المغرب: معتقلو «السلفية الجهادية» يصعدون إضرابهم عن الطعام

TT

صعد المعتقلون الإسلاميون في ملف ما يسمى بتيار «السلفية الجهادية» في عدد من السجون المغربية، أهمها سجن عين برجة وسجن أوطيطة 2 بضاحية سيدي قاسم (وسط البلاد)، من حدة الإضراب عن الطعام الذي يخوضونه منذ اسابيع، بعد فشل اللقاءات التي جرت مع ممثلين عن وزارة العدل في التوصل إلى حل وسط ينهي الإضراب، خاصة بعد ظهور التعب الشديد على عدد كبير من المعتقلين، بل أن بينهم من أشرف على الموت. وتضمنت أهم المطالب، التي يلح عليها المعتقلون داخل السجون، والتي يصر عليها ذووهم من خلال تنظيمهم لاحتجاجات أمام السجون، التي يقبع فيها المعتقلون، وكذا خلال احتجاج الاسبوع الماضي أمام المجلس الاستشاري لحقوق الانسان، والتي منعت من طرف الشرطة، على إعادة محاكمة المعتقلين والعفو عنهم، باعتبار المحاكمات التي جرت بحقهم لم تكن عادلة.

وكان المعتقلون قد امتنعوا بداية الأسبوع الجاري عن شرب الماء، في إشارة إلى تشديد لغة الحوار مع وزارة العدل وإحراج المسؤولين المغاربة أمام الرأي العام الدولي والمنظمات الحقوقية التي تعنى بواقع السجون عبر العالم، إلا أنهم تراجعوا عن قرارهم بعد يومين.

وفي هذا الصدد ينشط عدد من المساندين للمعتقلين الأصوليين في السجون، من خلال مواقع على شبكة الإنترنت يشرف عليها مغاربة مقيمون في بريطانيا، تضمنت بثا لصور معتقلين داخل سبعة سجون مغربية، وكذا مقالات يكتبها سجناء مدانون بعقوبات حبسية، بعد متابعتهم عقب تفجيرات 16 مايو (ايار) سنة 2003 بالدار البيضاء.

ويبث أحد هذه المواقع مقالا كتبه احد المطلوبين للسلطات المغربية، ويدعى محمد الكربوزي، المغربي المقيم في لندن منذ 17 سنة، والحاصل على الجنسية البريطانية، والمدان غيابيا من طرف الغرفة الجنائية باستئنافية الرباط بالسجن 20 عاما، لاتهامه بتأسيس ما يسميه الأمن المغربي «الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة»، ويتهم في هذا المقال الاستخبارات المغربية بالسعي إلى إقحامه في ملف تفجيرات الدار البيضاء، وتلفيق تهمة تأسيس جماعة لا علاقة له بها.

ويكشف الموقع نفسه، بالإضافة إلى ذلك، بيانات تصدر من داخل السجون المغربية بشكل سري باسم «معتقلي الرأي والعقيدة بالمغرب»، يحكون فيها تفاصيل قضاياهم وحقيقة ما جرى لهم على يد الأمن المغربي، ويزعمون أنهم تعرضوا للتعذيب في معتقلات سرية يجهل مكانها، ويطالبون بالافراج عنهم على اعتبار ألا صلة لهم بأي عمل إرهابي. كما يعرض الموقع ما يسميه معاناة عائلات المعتقلين الاسلاميين في المغرب وتعرض بعض أفرادها للتشرد، واضطرارهم للتنقل من مدن بعيدة لزيارة أبنائهم المعتقلين في السجون المغربية.