أفغانستان: 3 آلاف قروي يفرون من المعارك .. وكرزاي يطمئنهم

النازحون يروون معاناة وقوعهم بين تهديدات طالبان وقصف قوات التحالف

TT

فر نحو 3 آلاف شخص من قراهم القريبة من مواقع المعارك الدائرة بين قوات التحالف الدولي ومقاتلي طالبان جنوب افغانستان، حسبما افادت مسؤولة في منظمة دولية امس. وقالت راحيلا ظفار المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة ان هذا النزوح يعد أحد اكبر التنقلات بالنسبة للمواطنين الافغان منذ اطاحة نظام طالبان عام 2001.

ويأتي هذا النزوح الكبير بعد ان قتل العشرات من مقاتلي طالبان و16 مدنياً في الأقل خلال عدة ايام من المعارك بين طالبان والتحالف الدولي في منطقة بانجواي باقليم قندهار الجنوبي. وقالت ظفار ان «عائلات بأكملها فرت من منازلها بعد ايام من الاشتباكات بين طالبان وقوات التحالف». وكان العديد من هذه العائلات يعيش في خيام، وبسبب اشتداد حدة المعارك نقلوا خيامهم معهم الى اخدود صخري جاف في قندهار. وقال حاجي باقي انه لم يكن لديه خيار آخر سوى الرحيل، ويؤكد قائلاً: «اذا حاولت وقف طالبان سيقتلونني واذا لم افعل ذلك سيقتلني الاميركيون». من جانبه، قال نسيم كريم مسؤول المكتب الدولي للهجرات لولايات قندهار حيث تقع منطقة بنجواي «انهم خائفون ومروعون. اذا لم يدعموا طالبان فانهم يهددونهم، واذا فعلوا ذلك يقصفهم الآخرون ويطلقون النار عليهم. لا خيار لديهم اطلاقا». واوضح نسيم كريم ان سكان اربع من خمس قرى في منطقة بنجواي فروا، وبعضهم توجه الى قندهار حيث لجأوا الى اقرباء او اصدقاء لهم.

في هذه الأثناء، قام الرئيس حميد كرزاي امس بزيارة مفاجئة الى قندهار، في محاولة لطمأنة سكان المدينة. وقال الرئيس الافغاني أمام مجلس حكماء المدينة: «قدمت لأزور الاطفال الجرحى والحديث معكم. لا تقلقوا، اني اعمل مع الاسرة الدولية والدول الاسلامية ودول عظمى واقسم امام الله اني ساعمل على توفير الأمن لكم». وكان مقاتلو طالبان قد اختبأوا في منازل في قرى بالمنطقة واستخدموا المدنيين دروعا بشرية بينما طلبت قوات التحالف مساندة جوية لضرب جيوب المقاومة بقذائف من عيار 30 ملم، وهي المعركة الثالثة التي تشهدها المنطقة منذ 14 ابريل (نيسان) الماضي. وقال حاجي باقي، حسبما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية: «نحن فقراء». واكد ان مقاتلي حركة طالبان ظهروا مجددا بعد المعركة، «فقد رأيتهم. عادوا بعد القصف وكانوا يهددون الناس ويقولون لهم انه اذا كشف امرهم احد فانهم سيقتلونه». واختار رجل آخر من سكان المنطقة عبد الله خان الفرار للنجاة من المعارك ولان طالبان «ما زالوا في القرية وقد يعود القصف». واضاف: «فررت واقتدت معي اطفالي وزوجاتي». وهدد مقاتلو طالبان بقتل أي شخص يجمع اسلحة عناصر لهم قتلوا في المعارك. وقال عبد الله خان انه شاهد جثث عدد كبير منهم مع اسلحتهم الى جانبهم. واكد قروي آخر انه حاول اسعاف مقاتل جريح لكنه رفض ان يستقل جرافة لنقله الى المستشفى في قندهار على بعد 35 كيلومترا. واضاف هذا الرجل الذي طلب عدم كشف هويته: «كان يصرخ من الالم. قلت له انني استطيع مساعدته في الوصول الى المستشفى لكنه قال لا تقترب مني». وحسب قائد القوات الافغانية في الجنوب الجنرال رحيم الله رؤوفي، فان العمليات العسكرية تواصلت امس، وبذلك يمكن ان يؤدي ذلك الى ارتفاع عدد اللاجئين. واكد نسيم كريم: «بعد سقوط طالبان عاد الناس الى البلاد» من باكستان الى حيث لجأ ملايين منهم اثناء الغزو السوفياتي والحرب الاهلية وخلال حكم طالبان. واضاف «لكنهم الآن يرحلون من جديد بسبب انعدام الامن».