الإبراهيمي: السودان أعطى الضوء الأخضر لاستقبال طلائع القوات الدولية في دارفور

الاتفاق على تكوين لجنة ثلاثية بمشاركة الاتحاد الأفريقي لبحث دور المنظمة الدولية

TT

اعلن موفد الامم المتحدة الى السودان الاخضر الابراهيمي امس ان الخرطوم اعطت الضوء الاخضر لزيارة بعثة مشتركة للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي الى دارفور، تمهيدا لاحتمال إرسال قوة حفظ سلام دولية الى الاقليم.

وقال الابراهيمي للصحافيين اثر اجتماعه مع الرئيس السوداني عمر البشير ان «هذا الفريق المشترك بين الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي سيبدأ بمشاورات واسعة ومتعددة في الخرطوم». واضاف ان هذا الفريق «سيتوجه بعد ذلك الى دارفور (غرب) لتقييم الحاجات الاضافية لبعثة الاتحاد الافريقي في السودان التي يجب تعزيزها فورا لانه ستترتب عنها مسؤولية اولية بتحفيز تطبيق اتفاق السلام» الذي وقع في الخامس من مايو (ايار) بين حركة تحرير السودان والخرطوم». وتابع ان «الفريق سيتكفل ايضا بتقييم جميع الحاجات تمهيدا لعملية انتقال بعثة الاتحاد الافريقي الى الامم المتحدة».

واتفقت الحكومة والامم المتحدة ايضا على تكوين لجنة ثلاثية تضم بجانبهما الاتحاد الافريقي لبحث الدور الذي يمكن ان تلعبه المنظمة الدولية في اقليم دارفور، في ختام مباحثات أجراها الابراهيمي المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان على مدى يومين مع المسؤولين السودانيين حول نشر القوات الدولية في دارفور. وأرسل الاخضر الابراهيمي برسالة اطمئنان للحكومة؛ مفادها ان المنظمة الدولية لا تفرض بعثة حفظ سلام في دارفور، وقال ان السودان دولة ذات سيادة لها الحق في قبول او رفض بعثة حفظ السلام الدولية المحتملة بدارفور. وشدد على ان المطلوب الآن هو تمكين الاتحاد الافريقي من القيام بالمهام المكلف بها.

وكشف عن اتفاق توصل اليه مع الحكومة في ختام جولة المباحثات مع كبار المسؤولين بالدولة التي اختتمها بلقاء رئيس الجمهورية ظهر امس، ينص على إرسال فريق مشترك من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي خلال الايام القليلة القادمة بغرض تقييم الاحتياجات الاضافية لبعثة الاتحاد الافريقي التي تتولى مسؤولية تنفيذ اتفاقية ابوجا في المرحلة الاولى ثم تقييم كل متطلبات الانتقال المحتمل للمهمة. وسيقوم الفريق باجراء مشاورات مع المسؤولين في الخرطوم قبل ان يزور دارفور ثم يعود الى الخرطوم للمزيد من المشاورات النهائية.

وقال وزير الخارجية الدكتور لام اكول في مؤتمره صحافى امس «ستبحث اللجنة الثلاثية الدور الذي يمكن ان تقوم به الامم المتحدة، ولان الاتحاد الافريقي هو من يقوم بدور مراقبة بند الترتيبات الأمنية بدارفور بموجب اتفاق السلام فيجب ان يشترك في بحث دور الامم المتحدة المستقبلي». وأضاف «الاتحاد الافريقي هو من قرر نقل تفويضه في دارفور الى الامم المتحدة ولا بد ان يوضح الاتحاد اي جزء من صلاحياته سيتم نقله للمنظمة الدولية».

وأبان وزير الخارجية ان المباحثات بين الحكومة والابراهيمي اسفرت عن اعتراف المنظمة الدولية بان اي دور لها في دارفور سيكون متفقا مع اتفاق سلام دارفور، وقال «ليس واردا اي دور للامم المتحدة في دارفور تحت الفصل السابع، واى قوات دولية اذا تمت الموافقة عليها ستكون قوات لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام وليس لفرض السلام». وأكد التزام الحكومة بتنفيذ اتفاق سلام دارفور، وقال «إن الاتحاد الافريقي قام بعمل جيد حتى تمكن التوصل لاتفاق سلام ويجب اعطاؤه الفرصة لجني ثمار عمله». وجدد حرص الحكومة على التعاون مع الامم المتحدة وقال «ليس لنا عداء مع المنظمة الدولية ولا ننكر اي دور لها لكن نريد ان نعرف مستوى التفويض الممنوح لبعثة دولية في دارفور وعدد القوات والانتشار وطبيعة المهمة».

وكشف الدكتور مجذوب الخليفة رئيس وفد الحكومة لمفاوضات ابوجا عن اتصالات تمت مع عبد الواحد محمد نور وآخرين من المجموعات التي لم توقع اتفاقية ابوجا بهدف حثهم وتشجيعهم على التوقيع.

وقال الخليفة إنه اكد لعبد الواحد ان ما يطالب به مضمون في الاتفاقية مثل قضية التعويضات والحواكير، طالباً منه الانضمام لركب السلام الذي اقتنع به الكثيرون. واكد رئيس وفد الحكومة للمجموعات الرافضة أن مناخ السلام بين أهل السودان يفتح مجالات واسعة في اطار المشاركة وتحقيق الاستقرار وعودة النازحين واللاجئين وإحداث التنمية الفاعلة.