وزير خارجية إيران يلتقي السيستاني بعد تسليم بغداد لائحة اتهام رسمية ضد صدام

مسؤول عراقي: بحثنا مع متقي أمن الحدود وفتح قنصليات.. وطهران تعهدت بصرف منحة المليار دولار

TT

في اليوم الثاني لزيارته الى العراق، زار وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، امس، المراجع الشيعية الكبار في مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد)، وبينهم المرجع الاكبر آية الله على السيستاني، فيما كشف بيان مشترك عن زيارة متقي الرسمية، ان الوزير الايراني سلم الحكومة العراقية لائحة اتهام ايرانية ضد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وأعوانه ليتم تقديمها لاحقا الى المحاكم العراقية للنظر فيها. كما أكد مسؤول في الخارجية العراقية أن زيارة متقي تم فيها بحث شؤون أمنية واقتصادية.

وقال متقي في تصريحات للصحافيين إن «زيارتنا لآية الله علي السيستاني ليست سياسية، وجئنا لزيارة العتبات المقدسة وعلماء الدين». واعتبر ان للسيستاني «مواقف كبيرة ومشهودة لحفظ وحدة العراقيين بكل فئاتهم وقومياتهم وطوائفهم»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وشدد الوزير الايراني على ان المرجع الشيعي «أكد على الوحدة العراقية دون استخدام ما برز أخيرا من تسميات من سنة وشيعة». وقال «قدمت امتناني للمؤسسة الدينية الشيعية للعمل من اجل وحدة الشعب العراقي». ويبدو ان الوزير الايراني سعى من خلال هذه التصريحات الى تطمين العرب السنة، الى ان بلاده لا تحاول كسب نفوذ في العراق من خلال هذه الزيارة؛ فقد اعرب زعماء العرب السنة طوال السنوات الثلاث الماضية عن شكوك ازاء ايران واتهموا طهران بالتحريض على الاضطرابات في العراق لإحراج القوات الأميركية. ويتهم مسؤولون أميركيون وبريطانيون ايضا القوات الايرانية بتزويد مسلحين عراقيين بخبرة في صنع القنابل والمعدات. ويقول محللون ان ايران ربما تستخدم التمرد العراقي في إبقاء القوات الأميركية البالغ قوامها 130 ألف جندي في وضع حرج تضطر عنده الى الدفاع عن نفسها بضراوة.

وزار متقي بعد السيستاني المراجع الكبار الآخرين محمد سعيد الحكيم واسحق الفياض وبشير النجفي ومحمد اليعقوبي. وزار ايضا مقتدى الصدر في منزله.

وكان متقي قد زار مدينة كربلاء قبل وصوله الى النجف.

وجاء في البيان الختامي المشترك الذي اعلنته وزارة الخارجية العراقية ان «الجمهورية الاسلامية الايرانية سلمت وزارة الخارجية العراقية، لائحة اتهام ضد صدام (حسين) وأعوانه لتقدم الى محكمة الجزاء العليا لغرض النظر فيها لاحقا»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف البيان ان الجانبين العراقي والإيراني أكدا على «ضرورة محاكمة رموز النظام العراقي السابق» بسبب «الجرائم التي اقترفها نظام صدام حسين وعدوانه ضد أبناء الشعوب العراقية والإيرانية والكويتية».

وكانت الحرب العراقية ـ الايرانية التي خاضها البلدان ابان نظام صدام حسين قد استمرت ثماني سنوات (1980-1988).

وأضاف البيان ان الجانبين أعلنا «رفضهما للمؤامرات الخفية والمحاولات التي يبذلها أعداء الاسلام بهدف إشعال فتيل الحروب الطائفية والقومية وربط ظاهرة الارهاب بالاسلام في العراق».

واتفق الجانبان أيضا على «ضرورة تقديم الدعم للعراق حكومة وشعبا من اجل استتباب الأمن والاستقرار في البلاد»، معربين عن «استعدادهما للتعاون في هذا المجال، ولا سيما تنفيذ وتفعيل القرارات التي تمخضت عن اجتماعات وزراء الخارجية والداخلية لبلدان الجوار العراقي والرامية للمساعدة في اعادة إعمار وتنمية اقتصاد واستقرار وأمن العراق». وكان متقي قد اجتمع الليلة قبل الماضية مع الرئيس جلال طالباني، الذي أكد حرصه على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين العراق وإيران، منوها بأهمية الدور الإيراني في استتباب الأمن في العراق. وقال بيان للمكتب الصحافي الرئاسي تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، امس، ان جرت في اللقاء الذي حضره نائبا الرئيس عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي وزير الخارجية هوشيار زيباري والسفير الإيراني في العراق حسن كاظمي قمي «مناقشة الأوضاع الراهنة في العراق، والسبل الكفيلة لتعزيز العلاقات بين البلدين». وفي هذا السياق قال رئيس الجمهورية «لدينا رغبة حقيقية لإقامة أحسن وأمتن العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية». وأضاف البيان ان الرئيس طالباني «شدد على أهمية الدور الإيراني في استتباب الأمن والاستقرار في العراق، ومقارعة الإرهاب»، مشيرا الى «ان الحكومة الجديدة، هي حكومة وحدة وطنية حقيقية، ولديها استعداد كامل للتنسيق والتعاون والتواصل مع الجمهورية الإيرانية في كافة المجالات». وتابع البيان «هنأ وزير الخارجية الإيراني الرئيس طالباني بمناسبة إعادة انتخابه لولاية ثانية، وهنأ فخامته أيضا بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، معلنا دعم إيران للحكومة العراقية وللعملية السياسية في البلاد، ومؤكدا استعداد إيران لتنشيط التعاون في المجالات كافة».