مسؤول «الجهاد الإسلامي» في لبنان: إسرائيل نقلت المواجهات إلى خارج فلسطين... ولنا حق الرد

التحقيقات في اغتيال المجذوب تركز على كيفية انتقال ملكية السيارة المفخخة

TT

شيع المسؤول السياسي في حركة «الجهاد الاسلامي» محمود المجذوب وشقيقه نضال ضحيتا عملية التفجير في مدينة صيدا جنوب لبنان اول من امس الى مثواهما امس بمشاركة رسمية وشعبية لبنانية واسعة، بينما استمرت التحقيقات التي تجريها الاجهزة الأمنية اللبنانية لمعرفة الفاعلين انطلاقاً من عدة خيوط توافرت لديها.

ووصف مصدر أمني لبناني في اتصال مع «الشرق الاوسط» العملية بانها «معقدة جداً»، مستدلاً على ذلك بطريقة تصنيع العبوة وتركيز قوتها التفجيرية نحو مدخل البناء الذي يقطنه المجذوب فقط لضمان قتله دون إلحاق اضرار كبيرة بما يحيط بها. وقال المصدر «ان التحقيقات بينت ان السيارة سرقت قبل نحو 5 اشهر من محلة الأشرفية في بيروت، وان صاحبها ابلغ الشرطة في حينه عنها»، مشيراً الى ان السيارة بيعت لاحقاً 3 مرات بوكالات قانونية نظمت عند كتاب عدول وفقاً لاخراج قيد مزور». واشار الى ان المحققين يركزون على طريقة انتقال ملكية السيارة رغم انها مسروقة وان سرقتها موثقة لدى الاجهزة الرسمية اللبنانية. أما التفجير فحصل بعد ركن السيارة المفخخة «(لعدم لفت الانظار اليها»، على الطرف الثاني من الشارع الذي يقع فيه منزل المجذوب، ولدى وصوله الى المدخل تم تفجيرها لاسلكياً.

وبينما اكد المصدر ان السيارة ليست للمجذوب، ذكرت مصادر اخرى متابعة للتحقيقات ان الدلائل تشير الى ان المجذوب كان يمتلكها، وان ثمة ثلاث وكالات بملكية السيارة؛ واحدة تخص المغدور، وثانية تخص شخصاً من آل جابر وثالثة لا يوجد لها اي اثر، تدور التحريات لمعرفة اسم محررها وتتساءل المصادر: اذا كان المجذوب هو من يمتلك السيارة وبالتالي كان متجهاً لقيادتها لماذا تم التفجير قبل الصعود اليها؟ كما سألت كيف يمكن تفخيخ السيارة من الداخل وبطريقة متطورة في ما يبدو مغايراً لما هو مفترض اتخاذه من اجراءات أمنية ذاتية لشخصية أمنية وأقلها اتخاذ تدابير لحماية السيارة وعدم ركنها في مكان عام.

واكد مسؤول حركة «الجهاد الاسلامي» في لبنان ابو عماد الرفاعي لـ«الشرق الاوسط» ان «سرايا القدس» ـ الجناح العسكري للحركة «سترد قريباً وقريباً جداً على الموساد الاسرائيلي» المتهم بقتل القيادي في الجهاد اللبناني محمود المجذوب وشقيقه نضال في مدينة صيدا اول من امس، متوعداً بأن الرد «سيكون قاسياً ومزلزلاً وغير متوقع، آخذين في الاعتبار ان العدو الاسرائيلي على ما يبدو قرر نقل المعركة ميدانياً من داخل فلسطين الى مناطق اخرى مما يتيح لنا التصرف ويصبح لنا الحق في اختيار الرد على هذه العملية بالزمان والمكان اللذين نختارهما ويكونان مناسبين لأن يكون فعلنا قاسياً جداً بحجم الحماقة التي ارتكبها العدو».

ورفض الرفاعي الكشف عن موقع المجذوب ومكانته في الحركة. ولكنه قال له «دور كبير في حركة الجهاد في لبنان وخارجه، واعتقد ان العدو عرف هذا الدور».

وانطلقت جنازة المجذوب الملقب «ابو حمزة» وشقيقه نضال من مسجد الشهداء في صيدا بعد صلاة الظهر واقامة صلاة الجنازة عليهما. وقد أم المصلين ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين، وشارك في الصلاة نائب صيدا الدكتور اسامة سعد، ممثل النائبة بهية الحريري المحامي محيي الدين جويدي، رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري، عضو المكتب السياسي لـ«حزب الله» الشيخ حسن عز الدين، عضو مجلس شورى مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، مسؤول حركة «الجهاد الاسلامي» في لبنان ابو عماد الرفاعي، مسؤول حركة فتح ـ الانتفاضة في لبنان ابو فادي حماد، والعديد من الشخصيات الدينية والفعاليات الصيداوية والجنوبية.

وانطلقت المسيرة من ساحة الشهداء في اتجاه مقبرة المية ومية، ورفعت في مقدمة المسيرة الاعلام الفلسطينية و«حزب الله» والاعلام اللبنانية وشعارات تؤكد استمرار المواجهة مع اسرائيل. وتحدث مسؤول الجهاد الاسلامي في لبنان الرفاعي فاعتبر «ان الجريمة تستهدف أمن لبنان وسيادته». وهدد المسؤولين الاسرائيليين بـ«الرد المزلزل»، مشددا على انه «سيكون بحجم الجريمة النكراء». والقى بعده قاووق كلمة قال فيها: «ان استهداف المقاومين في لبنان يؤكد ان الساحة اللبنانية مكشوفة في وجه اسرائيل وعملائها، وان سيادة لبنان مستهدفة». واكد «ان المجاهدين والمناضلين لا عدو لهم الا اسرائيل ولن يكونوا في صراع مع احد».

وفي المواقف، حمل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اسرائيل عملية الاغتيال، وقال خلال قيامه بتقديم التعازي في مبنى بلدية صيدا ان الجريمة تدل على بصمات اسرائيلية. واضاف ان اسرائيل تحاول ان تقوم بأي اعمال تؤدي الى زعزعة التضامن والوحدة بين اللبنانيين. كما استنكر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان عملية الاغتيال ودعا اللبنانيين الى «التحلي بالحذر والحكمة وعدم الانجرار خلف الدعوات المغرضة والتصرفات المتهورة غير المسؤولة والمحاولات المشبوهة لاثارة النعرات الطائفية وبث الفتن التي تصب في مصلحة العدو الاسرائيلي وتضر بالقضية الفلسطينية ومصلحة لبنان».