بدا بعض وزراء الخارجية الاوروبيين امس اكثر ميلا الى تأجيل البت في الدستور وتوسيع الاتحاد الاوروبي، أي القضيتين المطروحتين بقوة على طاولة البحث خلال اجتماعات الوزراء التي بدأت امس وتنتهي اليوم في فيينا.
وقال وزير خارجية هولندا بن بوت لدى وصوله الى دير كلوسترنبورغ قرب فيينا حيث تعقد الاجتماعات ان «اقتراحنا اليوم هو مواصلة فترة التفكير وعدم التسرع. نود ان نمدد فترة التفكير لعام مثلا». كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي ستتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي مطلع العام المقبل، قوله امس ان اي قرار في هذا المجال لن يتخذ قبل نهاية فترة الرئاسة الالمانية، وقال: «انطلق من مبدأ ان الرئاسة الالمانية ستكلف تقديم اقتراح مهم حول طريقة مواصلة عملية التصديق» على المعاهدة الدستورية. يشار الى ان الاتحاد الاوروبي كان قرر قبل عام اعتماد فترة التفكير حول مستقبل اوروبا بعد التصويت السلبي ضد الدستور الاوروبي في فرنسا وهولندا. وتنتهي هذه الفترة مبدئيا في يونيو (حزيران) المقبل.
واعلن وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن ان اعضاء الاتحاد الـ 25 سيحاولون الاتفاق قبل موعد القمة الاوروبية المقررة في 15 و16 يونيو (حزيران) المقبل على «خريطة طريق» تحدد الاطار العام لآلية التفكير حول مستقبل الاتحاد. واوضح ان «خريطة الطريق» هذه ستحدد «طرق العمل على جوهر معاهدة اساسية» اعتبارا من يونيو 2007، وهي معاهدة ستدخل حيز التنفيذ «في الانتخابات الاوروبية عام 2009». وردا على سؤال عما اذا كان ينبغي تعديل المعاهدة الدستورية التي رفضها الفرنسيون والهولنديون، في حين وافقت عليها 15 دولة اوروبية، اعتبر اسلبورن ان الامر «مستحيل»، وقال: «لقد وافقت اسبانيا ولوكسمبورغ عبر استفتاء على نص محدد. ومن المستحيل تغيير هذا النص».
ورغم ان الاتحاد يتجه لتأجيل البت في أي قضية توسع، فانه يؤيد تسريع المباحثات مع الجبل الاسود التي ايد مواطنوها في استفتاء الاحد الماضي، بنسبة 55.5 في المائة، فكرة الاستقلال عن صربيا. ومن المقرر ان يصل رئيس وزراء الجبل الأسود ميلو دجوكانوفيتش يوم غد الى بروكسل لإجراء مباحثات مباشرة مع المسؤولين في الاتحاد، على إثر الزيارة التي قام بها أمس إلى بوتغوريتسا الرئيس الصربي بوريس طاديتش، وهي أول زيارة من نوعها يقوم بها مسؤول صربي إلى الدولة الجديدة.
وقالت تقارير محلية في بوتغوريتسا إن «رئيس الوزراء ميلو دجوكانوفيتش سيلتقي كلا من المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، ومفوض شؤون توسيع الاتحاد الأوروبي أولي رين، لبحث الخطوات الواجب اتخاذها بعد الاستفتاء على الاستقلال يوم الأحد الماضي والذي أيده 55.5 في المائة من سكان الجبل الاسود».