مشروع «منتدى دولي» يضم إيران والعراق ودول الخليج.. وواشنطن تقترح عضوية إسرائيل

مصادر فرنسية تكشف لـ الشرق الاوسط طبيعة الضمانات الأمنية المطروحة وتتحدث عن مشاكل بالبرنامج الإيراني

TT

كشفت مصادر فرنسية رسمية جانباً من المناقشات الجارية بين دول الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) والولايات المتحدة وروسيا والصين، حول الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها لإيران، من أجل تسهيل قبولها «رزمة» المقترحات الدولية مقابل تخليها عن الجوانب «المقلقة» في برنامجها النووي وتحديداً تخصيب اليورانيوم. وأفادت هذه المصادر التي تحدثت اليها «الشرق الأوسط» بأن الترويكا الاوروبية، تقترح إنشاء «منتدى دولي» يضم إيران والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي الست والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي «تناط به مهمة بلورة تدابير تعزيز الثقة بين الأطراف والإشراف على وضعها موضع التنفيذ، إضافة الى جعله الإطار الأساسي لتناول المشاكل التي يمكن أن تنشأ» في المنطقة.

وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن موضوع الضمانات الأمنية أي تحديداً «تقديم واشنطن ضمانات لإيران، بأن الولايات المتحدة لن تهاجمها، ولن تسعى لزعزعة استقرار النظام الإيراني. جانب رئيسي ومفصلي في عملية لي الذراع مع طهران التي لن تقبل رزمة المقترحات ما لم تنص على الضمانات الأمنية». وتضيف هذه المصادر أن إيران تريد من واشنطن «اعترافاً بدورها وحجمها الإقليميين». غير أن واشنطن، كما تفيد تلك المصادر، «ليست اليوم في وارد تقديم ضمانات أمنية ثنائية وعمل الترويكا يقوم على الالتفاف على الصعوبة بالبحث في إقامة المنتدى» المذكور، علماً أن الاتصالات «الرسمية» بين طهران وواشنطن مقطوعة منذ سنوات.

وحتى الآن، لم تعلن واشنطن قبولها المقترح الأوروبي أو رفضها له. إلا انها طالبت بأن يضم المنتدى اسرائيل باعتبارها «معنية بنمو القدرة العسكرية الإيرانية، وبالتالي فإنها تحتاج أيضا الى ضمانات»، بحسب المصادر الفرنسية. غير أن الجانب الأوروبي رفض الطلب الأميركي بحجة أن ضم إسرائيل «سوف يثير مشاكل كثيرة» بحيث يتعين التخلي عن هذه الفكرة في الوقت الحاضر.

ومن جانب آخر، كشفت المصادر الفرنسية عن «عناصر جديدة في الملف النووي الإيراني، وأولها أن العلماء الإيرانيين يلاقون صعوبات كبيرة في تشغيل أجهزة الطرد المركزي التي تقوم بتخصيب اليورانيوم، رغم ما يعلنونه عن إنجازات حققوها في هذا الحقل». وتشغل طهران الآن طاردات من طراز «P1» التي قالت إن 3 آلاف منها تشتغل في الوقت الراهن، وأن لديها خططا للوصول الى تشغيل 60 ألف طاردة. وبحسب المصادر الفرنسية، فإن الإيرانيين «وصلوا الى قناعة مفادها أنهم يحتاجون للتكنولوجيا الغربية» من أجل إنجاح برنامجهم النووي، ولذا فإن «ثمة أملا بأن يقبل القادة الإيرانيون عرض الرزمة الأوروبية» قيد الإعداد في الوقت الحاضر.

وتعتبر باريس أن مهمة الترويكا الأوروبية الآن «دقيقة»، لأن عليها الوصول الى مقترحات «تقبلها واشنطن ولا تعارضها موسكو وبكين، وتكون متقدمة الى درجة أنها تتلاءم مع ما تسعى اليه طهران».

ونقلت هذه المصادر عن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قولها لوزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا خلال العشاء الذي ضمهم في نيويورك الشهر الماضي: «عليكم الوصول الى عرض لا تستطيع طهران أن ترفضه. وإذا رفضته فسيتبين للجميع عندها أنها تسعى للسلاح النووي».