وزير الصحة الجزائري يعنف صحافية لأنها سألته عن نتائج تحقيق حول أدوية فاسدة

قال إنها طريقته في الحديث ولم يكن عنفا منه

TT

يواجه وزير الصحة الجزائري عمار تو فضيحة فجرتها صحف محلية، تداولت أمس الحديث عن لكمات وجهها الوزير لصحافية أثناء تغطية منتدى حول داء السكري. وهو ما نفاه الوزير «الملاكم» بشكل قاطع، وسارع إلى مراسلة رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وقيادة الحزب الذي ينتمي إليه «يشرح فيها بالضبط ما حدث».

يذكر زملاء الصحافية جميلة لوكيل، التي تشتغل مراسلة لجريدة «ليبرتي» بولاية وهران (450 كلم غرب)، أنها استفسرت الوزير عمار تو حول نتائج تحريات أجرتها الوزارة بشأن تسويق واستهلاك أدوية فاسدة، وندرة الدواء المضاد للسرطان في وهران. وقد ألحت في معرفة التفاصيل، مما أثار أعصاب الوزير المعروف بروحه الخفيفة، خاصة مع الإعلاميين، فقال لها «إنك تحشرين أنفك في ما ليس لك فيه»، ووجه لها كلاما، فسر بأنه يتهمها بتصفية حساب مع شخص ما. واشتدت حدة اللهجة بين الشخصين، حسب رواية صحافيين تابعوا المشهد، وامتدت يد الوزير اليمنى إلى صدر الصحافية فضربها عدة مرات وقال لها «إنك قليلة الأدب»، فغضبت الصحافية، وتدخل مرافقو الوزير لإنهاء المواجهة. وبعد مساع من الصحافيين هدأت نفس جميلة وناداها عمار تو وضمها إلى صدره معبرا عن اعتذاره. ويحتفظ عمار تو برواية مغايرة للواقع، ففي لقاء مع «الشرق الأوسط» جرى بالصدفة بمقر حزب «جبهة التحرير الوطني»، الذي ينتمي إليه، قال وزير الصحة إنه لم يضرب الصحافية، بل إن «الأمر لا يعدو أن يكون أنني وضعت يدي عليها لما كنت أشرح لها وجهة نظري، وتلك طريقتي في الحديث ومن يعرفني من الصحافيين يدرك أسلوبي هذا في التواصل ولم أكن أبدا غاضبا، ناهيك من وجود أي نية في ضرب الصحافية». وتابع تو: «صحيح أن الصحافية غضبت، لكن المياه عادت إلى مجاريها بعد دقائق». وسألت «الشرق الأوسط» الوزير إن كان يخشى أن تؤثر الحادثة على مستقبله في الحكومة، في ضوء الحديث عن تعديل حكومي وشيك جدا، فقال: «لست أدري، لكن الأكيد أن ما كتبته الصحافة عن القضية لا يعكس الحقيقة وقد راسلت الجرائد شارحا ما حدث بالضبط». وقالت مصادر مطلعة، إن الوزير بعث في الصباح الباكر رسائل إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وأمين عام جبهة التحرير، يقدم فيها روايته للواقعة.