مقديشو: مقتل عشرين في اشتباكات جديدة

جيدي يمدد المهلة لوزرائه المنشقين للعودة

TT

نفى الشيخ شريف أحمد رئيس المحاكم الإسلامية التي نجحت ميليشياتها أخيرا في السيطرة على عدة مناطق استراتيجية في العاصمة الصومالية مقديشو وطردت ميليشيات مجلس مكافحة الإرهاب الذي تدعمه الولايات المتحدة منها، ما تردد عن اعتقال أربعة أميركيين كانوا مقيمين في فندق الصحافي الذي بات في قبضة المحاكم الشرعية بعد سلسلة من الاشتباكات العنيفة التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين.

وأبلغ شريف «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من مقره في مقديشو أن الأربعة الذين قال انهم خبراء عسكريون كانوا ضمن نزلاء الفندق لكنهم غادروا قبل سقوطه في أيدي الميليشيات التابعة له.

لكن مصادر صومالية طلبت عدم تعريفها قالت في المقابل إن الأميركيين الأربعة يقبعون حاليا في مكان معزول وسري داخل مقديشو وتحت حراسة أمنية مشددة من قبل ميليشيات المحاكم الإسلامية تمهيدا للمطالبة بفدية مالية من الولايات المتحدة ووقف دعمها لأمراء الحرب مقابل الإفراج عنهم.

ورفض مسؤولون بالسفارة الأميركية في العاصمة الكينية نيروبي الرد على استفسارات صحافية في هذا الصدد.

واندلعت أمس اشتباكات دامية بين الميليشيات المتناحرة على الهيمنة على مقديشو حيث سقط نحو عشرين قتيلا فضلا عن عدد من الجرحى معظمهم من المدنيين وخاصة النساء والأطفال.

وبدأت الحكومة الانتقالية جهود وساطة في محاولة لإزالة أسباب التوتر بين الميليشيات المتناحرة في العاصمة التي بدأت تتحول على ما يبدو إلي مدينة أشباح.

وقال رئيس المحاكم الشرعية لـ«الشرق الأوسط» إنه اجتمع أمس للمرة الأولى مع وفد وزاري رفيع المستوى برئاسة على عثمان عاتو وزير الأشغال العامة وعضوية وزير المياه والموارد الطبيعية محمود صلاد نور وعدد من أعضاء البرلمان، مشيرا إلي أنه أبلغ الوفد استعداده لوقف القتال فورا شريطة التزام الطرف الآخر بأي هدنة يتم التوصل إليها.

وأكد شريف أن ميليشياته لم تكن صاحبة المبادرة فيما يجرى في مقديشو وأنها تدافع فقط عن نفسها وتواصل دورها في حماية المواطنين من الاعتداءات المتكررة لأمراء الحرب.

وفى تطور مفاجئ، قرر رئيس الوزراء الانتقالي علي محمد جيدي تمديد المهلة التي كان قد منحها لأربعة وزراء في حكومته لإنهاء انشقاقهم والانضمام إليه في مقره المؤقت في مدينة بيداوة الجنوبية.

وأرسل جيدي مجددا بخطابات رسمية إلي وزرائه المنشقين يحثهم خلالها على وقف تورطهم في الاشتباكات الدائرة في العاصمة ووقف تمردهم على حكومته.

وقال جيدي في رسالته: «الآن أمامكم مهلة جديدة لمدة أسبوع آخر وإذا كان موقفكم ما زال كما هو عليه فعليكم تحمل نتائج هذا الموقف السيئ».

ونفى إسماعيل محمود هرة نائب جيدي لـ«الشرق الأوسط» وجود خلافات بين الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه، موضحا أن رئيس الحكومة توجه إلي نيروبي لإجراء فحوصات طبية وصفها بالمهمة بناء على نصيحة من أطبائه المعالجين نظرا لنقص الإمكانيات الطبية في بيداوة.