احتمال استدعاء تشيني شاهدا في قضية كشف هوية عميلة الـ (سي.آي.إيه)

في إطار جمع الأدلة حول «كذب مساعد نائب الرئيس على المحققين»

TT

من المرجح أن يتم استدعاء نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، كشاهد في قضية الرئيس السابق لمكتب موظفيه، لويس ليبي، الذي يحاكم بتهمة الكذب على المحققين في قضية تسريب هوية عميلة لدى وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.ايه).

فقد ذكر المستشار الخاص، باتريك فيتزجرالد، خلال جلسة قضائية، أول من أمس، انه من المحتمل أن يستدعى تشيني كشاهد لأن بإمكانه أن يؤكد صحة ملاحظات سبق أن كتبها بخط يده حول مقالة رأي نشرت في صحيفة «نيويورك تايمز» ينتقد الكاتب فيها الحرب على العراق. وقال فيتزجرالد إن حالة تشيني متوافقة بشكل مباشر حول ما إذا كان ليبي قد كذب على عملاء مكتب المباحث (أف.بي.آي) وعلى المحكمة في ما يخص الطريقة التي علم بها فاليري بليم، عميلة وكالة الـ(سي.آي.ايه)، وما قاله لاحقا للمراسلين الصحافيين. وأضاف المحقق ان ليبي «كان يشترك مع رئيسه (تشيني) في الاهتمامات السياسية وكان يتسلم التوجيهات منه»، ولذلك «فإن الحالة الذهنية لنائب الرئيس لها صلة وطيدة بالقضية فيما إذا كان المتهم قدم عن قصد تصريحات كاذبة لعناصر المباحث وللمحكمة فيما يخص توقيت وكيفية علمه بطبيعة عمل بليم وبما قاله للمراسلين فيما يتعلق بهذه القضية».

وفي عدد 6 يوليو (تموز) 2003، من «نيويورك تايمز»، كتب جوزيف ويلسون، السفير الأميركي السابق، وزوج بليم، مقالا اتهم فيه الإدارة بتشويه المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بتبرير شن حرب على العراق. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية قد أرسلت ويلسون عام 2002 إلى النيجر، للتأكد مما إذا كان العراق فعلا حاول شراء كميات من اليورانيوم لإعادة بناء برنامجه النووي، إلا ان ويلسون استبعد صحة تلك المزاعم.

وكتب تشيني ملاحظات حول المقالة: «هل قاموا بعمل هذا الشيء من قبل؟ إرسال سفير للإجابة عن سؤال؟ هل نحن نرسل في العادة أشخاصا يقومون بعمل لصالحنا بدون مقابل، أم أن زوجته أرسلته في رحلة؟». وقال ليبي لمحققي المباحث وللمحكمة، بأنه علم بأن بليم زوجة ويلسون عن طريق المراسلين، وانه نسي بأن تشيني كان أبلغه ذلك خلال الأسابيع التي سبقت كتابة ويلسون مقالته. وقال ليبي في إفادته: «كان حريصا جدا على إظهار الحقيقة»، مقتبسا مما قاله تشيني «دعنا نخرج كل شيء». كذلك قال ليبي في محضر التحقيق إنه لا يتذكر ما اذا كان قد شاهد ملاحظات تشيني حول مقالة ويلسون.

واعتبر تشيني مزاعم ويلسون بأنها هجوم شخصي عليه. فويلسون قلل من قيمة التقارير القائلة بأن العراق حاول الحصول على مواد نووية من النيجر. وبعد ثمانية أيام من مقالة ويلسون، كشف الكاتب روبرت نوفاك هوية ضابطة الاستخبارات بليم، مشيرا إلى أنها لعبت دورا في قرار الـ (سي.آي.ايه) لإرسال زوجها ويلسون إلى النيجر. ويجري التحقيق في القضية لمعرفة ما اذا كان كشف هوية بليم تم انتقاما لزوجها لرفضه تقارير عن مساعي العراق لامتلاك مواد نووية من النيجر. ومعروف ان كشف هوية عميلة للاستخبارات مخالف للقانون. ويريد المدعي العام استخدام ملاحظات تشيني حول مقالة ويلسون لجمع أدلة أخرى تظهر، كما قال، بأن ليبي كذب على المحققين حول كشف هوية بليم.