مئات الآلاف يحيون الذكرى السادسة للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب

استنفار إسرائيلي عند الحدود وفي الأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية

TT

احتفل لبنان امس بالذكرى السادسة لتحرير معظم الأراضي المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي، عبر سلسلة احتفالات وزيارات الى مناطق محررة، تخللها القاء كلمات جددت تأكيد اهمية حماية المقاومة والتمسك بسلاحها، توجت باحتفال حاشد اقامه «حزب الله» في مدينة صور شارك فيه مئات الالاف من اللبنانيين. وفي المقابل وضعت اسرائيل قواتها قرب الحدود اللبنانية في حالة تأهب قصوى وسجلت تحركات آلية للجنود الاسرائيليين، فيما شوهدت زوارق بحرية حربية على حدود المياه الاقليمية، اضافة الى إلقاء قنابل مضيئة خلال الليل. كما افاد مندوب «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية اللبنانية، «بان الجيش الاسرائيلي وضع في حال الاستنفار القصوى على طول الحدود الجنوبية مع لبنان عموما، وحدود مزارع شبعا خصوصا، تحسبا لأي تطورات، لمناسبة الذكرى السادسة للتحرير». وأشارت الوكالة الى ان «جيش الاحتلال دفع في الساعات الـ24 الماضية العديد من الآليات المدرعة، بينها دبابات من نوع ميركافا وناقلات جند الى جبل الشيخ شرقا على جبهة المزارع، انطلاقا من محور المطلة غربا وحتى مرتفعات جبل الشيخ شرقا، ورصدت العديد من هذه الآليات تتمركز فجرا في مواقع الحماري ـ الضهرة ـ السماقة ـ العلم»، كما كثف الجيش الاسرائيلي من دورياته الجنوبية الشرقية لبلدة الغجر وفي وادي العسل وعند الطرف الشرقي لمزرعة بسطرة وفي التلال المشرفة على بركة النقار، في حين تم وضع العديد من اجهزة المراقبة في اكثر من نقطة مشرفة على المناطق المحررة الممتدة من المجيدية حتى الطرف الغربي لشبعا، كما بدأت ورشة عسكرية اسرائيلية مجهزة بعدة رافعات بأعمال تحصين وتدشيم من قوة مدرعة، وسمعت ظهرا سلسلة من الانفجارات داخل الطرف الجنوبي الغربي للمزارع المحتلة، كما اطلق موقع رمتا رشقات رشاشة ثقيلة بشكل متقطع في اتجاه الاطراف الشرقية لمزرعة بسطرة، في ظل تحليق شبه متواصل لطائرة استطلاع من دون طيار فوق خط التماس لجهة المزارع مع المناطق المحررة، في حين سجل تحليق شبه دائري لطائرات نفاثة ومروحيات في اجواء المزارع على مدار الساعة.

كما كثفت قوات الطوارئ الدولية من دورياتها على طول المنطقة الممتدة من مستعمرة المطلة حتى جبل الشيخ، في حين حلقت طائرة دولية على طول الجبهة الجنوبية، وأقامت القوة الأمنية اللبنانية المكلفة أمن الجنوب، حواجز ثابتة وطيارة في اكثر من نقطة قريبة لخط التماس في محور المزارع، عملت على التدقيق بأوراق السيارات وهويات ركابها.

وفي مدينة النبطية زار العديد من الوفود الشعبية قلعة الشقيف والمواقع الاسرائيلية السابقة المشرفة على المدينة، فيما نظمت البلدية مسيرة على الاقدام انطلقت من ساحة المدينة وصولا الى معتقل الخيام. وجمع المشاركون في المسيرة تواقيع رؤساء البلديات والمخاتير في القرى والبلدات التي مروا فيها، المتضامنة مع الاسير سمير القنطار والمطالبة بإطلاقه. وأقام «اتحاد الشباب الديمقراطي» معرضا في ساحة شهداء الحرية في النبطية بعنوان «وتبقى لنا الارض»، عرضت فيه صور عن الحرب والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب ومجسمات تظهر خطر الالغام على حياة الانسان.

كما رفعت اللافتات المهنئة والاعلام اللبنانية واعلام «حزب الله» واقيمت حواجز محبة على الطرق، وزعت خلالها الكشافة الحلوى على السيارات والمارة. وفي بيروت جال وفد من المجلس البلدي لمدينة بيروت برئاسة رئيسه المهندس عبد المنعم العريس على اضرحة الشهداء الرؤساء: رفيق الحريري، رياض الصلح، رشيد كرامي، رينيه معوض، المفتي حسن خالد، الوزير باسل فليحان، النائب جبران تويني، نقيب الصحافة الاسبق رياض طه، الصحافي سمير قصير، هادي نصر الله (نجل الامين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله)، ونصب الجندي المجهول، ووضعوا أكاليل الزهر عليها. وهنأ تيار «المستقبل»، في بيان اصدره، «جميع اللبنانيين بالذكرى السادسة لتحرير الجنوب والبقاع الغربي، وانسحاب قوات احتلال العدو الإسرائيلي منهما»، متذكرا «في شكل خاص تضحيات المقاومين وأرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا حياتهم فداء للبنان وحريته وكرامته». ورأى في هذه المناسبة «محطة جديدة للتأكيد على اعتبار ان الوحدة الوطنية كانت الحاضن الرئيسي للتحرير، ويجب أن تبقى مصدرا لقيام دولة قوية، تكون قادرة على حماية لبنان وسيادته وحريته واستقلاله».