رئيس الموساد السابق يقترح على إسرائيل التفاوض مع «حماس»

طالب بتوقيع هدنة طويلة وقال إن «مصلحة الأصوليين تلتقي مع إسرائيل بشأن تأجيل مفاوضات التسوية الدائمة»

TT

دعا رئيس جهاز المخابرات الخارجية الاسرائيلية (الموساد) سابقا، أفرايم هليفي، رئيس حكومته ايهود أولمرت الى تغيير موقفه من حركة «حماس» والدخول معها في مفاوضات حول هدنة طويلة الأمد، باعتبار أن مصلحة اسرائيل تلتقي مع مصلحة التنظيمات الأصولية في فلسطين بضرورة تأجيل التسوية الدائمة.

وقال هليفي الذي كان يتحدث في الإذاعة الاسرائيلية العبرية وبدا تصريحه كقنبلة ضخمة في الساحة السياسية الاسرائيلية، ان من يريد الاعتراف بالحقيقة عليه أن يرى ان الأوضاع في اسرائيل وفي العالم العربي لم تنضج بعد الى مستوى القبول بتسوية دائمة. فهناك قضايا تبدو مستعصية الحل مثل قضيتي القدس واللاجئين ويحتاج الطرفان الى فترة طويلة حتى يتوصلا الى اتفاق بشأنهما. واليوم لا يوجد من يتنازل في فلسطين عن القدس ولا عن حق عودة اللاجئين، ولا يوجد في اسرائيل من يتنازل عن القدس أو يقبل بعودة لاجئين. ولهذا لا بد من تأجيل البت في هاتين القضيتين، وعمليا التنازل عن التسوية الدائمة، والاتفاق على هدنة طويلة الأمد. المعروف أن هليفي يعتبر أحد الخبراء المتخصصين في اسرائيل بموضوع الاسلام السياسي وتنظيماته. وفي سنة 1997 تم تعيينه رئيسا للموساد بعد أن تدخل لتسوية الأزمة مع الأردن في أعقاب قيام عملاء الموساد بمحاولة اغتيال رئيس الدائرة السياسية في «حماس»، خالد مشعل، وهو في عمان. فحضر هليفي من بروكسل، حيث كان يشغل منصب المندوب الاسرائيلي الدائم في الاتحاد الأوروبي، بحكم علاقاته الجيدة مع المملكة الهاشمية. وتمكن من تسوية الخلاف بواسطة جلب طبيب اسرائيلي الى الأردن، قام بإبطال مفعول السم القاتل الذي سكب في أذن خالد مشعل، وإطلاق سراح قائد «حماس»، الشيخ أحمد ياسين الذي كان يومها معتقلا في اسرائيل.

ويقال ان هليفي شارك في احدى الجلسات على الأقل، التي عقدت في حينه بين مسؤولين أردنيين وبين رجالات «حماس». وعندما تم تعيينه رئيسا للموساد واصل اتصالاته، ولو بشكل محدود مع «حماس». ويقال انه وجد لغة مشتركة مع عدد من قادتها. ولذا، فإن الاسرائيليين ينظرون الى تصريحاته على انها تصريحات خبير عارف بما يقول. وقد سئل هليفي إن لم تكن اقتراحاته للهدنة الطويلة تتناقض مع المشروع الأميركي للتسوية المعروف باسم «خريطة الطريق»، فقال ان هذا المشروع هو أحد أخطاء السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. وانتقد ادارة الرئيس جورج بوش على طرح هذا المشروع وعلى تجاهلها التحفظات الاسرائيلية. وقال: «نحن قدمنا 14 تحفظا على هذه الخطة في سبيل تحسينها، لكن الاميركيين اعتبروها اعتراضات في غير محلها، ولذلك استخفوا بها».

الجدير ذكره ان ما قاله هليفي يتلاءم مع خطة الفصل الثانية التي يطرحها رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، للانسحاب الأحادي الجانب من حوالي نصف الضفة الغربية وإزالة عشرات المستوطنات واقامة الجدار العازل ليصبح الحدود الجديدة بين اسرائيل والدولة الفلسطينية. وسيصل الى المنطقة بعد أسبوعين وفد من كبار المسؤولين الأميركيين (ربما يضم الوفد مستشار الأمن القومي، روبرت هادلي، ورئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية، دافيد ولش)، لكي يبدأ اعداد صياغة جديدة لخطة الفصل مبنية على مبادئ التفاوض حولها مع الفلسطينيين ومع بعض الدول العربية (بالأساس مع مصر والأردن)، حتى تصبح خطة مرحلية متفقا عليها مع الفلسطينيين والعرب على طريق تطبيق «خريطة الطريق». ويتوقع الاسرائيليون أن يتمكنوا من اقناع المسؤولين الاميركيين في قبول هذه الخطة بالطريقة المناسبة للصراعات الاسرائيلية الداخلية. فمن المعروف ان المستوطنين اليهود يستعدون لادارة معركة شرسة ضد نوايا الحكومة تنفيذ الانسحاب وإزالة المستوطنات، وهم يعرفون كما تعرف الحكومة أن شدة ضغطهم هي التي ستقرر مدى الانسحاب.