وزيرة التعليم الأميركية: واشنطن مهتمة بالتعليم في الدول العربية.. لكنها لا تتدخل في المناهج

طوكيل وزارة التربية السعودية: ما يشاع عن تدخلات خارجية أمر غير دقيق جملة وتفصيلا

TT

نفى مسؤولان عن التعليم في كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وجود أجندة أميركية لتغيير مناهج التعليم في العالمين العربي والإسلامي، وأكدت مارجريت سبيلنجز وزيرة التعليم الأميركية أن بلادها لم تمارس أي نوع من الضغوط على الدول العربية في هذا المجال، فيما أكد الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز الشدى وكيل وزارة التربية والتعليم في السعودية أن تطوير مناهج التعليم يمثل احتياجا خاصا للمملكة ينطلق من إرادتها الحرة، من دون ارتباط بمطالب خارجية لأي طرف.

وأكد المسؤولان التعليميان بأميركا والسعودية في لقاءين منفصلين مع «الشرق الأوسط» على هامش مشاركتهما في اجتماع وزراء التعليم بدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي عقد على هامش منتدى دافوس بشرم الشيخ أن رفع كفاءة التعليم وزيادة جودته هو المهمة الأولى للمؤسسات التعليمية.

وفي تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» أكدت مارجريت أن قضية التعليم في المنطقة العربية تشغل حيزا كبيرا من اهتمام الإدارة الأميركية وان هناك شراكات مختلفة مع العديد من الهيئات والمنظمات الدولية لدعم الملف التعليمي الذي تتبناه الإدارة الأميركية في المنطقة العربية.

وحول التحديات التي تواجه تقدم التعليم والحلول المقترحة قالت إن أهم التحديات هي اعطاء فرص أكبر لتعليم البنات ورفع كفاءة التعليم بشكل عام، وأضافت: لقد اعتمدنا على مقترحات تتعلق بمحاولة معرفة حجم هذه المشكلات حتى نستطيع حلها عن طريق استخدام التكنولوجيا التي اصبحت متقدمة جدا وهو ما سيسمح لنا باتخاذها سبيلا في إيجاد الحلول لمشاكل التعليم، خاصة أن منظمة اليونيسكو لديها برامج خاصة بمحو الأمية وإدخال التكنولوجيا في القطاع التعليمي وتدريب المدرسين، وسوف تعقد السيدة لورا بوش مؤتمرا عالميا لبحث سبل تطوير التعليم بالتعاون مع الأمم المتحدة في شهر سبتمبر (ايلول) القادم.

وأشارت إلى أنها اجتمعت مع ممثلي القطاع التعليمي الخاص في مصر، حيث تقول: لقد ناقشت معهم اهمية دور القطاع الخاص في اعطاء ابعاد جديدة للتعليم، حيث تؤثر جودة التعليم على نواحي أخرى عديدة من أهمها الوضع الاقتصادي، التطور الديمقراطي والمجتمع المدني وحقوق الإنسان.

اما عن رؤيتها للمناهج التعليمية الدينية في الدول العربية ومنها مصر واليمن بالاضافة الى باكستان، خاصة انه قد تردد ان هناك ضغوطا شديدة مورست من الادارة الأميركية لتعديل المناهج الدينية في باكستان وطريقة عمل المعاهد الدينية في اليمن، فتقول مارجريت: ليست عندي أية معلومة عن طبيعة الضغوط التي مورست على كل من اليمن وباكستان في مجال التعليم والمناهج الدينية، حيث نعتبر أن المناهج التعليمية في أية دولة هي شأن داخلي لا يمكننا التدخل فيه، ولكن هناك اتفاقات مشتركة معنا في مجالات التعليم التكنولوجي في البلدين.

وفي ما يتعلق بالسعودية قالت مارجريت: لا يمكننا التحدث عن المناهج التعليمية في السعودية لأننا نعتبرها أمرا محليا خاصا بها تراعي من خلاله الأبعاد الثقافية والدينية والاجتماعية، إلا أننا نساهم في تعليم النشء في الوطن العربي من خلال الرسائل الواضحة والمباشرة عن التسامح، المساواة، العدل، قبول الآخر والتي تبث من خلال برنامج الأطفال الأشهر «عالم سمسم» الذي تشارك الولايات المتحدة به وهذا هو أحد الأمور التي نسعى من خلالها لتقديم رسائل إيجابية للأطفال العرب عن قبول الآخر.

من جانبه قال الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز الشدى وكيل وزارة التربية والتعليم للعلاقات الخارجية، وأمين عام اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم إن السعودية من بين الدول العربية الخمسة عشرة المرشحة للحصول على المنظومة الجديدة للمحطات الطرفية الجديدة من نوع «مينوس»، التي تعتمد إدخال التقنيات الحديثة في مجال التعليم . ونفى الدكتور الشدى لـ«الشرق الأوسط» ما يتردد حول وجود أجندة أميركية لفرض تغييرات في مناهج التعليم في بعض الدول العربية، ومن بينها السعودية، قائلا: «إن تطوير المناهج التعليمية ينبع من احتياجات المملكة العربية السعودية، وينطلق من إرادتها الحرة، ولا يمكن للقيادة السعودية أن تسمح لأي طرف بالتدخل في هذا الشأن».