلية بتشكيل لجنة تحقيق في الحادث. وشدد على أن الحكومة معنية بالتحقيق في الحادثة ومعرفة أسبابها، مطالباً بعدم التسرع في إطلاق الأحكام والاتهامات المسبقة، لأن من شأن ذلك أن يزيد من الاحتقان والتوتر في الشارع الفلسطيني. من ناحية ثانية، شدد ابو هلال على عزم وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطينية عدم ترك أي فرصة لأي كان أن يخلق فتنة على الساحة الفلسطينية، قائلاً «إن قوة الإسناد ستكون إدارة عامة في جهاز الشرطة الفلسطينية وسترتدي الزي الأزرق زي الشرطة الفلسطينية، وستكون مساندة لإخوتنا في الشرطة، ولن تكون بديلة لأحد، ولن تقصي أحدا من مكانه على الساحة الفلسطينية».

يذكر ان هذه القوة تابعة لـ«حماس»، وتعتبرها السلطة الفلسطينية غير شرعية.