.. والألمان يتعلمون الفرنسية

TT

شتوتغارت ـ د.ب.أ: يزداد ولع تلاميذ المدارس في ألمانيا بالفرنسية التي يختارونها لغة ثانية. ويعود بعض الفضل في ذلك لجولات تقوم بها سيدة فرنسية تدعى ستيفاني كورنيت.

ويتوقف الصبية والفتيات عن الهمهمة بمجرد دخول السمراء الجذابة إلى الفصل وتقديم نفسها.

وتقول كورنيت لسبعة وعشرين تلميذا أمامها باللغة الفرنسية «صباح الخير. اسمي ستيفاني». وتشير إلى فتى خجول أشقر «وأنت ما اسمك؟» وتأتيها الاجابة: «مايكل». فترد مبتسمة: «مايكل بالفرنسية هو ميشال».

ويدور كل الحوار باللغة الفرنسية. فهذه هي أهم قاعدة في زيارات كورنيت المدرسية؛ فهي تزور الفصول بناء على الطلب بهدف دعم الاهتمام باللغة الفرنسية. وتقول كورنيت «هي في الأغلب فصول دراسية يكون على التلاميذ فيها اختيار لغة أجنبية لدراستها أو فصول للمبتدئين الذين يحتاجون للحافز المعنوي».

وتجيد كورنيت، 25 عاما، حاليا اللغة الألمانية حيث تعيش في ألمانيا منذ خمس سنوات. وكورنيت سفيرة لغة فرنسية متجولة بولاية بادن ورتمبورغ منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهي واحدة من 12 شخصا يحصلون على رواتب من «مؤسسة روبرت بوش».

ولا تدفع المدارس شيئا مقابل زيارات كورنيت. فهذه الزيارات تمول من جانب مؤسسة روبرت بوش والسفارة الفرنسية ورعاة آخرين؛ منهم المسؤولون عن مشروع مشابه في فرنسا يشمل جولات للترويج للغة الالمانية في فرنسا. وكان الأب الروحي لهذه الفكرة هو هانز برينر الذي أدار معهدا ثقافيا ألمانياً في مونبلييه لمدة 30 عاما.

وتقوم كورنيت بأربع زيارات صباحية أسبوعية لأربع مدارس أو مراكز دراسية مختلفة. وتقول مؤكدة «لا أعطي دروسا.. فكل فصل مختلف وأعتمد بدرجة كبيرة على المزاج (البادي أمامي)».

وتعتمد عالمة اللغويات في أنشطتها بالفصول الدراسية على أشياء عديدة؛ منها ألعاب تعتمد على الذاكرة ولعب الورق والموسيقى حيث تقوم بتلقين الفرنسية من خلال تلك الاعمال التي تكون مُحببة للتلاميذ.

ويتوقف النشاط الذي تمارسه كورنيت، وكذا الموضوعات التي تختارها للمناقشة على سن الأطفال.

وتقول «هناك حكم مسبق بأن اللغة الفرنسية صعبة».

وهي دائما تذكر بأن «فرنسا ليست فقط باريس بل أيضا كورسيكا على سبيل المثال. ويتحدث الفرنسية 180 مليون شخص في 56 دولة».

وخبرة كورنيت بالأمر إيجابية إلى حد بعيد. فمرة طلب منها طفل عمره ست سنوات أن تكتب له في الاوتوغراف بينما كتب لها طفل عمره خمس سنوات خطاب حب.

وتعتزم كورنيت أن تواصل مهمتها اللغوية والثقافية لمدة عام آخر، وتشعر بأنها تعيش في ألمانيا وكأنها في وطنها.