في مبادرة للتقليل من القلق الغربي من برنامج بلاده النووي، اعلن السفير الايراني في الامم المتحدة، عن استعداد بلاده للموافقة على تحديد سقف لتخصيب اليورانيوم بنسبة معينة لا تتيح استخدامه لأغراض عسكرية. وقال جواد ظريف خلال لقاء مع مجموعة من الصحافيين اول أمس في مقر اقامته، ان طهران «مستعدة للموافقة على سقف حول مستوى تخصيب» اليورانيوم. وأضاف ان «هذا السقف يمكن ان يكون دون 10 في المائة، أي المستوى المطلوب للمفاعل» النووي. وأكد ان «ايران مستعدة لاتخاذ اجراءات اخرى لضمان عدم اعادة تخصيب الوقود الذي ينتج وعدم استخدامه لأغراض نووية (عسكرية)». وكانت طهران قد استأنفت نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم في يناير (كانون الثاني) الماضي، وأكدت انها تمكنت من تخصيب اليورانيوم بنسبة 4.8 في المائة، وهو المستوى الضروري لصنع وقود مخصص للمفاعل النووية المدنية. وتطالب الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة ايران بوقف تخصيب اليورانيوم، خشية استخدامه لأغراض عسكرية. ولكن ايران تؤكد ان برنامجها النووي يهدف فقط الى انتاج الوقود الضروري للاستخدامات السلمية.
من جانبه، نفى وكيل وزارة الخارجية الايرانية مهدي مصطفوي، وجود «أي تغيير على موقف ايران وان مسألة تعليق التخصيب غير مطروحة بتاتاً». ورفضت الادارة الاميركية حتى الآن ايضا فتح مفاوضات مباشرة مع طهران، رغم الدعوات الى ذلك الصادرة عن العديد من المسؤولين الاوروبيين ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وعدد من الخبراء الاميركيين ووزراء خارجية سابقين مثل هنري كيسنجر ومادلين اولبرايت والمبعوث الاميركي السابق الى الشرق الاوسط دنيس روس. إلا أن عدداً من المسؤولين الاوروبيين والاميركيين أكدوا لصحيفة «نيويورك تايمز» انه يدور في واشنطن حالياً جدال جدي عن جدوى بدء مباحثات مباشرة مع طهران. ونشرت «نيويورك تايمز» في عددها أمس تقريراً عن الجدال الدائر، قائلة ان مسؤولين اوروبيين كانوا على اتصال مع الادارة الاميركية في الاسابيع الاخيرة، افادوا بأن ادارة بوش تكثف نقاشاتها حول هذه المسألة.