خسائر كبيرة في صفوف القوات الدولية في معارك أفغانستان

أميركي وفرنسيان ضمن الضحايا.. وطالبان تنفي أسر قائدها داد الله

TT

أفاد مسؤولون عسكريون بأن معارك عنيفة اندلعت مجدداً امس في جنوب أفغانستان، وان القوات الدولية والأفغانية تكبدت خسائر على أيدي عناصر طالبان. وتعد هذه المعارك المتواصلة منذ أيام الأشرس من نوعها منذ اطاحة نظام طالبان عام 2001 وتأتي في وقت يلتحق آلاف الجنود التابعين لحلف شمال الاطلسي الى قوات حفظ السلام الدولية بجنوب افغانستان.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد عسكري قوله من موقع الحادث في منطقة هلمند التي تسيطر عليها طالبان، ان نحو 20 آلية تابعة للجيش الأفغاني تعرضت لهجوم صباح امس، وان ست آليات فقط تمكنت من الفرار، بينما بقيت الآليات الاخرى التي تحمل نحو50 جنديا في مكان الهجوم، مؤكدا ان هؤلاء الجنود محاصرون ولا يزال مصيرهم مجهولا. وأضاف قائلاً: «من المحتمل اننا منينا بخسائر جسيمة في الأرواح. هذه كارثة».

من ناحيتها، ذكرت اللفتنانت تمارا لورنس المتحدثة باسم قوات التحالف ان «قوات التحالف وقوات الجيش الافغاني اشتبكت (صباح امس) مع مقاتلي الاعداء في هلمند، وقتل اربعة من الجنود الافغان وجرح 12 آخرون». وذكر قائد بارز في الجيش من جنوب افغانستان، أن جنديا قتل وجرح أربعة في المنطقة في وقت متأخر من الجمعة في معركة قتل فيها ستة من مقاتلي طالبان.

من ناحية أخرى، أفاد مصدر عسكري بأن جنديا أميركيا قتل وجرح ستة آخرون امس في مواجهات بين متمردين وقوات التحالف في جنوب افغانستان. ووقعت المواجهات في محافظة اوروزغان عندما تواجه جنود افغان ومن التحالف الدولي مع عناصر من طالبان، اثناء «قيامهم بعملية لإرساء الأمن»، وفق ما جاء في بيان صادر عن التحالف. وأوضح البيان ان الجنود الستة الجرحى نقلوا الى مركز طبي قريب ووضعهم مستقر. واقر متحدث باسم طالبان ان خمسة من مقاتلي الحركة قتلوا، مؤكدا ان عشرات الجنود الافغان قتلوا. كذلك قتل جنديان فرنسيان ضمن قوات التحالف وجرح ثالث في معارك وقعت امس، حسبما افاد مصدر عسكري فرنسي. وكان قد قتل عسكري فرنسي في انفجار خلال عملية نزع الغام يوم الاثنين الماضي في شمال كابل، كما أعلن الجيش الفرنسي في بيان له نشر في العاصمة الافغانية.

وكان اشتباك وقع في منطقة قلعة موسى في هلمند يوم الاربعاء الماضي، وقال التحالف في بيان له اول من امس إن 60 مسلحا قتلوا إضافة الى 16 من رجال الشرطة الافغانية في الاشتباك. وشهدت العمليات العسكرية تصعيدا أخيرا في جنوب أفغانستان، إذ قتل نحو190 عنصرا من طالبان منذ الاربعاء في المنطقة، وهي الحصيلة الأكبر بالنسبة لمقاتلي الحركة منذ سقوط نظامها اواخر عام 2001.

وفي حين قالت القوات الافغانية امس انها تسعى للتحقق من هوية «عضو مهم جدا في طالبان» اعتقل الجمعة وقد يكون الملا داد الله، فان وكالة «رويترز» قالت انها تلقت اتصالا من شخص يزعم أنه الملا داد الله وانه نفى اعتقاله وتعهد بمواصلة القتال ضد القوات الافغانية والاجنبية. وقالت الوكالة ان مراسلها تلقى الليلة قبل الماضية الاتصال بعد ساعات من تقرير لهيئة الاذاعة البريطانية «بي. بي. سي» عن أسر الملا داد الله في اشتباكات عنيفة بقندهار جنوب البلاد. ونقلت «رويترز» عن الرجل «الذي يشبه صوته صوت داد الله» قوله: «أنا الملا داد الله، والتقارير التي تحدثت عن أسري ليست خاطئة فحسب، وانما مملوءة بالأكاذيب». وأضاف: «الاميركيون وأذنابهم يحاولون رفع معنويات جنودهم بنشر شائعات كاذبة». كذلك، نفى متحدث باسم طالبان، يدعى محمد حنيف، اعتقال داد الله، وقال انه تحدث معه عدة مرات منذ نشر تقرير اعتقاله.