السفير الأميركي ينسحب من احتفال «الاستقلال» الإريتري احتجاجا على خطاب أفورقي

الرئيس الإريتري شن هجوما على سياسة واشنطن إزاء النزاع مع إثيوبيا

TT

انسحب السفير الأميركي في اسمرة، اسكوت ديلسي، وغادر المنصة الرئيسية في استاد اسمرة، احتجاجا على خطاب الرئيس الاريتري، اسياس افورقي، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده الخامسة عشرة، والذي شن فيه انتقادات عنيفة على واشنطن لموقفها ازاء تمييع قرار ترسيم الحدود الاريترية ـ الاثيوبية، وسياساتها الدولية الحالية، وخصوصا في الخمسة عشر عاما الماضية.

وقال أفورقي في خطابه: «لقد علمتنا تجربة الخمسة عشر عاما الماضية بأن الحقبة التي نعيشها هي حقبة الهيمنة والاستحواذ والركود والجشع والانانية، وحقبة هيمنة القوة والافتراء وخلق الازمات والمشاكل من أجل إدارتها».

وأضاف الرئيس الاريتري: «وحقبة ان تضع سيادتك فوق سيادة الآخرين، وتنفي ذلك عن الآخرين، بالقول بأن لا معنى للسيادة، وذلك لتبرير الهيمنة والاستحواذ والعمل على إضعاف الدول والشعوب بتجزئتها وتقسيمها، وخلق النعرات بينها والاستمرار في السيطرة. وحقبة تنمية الارهاب واستغلال ذريعة القضاء على الارهاب للترويع والهيمنة، وحقبة السيطرة على مصادر الثروات والتجارة عبر إثارة القلاقل والصدمات الاقليمية لأجل الهيمنة والاستحواذ، وحقبة استخدام المنظمات الاقليمية والعالمية وتسييرها كأداة تنفيذ طيعة للاستمرار في السيطرة».

وتابع قائلا: «وحقبة أن تقسم باسم الله، وتعمل على سيادة التعسف والظلم والهيمنة والسيطرة، وحقبة المعايير المزدوجة، وحقبة انتهاك حقوق الانسان والشعوب، وعرقلة السلام والعدالة، وممارسة الظلم قولا بأن لا ضرورة للمقاومة، فلتحلحل الامور سلميا ودبلوماسيا».

وشدد على أن أدوات المهيمنين هم الفاسدون والمتسلطون الذين يقمعون شعوبهم بالقوة والانفلات أو عبر تجزئة الشعوب، وقال: «التضليل والخداع والتملق باتت من سمات الموضة الرائجة للحقبة التي نمر بها». ووصف الادارة الاميركية بأنها هي المسؤول الاول عن تمييع تنفيذ قرار ترسيم الحدود النهائي والملزم مع اثيوبيا رغم مضي اربعة اعوام، تحت حجج ومبررات واهية لا صلة لها بالقضية.

واعلن ان بلاده لا يمكن أن تتباحث حول قرار نهائي وملزم، وقال: «لا يمكن أن تنحرف الحكومة الاريترية والشعب الاريتري عن مسار القانون للدخول في متاهة مظلمة لا نهاية لها».ودعا مواطنيه الى التحمل وشد الأحزمة حتى تكتمل المشاريع الاستراتيجية الهامة في البلاد، وقال: «وبما ان هذه المصاعب آنية وزائلة، أذكر بضرورة ان يقوم الشعب بتنظيم معيشته واستهلاكه بما يتلاءم ويتجاوز تلك التحديات».

وحضر حفل الاستقلال الذي اتسم بدقة عالية في التنظيم وتقديم لوحات فنية وفولكلورية، نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، واعضاء السلك الدبلوماسي الاجنبي المعتمدون في اسمرة، اضافة الى آلاف المواطنين الذين امتلأت بهم مدرجات الملعب الرئيسي لكرة القدم بالعاصمة.

وقدم فقرات الحفل أكثر من ثلاثة آلاف من طلاب المدارس، اضافة لقطاعات القوات المسلحة المختلفة، والفنانين والمثقفين، في لوحات عكست تاريخ الشعب الاريتري النضالي، وإنجازات الدولة ما بعد الاستقلال.

ويعتقد الاريتريون بأن واشنطن ما زالت تمارس الظلم والاضطهاد ضدهم منذ أكثر من 60 عاما، حين ربطتهم باتحاد فيدرالي ظالم مع اثيوبيا وتناست نضالهم ودعمت الانظمة الاثيوبية المتعاقبة ضدهم.