أولمرت سيركز على إيران في محادثاته مع بوش

المستوطنون ينظمون مظاهرات هدفها منع الانسحاب ووزير لا يتوقع سلاما مع الفلسطينيين

TT

مع بدء زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، الى الولايات المتحدة، يطلق المستوطنون اليهود المتطرفون سلسلة مظاهرات ومسيرات ونشاطات احتجاجية أخرى في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، اليوم وغدا وحتى انتهاء الزيارة في يوم الأربعاء، وذلك في محاولة للتأثير على محادثات أولمرت لصالح قضيتهم. فهم يعطون الاشارات للغرب عموما، وللأميركيين بشكل خاص، بأنهم لن يسلموا بأي انسحاب اسرائيلي من المناطق الفلسطينية المحتلة،وبذلك يساعدون أولمرت، إذ سيعتبر أي انسحاب يقترحه بطولة، حتى لو كان هزيلا وجزئيا.

وينوي المستوطنون بدء نشاطاتهم، اليوم، بجولة على جميع النقاط الاستيطانية التي تعتبر في اسرائيل غير شرعية كونها أقيمت من دون إذن الحكومة، وذلك بمشاركة ألوف المستوطنين وأنصارهم من قوى اليمين المتطرف في المدن الاسرائيلية. وسيقيمون مهرجانا خطابيا في إحدى تلك النقاط وتدعى «معاليه رحبعام» الواقعة ما بين نابلس ورام الله، إيذانا بالمعركة المقبلة ضد إخلاء هذه المستعمرات بقرار من المحكمة الاسرائيلية العليا. ويهدف المستطنون بذلك الى توصيل رسالة بأنهم سيقاومون إخلاء مستوطنات صدر قرار قضائي بإخلائها. ويقود هذه النشاطات جسم جديد من المستوطنين المتطرفين الذين لم يعودوا يعترفون بمجلس المستوطنات العام أو بإطار الحاخامات (رجال الدين اليهود). فقد قالوا ان تلك الأطر مركبة من قادة يقبضون مرتبات من الحكومة. والنشاطات الاحتجاجية التي يقومون بها رمزية محدودة ولا تعود بأي نتائج ملموسة على النضال ضد اخلاء المستوطنات. وأكدوا انهم ينوون ادارة معركة كبيرة واسعة تعرقل خطة اولمرت.

المعروف أن أولمرت سيغادر، اليوم، الى الولايات المتحدة في الزيارة التقليدية التي يقوم بها عادة كل رئيس حكومة اسرائيلية حال انتخابه. وهو يعلق عليها آمالا عظيمة، حيث يطمح الى اقامة علاقات وطيدة ومميزة مع الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي يعتبره «أكثر الرؤساء الأميركيين صداقة وحميمية تجاه اسرائيل منذ تأسيسها»، وقال عنه في نهاية الأسبوع: «انني أنهض من النوم وأحمد الله ألف مرة على انه خلق الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس والولايات المتحدة». وسيلتقي اولمرت بعد غد مع الرئيس بوش لمدة تزيد عن ثلاث ساعات، يتم خلالها تناول طعام الغداء وإجراء لقاء رسمي باشتراك المعاونين ولقاء انفرادي بأربع عيون من دون بروتوكول. وسيلتقي اولمرت كلا من نائب الرئيس، ديك تشيني، الذي تربطه به صداقة قديمة، ووزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، ومستشار الأمن القومي، روبرت هادلي، ووزير الدفاع، دونالد رامسفيلد، الذي سينظم له احتفالا خاصا في البنتاغون. كما سيلقي رئيس الوزراء الاسرائيلي خطابا أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب. وسيعقد اللقاءات مع قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة. وستتناول أبحاث أولمرت قضايا عديدة، في مقدمتها المسألة الايرانية. وسيحاول تقديم المزيد من البراهين على ان اسرائيل باتت هدفا أساسيا للهجوم الايراني.

وقد تم تقديم الموضوع الايراني على القضايا الأخرى بسبب الخلافات حول مشروع أولمرت لخطة الانسحاب الجزئي الأحادي الجانب من الضفة الغربية، حيث يشعر الأميركيون ان هناك معارضة واسعة في العالم العربي لهذه الخطة، كونها تمس بمكانة الرئيس محمود عباس (ابو مازن) وتقوي خصومه وتبث للفلسطينيين رسالة استعلاء اسرائيلية واستهتار بمكانتهم. ومع ذلك فإن الادارة الأميركية كانت قد أرسلت الى أولمرت العديد من التساؤلات التي تنتظر اجابات عليها. إلا ان الأمر الأساسي الذي يريده أولمرت من هذه الزيارة هو اقامة علاقات جيدة بينه وبين الرئيس بوش بمستوى العلاقات التي نشأت بين الرئيس ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، ارئيل شارون. وهذه، كما هو معروف، تحتاج الى بناء جسور للثقة وطرح قضايا ومواقف تدل على حرص اسرائيلي على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.

من جهة ثانية، أطلق وزير شؤون المتقاعدين في حكومة أولمرت، رافي ايتان، تصريحات متشائمة بالنسبة للعلاقات الاسرائيلية الفلسطينية. وقال ايتان، وهو أحد الزعماء السابقين لجهاز المخابرات الاسرائيلية الخارجية «الموساد»، «انه في المستقبل المنظور لا يمكن التقدم نحو توقيع اتفاق سلام ثابت مع الفلسطينيين وأن ما سيحدث هو توقيع اتفاقيات مرحلية ومؤقتة لا تجدي نفعا».